وكالعادة وعلى غرار المواجهات التي تعرف إقبالا كبيرا من الأنصار فإن مواجهة الأمس التي دارت بين المنتخب الجزائري ونظيره الصربي سجلت عدة حالات تزوير للتذاكر الخاصة بالمبارة وكان بعض الأنصار راحوا ضحية بعض المواطنين الذين احتالوا على المواطنين رغم أن مصالح الأمن كثفت من تحرياتها قصد محاربة تجار السوق السوداء، وقد وصلت بعض التذاكر في صبيحة الأمس الى حدود 8000 دج وكان بعض الأنصار قد استغلوا الفوضى السائدة خارج الملعب والتوافد الكبير للجمهور للمزايدة على التذاكر ورغم غلائها إلا أن ذلك لم يمنع بعضهم من اقتنائها وهي التي تعد سابقة في عهد الكرة الجزائرية التي عانت كثيرا من ويلات هذا الهاجس الخطير والذي يبقى فيه المناصر العادي الضحية الكبرى. أرادت مجموعة من أنصار المنتخب الوطني اقتحام المدرجات التي خصصتها إدارة المركب الرياضي محمد بوضياف من أجل الدخول واستغلال الأماكن التي كانت شاغرة بعدما اكتظت المدرجات المخصصة لاستيعاب الأنصار وهو ما استدعى تدخل قوات الأمن التي منعت المناصرين من الوصول الى المدرجات الخاصة بالعائلات والتي عرفت توافد 6 آلاف فرد من العائلات. وقد شكل هذا الأمر حالة استنفار واسعة في صفوف الأمن التي وجدت صعوبة كبيرة في التحكم في الوضع، الى ذلك لم يهضم أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا لمؤازرة رفقاء كريم زياني قرار أعوان الأمن بمنعهم من الدخول لمشاهدة المباراة رغم أنهم قطعوا آلاف الكيلومترات من مختلف أنحاء الوطن فقط لمشاهدة هذا اللقاء، ليتحتم عليهم الأمر في نهاية المطاف اللجوء للعنف واقتحام بوابات ملعب 5 جويلية، مما صعب من مهام قوات الأمن في التحكم في الوضع أمام حالة من الفوضى العارمة التي اجتاحت المكان كما تجدر الاشارة إلى أن إدارة ملعب 5 جويلية الأولمبي خصصت المدرجات الغربية لملعب جويلية التي اعتاد أن يتواجد بها انصار اتحاد العاصمة في مباريات الداربي بين المولودية والاتحاد، للجنس اللطيف وخصصت لهم رقابة أمنية مشددة لتفادي حدوث أي انزلاقات خاصة مع التوافد الكبير للإناث الى الملعب منذ الساعات الاولى من صبيحة أمس. ملعب 5 جويلية امتلأ قبل 5 ساعات عن موعد اللقاء وقد كانت مدرجات ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة قبل منتصف نهار اليوم الأربعاء مكتظة عن آخرها بعشاق الفريق الوطني لكرة القدم الذين أتوا من شتى أرجاء الوطن لمتابعة المقابلة الودية التي ستجمع الفريق الوطني بنظيره الصربي. وكانت أهازيج الانصار وهتافاتهم تسمع من بعيد قبل الوصول الى محيط الملعب حيث كان الجميع يحمل الاعلام الوطنية واللافتات المؤيدة للفريق ويرددون الاغاني الشهيرة المدعمة للفريق الوطني في الوقت الذي كانت فيه الطرقات من والى الملعب شبه مغلقة من شدة الازدحام. وفي الطرق المؤدية للمركب الرياضي شوهدت المئات من السيارات التي تحمل ألواح ترقيم من ولاية ورڤلة ومستغانم والشلف وعنابة وقسنطينة وتبسة حيث قضى الأنصار ليلتهم في رحلة السفر نحو العاصمة في محاولة للظفر بمقعد في مدرجات ملعب 5 جويلية بينما قضى آخرون ليلتهم في محيط الملعب. وفي جو ربيعي ووسط أجواء الرقص والغناء تجمع الآلاف من عشاق ''محاربي الصحراء'' ينتظرون ''حظهم'' لحضور المقابلة خاصة بعد التأهل الذي ضمنه الفريق الوطني لكأس العالم والنتائج الايجابية التي حققها ''الخضر'' في أنغولا ''المرتبة الرابعة'' بمناسبة دورة كأس افريقيا للامم. وبالمناسبة أجمع العديد من الشبان والشابات ممن تعذر عليهم الدخول أن المناصرين قضوا ليلتهم في السفر أو على مقربة من محيط الملعب فمنهم من كان محظوظا وحضر المقابلة ومنهم من لم يستطع الدخول رغم اقتنائه للتذكرة. وهو الخبر الذي أكدته السيدة ليلى القادمة من ولاية وهران رفقة أبنائها الثلاثة، والتي تعشق ''الخضر'' حتى النخاع والتي صرحت أنها تملك تذاكر الدخول الى الملعب الا أنها لم تتمكن من حضور المقابلة بالنظر الى اكتظاظ الملعب لكن هذا لا يمنعها حسب قولها من إعادة المحاولة مستقبلا. ويرى ابراهيم من قسنطينة أنه قضى ليلته في قطع مسافة 400 كيلومتر من قسنطينة الى الجزائر العاصمة التي حل بها في الصباح الباكر ورغم حيازته تذكرة الدخول إلا أن حضوره المقابلة بات من ''المستحيلات السبع'' على حد قوله. وحسب عبد القادر من ولاية الشلف فإنه قضى ليلته في محيط الملعب ورغم اقتنائه للتذكرة وتقدمه للشبابيك باكرا إلا أنه لم يحصل له ''شرف حضور المقابلة'' حسب تصريحه.