وصف رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء محمد بقاط بركاني اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة ب"الوضعية غير العادية تغلب القطاع الخاص على القطاع العام في المجال الصحي". وتأسف بقاط خلال دورة عادية للمجلس على "تغلب القطاع الخاص على القطاع العام الذي يجب أن يؤدي --كما قال-- نسبة 80 بالمائة من الخدمة الصحية و تسند نسبة 20 بالمائة المتبقية من النشاطات الصحية الى القطاع الخاص". ودعا بالمناسبة الى "ضرورة تحسين وضعية المؤسسات الاستشفائية التي أضحت حسبه غير قادرة على القيام بمهامها" مشيرا الى "النقائص المسجلة بمصالح استقبال المرضى بهذه المؤسسات". وحث نفس المتحدث على تنظيم الجلسات الوطنية للصحة التي من شأنها تشخيص الوضعية الحالية و تحديد الأولويات المستقبلية كما تضع سياسة وطنية للصحة للعشرين سنة المقبلة "حتى تتمكن الهياكل الصحية من مسايرة التحولات التي يشهدها المجتمع". وفيما يتعلق بالتكوين أثار الدكتور بقاط النتائج المسجلة لاسيما في مجال التكوين المتواصل للأطباء و الأسلاك الأخرى العاملة بالقطاع الصحي مشيرا في نفس الوقت الى "العدد الكبير من الأطباء العامين خريجي كليات الطب الوطنية الذين يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على مناصب شغل في الوقت الذي تلجأ فيه بعض الكفاءات الى الهجرة". أما بخصوص النقابتين المضربتين عن العمل لمدة ثلاثة أشهر (النقابة الوطنية للممارسين المختصين في الصحة العمومية و النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية) فقد طالب السيد بقاط على هامش الدورة الأطباء بالتخلي عن الإضراب و الالتحاق بمناصبهم. وأكد في نفس الإطار قائلا "نحن نتضامن مع النقابتين المضربتين عن العمل وقدمنا لهما دعمنا إلا أن الوضعية تدهورت و ندعوهم الى وضع حد للإضراب". وأوضح أن المجلس الوطني لعمادة الأطباء يطلب من السلطات العمومية عدم اللجوء الى العقوبات ضد المضربين عن العمل داعيا الى التكفل ب"جدية" بمطالبهم من خلال الحوار والتشاور لإيجاد حلول لمشاكل هذه الفئة.