أوقعت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالشراڤة نهاية الأسبوع المنصرم، بسبعة أشخاص من بينهم قاصر وفتاة ينتمون إلى عناصر شبكة منظمة متخصصة في المتاجرة وترويج مادة ''الهيروين''، كانت تنشط منذ حوالي سنة عبر عدد من بلديات العاصمة، حيث كانت تستهدف طيلة هذه الفترة عينة خاصة من الزبائن والمستهلكين من أصحاب ''الشكارة'' وأبناء الأغنياء، علما أن الغرام الواحد من هذا المخدر يعادل سعره 7 آلاف دج. الرأس المدبر للعصابة تمت إطاحته بعد 20 يوما من المتابعة والترصد، حسب ما أوضحه الرائد بلة حسين، قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني في الشراڤة خلال ندوة صحفية عقدها أمس في مقر الكتيبة، فيما لا يزال شريكه نيجيري الأصل في حالة فرار بصفته الممول الرئيسي لهذه الشبكة بمادة الهيروين التي تعد إحدى أخطر أصناف المخدرات وأغلاها ثمنا.ولدى تطرقه إلى حيثيات القضية، كشف الرائد بلة، أنه منذ مطلع الشهر الجاري بلغت معلومات دقيقة إلى الكتيبة تفيد أن صاحبي سيارتين الأولى من نوع ''ميڤان'' والثانية ''بي آم دوبل في''، يقومان بترويج المخدرات في حي ''كارما'' في بوشاوي، ليباشر على إثرها عناصر الدرك الوطني عملية البحث والتحري التي أسفرت عن تحديد صاحب السيارة الأولى ''ر.و'' البالغ من العمر 22 سنة يشتغل بصفة تاجر، والذي نصبت له خطة محكمة في حدود الخامسة مساء من يوم الخميس المنصرم في نفس المنطقة التي كان ينشط بها، أين تم توقيفه على متن سيارته رفقة قاصر ''ز،ح'' لا يتجاوز سنه 17 سنة ولا يزال يدرس في الطور الثانوي. وبعد تفتيش السيارة تم العثور على كمية 6 غرام من مسحوق أبيض، أثبتت التحاليل المخبرية لاحقا أن الأمر يتعلق بمادة ''الهيروين''، حيث سارع بناء على ذلك عناصر الكتيبة الإقليمية إلى استغلال المعلومات والمعطيات التي وفرها الموقوفون خلال عملية استجوابهما، والتي قادت في الأخير إلى الرأس المدبر لهذه الشبكة المدعو ''ياسين،ي'' البالغ من العمر 29 سنة، وهو صاحب السيارة الثانية التي كانت تخضع إلى المراقبة منذ تاريخ وصول المعلومة، حيث لاذ بالفرار وركض فور تفطنه لاقتراب عناصر الدرك الوطني من مركبته، قبل أن تضطر قوات الدرك إلى الخوض في عملية مطاردة دامت قرابة 20 دقيقة، حاول خلالها التخلص من الكمية المتواجدة بحوزته على طول الطريق، قبل أن يتم توقيفه، حيث تم العثور بحوزته على 4 غ من نفس المخدر، كما تم توقيف رفيقته ''و،ل'' البالغة من العمر27 سنة إلى جانب المدعو ''و،ل''، اللذين كانا على متن نفس السيارة محل المتابعة، في حين تشير التحريات إلى أنه تمكن من التخلص من حوالي 10 غرامات خلال فراره.ولدى إخضاع المتهم الرئيسي للإستجواب رفض هذا الأخير الإعتراف بالتهم المنسوبة له، إلى غاية مواجهته بالمكالمات الهاتفية التي كانت تصل إلى جهازه النقال طيلة فترة اعتقاله، والتي كانت عبارة عن طلبات للحصول على كميات متفاوتة من ''الهيروين''، ليتواصل بناء على ذلك التحقيق، الأمر الذي قاد إلى نصب كمين لباقي أفراد الشبكة من تجار التجزئة، من خلال ضرب موعد لشخصين في زرالدة، حيث أسفرت عملية توقيفهما وتفتيشهما عن العثور على كمية من المخدرات و2 غرام من ''الهيروين''. المموّن الرئيسي نيجيري الأصل وما زال في حالة فرار وبعد مواجهته بتصريحات باقي أفراد الشبكة، اعترف الرأس المدبر لها أن ممونه الرئيسي عبارة عن رعية إفريقي من جنسية ''نيجرية'' يدعى ''محمد'' لا يستبعد أن يكون مهاجرا غير شرعي، كان يلتقيه في ثلاثة أماكن رئيسية تتمثل في زرالدة، ''قهوة شرڤي'' في برج البحري ومحطة البنزين متعددة الخدمات في بوشاوي، أين يوفر له ''التاتشنة'' وهي كلمة السر المعتمدة بين أفراد الشبكة للحديث عن البضاعة التي يروجونها، حيث كان يوفر له ما بين 100 إلى 300 غرام من الهيروين أسبوعيا، أي ما يعادل متوسط 6 كيلوغرامات التي تم ترويجها منذ تاريخ مزاولته هذا النشاط الذي يعود إلى حوالي سنة من تاريخنا، أين كان يشتغل مع رعية نيجري آخر عرّفه بالمموّن الحالي ''محمد''، قبل أن يوسع نشاط شبكته في الستة أشهر الأخيرة بانضمام باقي الموقوفين، ليمتد إلى كل من بلديات العاصمة، على غرار بن عكنون، حيدرة، رويبة، زرالدة وكذا المناطق المجاورة لها، حيث نجحوا خلال هذه الفترة من استقطاب عينة خاصة من الزبائن والمستهلكين، خاصة وأن هذه النوعية الرفيعة من المخدرات ليست في متناول الجميع، نظرا إلى ندرتها وقلة انتشارها في الجزائر، فضلا عن ثمنها الباهظ والذي قد يصل إلى غاية مليون سنتيم للغرام الواحد حسب طبيعة ونوعية ''الهيروين''.وبخصوص طبيعة المحجوزات، أوضح الرائد حسين بلة، أن عملية تفكيك الشبكة أسفرت في النهاية عن توقيف سبعة أشخاص، وحجز 3 سيارات، بالإضافة إلى سبعة هواتف نقالة كانت مستعملة في ترويج المخدر، وكذا كمية من المخدرات تقدر ب 30 غراما من الكيف المعالج، فضلا عن 10 غرامات من ''الهيروين'' ومبلغ مالي قدره 5,5 ملايين سنتيم من عائدات الترويج، كانت بحوزة الأشخاص الموقوفين، الذين تم تقديمهم أول أمس الأحد أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة الذي أمر بإيداع أربعة منهم الحبس، فيما استفادت كل من الفتاة والقاصر وعنصر ثالث من الإفراج المؤقت، في حين لازال البحث جارٍ لتوقيف المموّن النيجري الذي لازال في حالة فرار.