بقلاوة، سوسو، الريحة، زولا، اليابس والشاوي، هي أسماء مستعارة لبارونات عصابة مختصة في ترويج المخدرات بالعاصمة، من بينهم حارس ليلي سابق بالمدرسة الإبتدائية رمضاني لخضر بحي السعادة ديار الشمس، وكذا عون أمن سابق بأحد فنادق العاصمة المسمى ''ب.ن''، الذي كان يهرب قارورات خمر الويسكي من الفندق، ويقوم بمقايضتها بالمخدرات مع ''بقلاوة'' في ديار الشمس. تتمركز العصابة التي تم تفكيكها سنة 2009 على مستوى حي ديار الشمس بالمدنية وضواحيها، باعتبارها المنطقة التي ينحدر منها أغلب المتابعين 15، الذين تم الفصل في قضيتهم أول أمس من طرف هيئة محكمة الجنايات بالعاصمة، أين اتضح عمل أفراد العصابة تحت لواء شبكة واحدة، وأنها مختصة في الترويج منذ سنوات، كما أنها تحوز كميات معتبرة من مادة القنب الهندي.وتم التوصل إلى أفراد العصابة حسب محاضر مصالح الأمن، بعد معلومات مؤكدة عن وجود أشخاص يتاجرون بالمخدرات بالمنطقة، فكثف التحريات والمراقبة ليتم توقيف المدعو سوسو وهو على متن دراجة نارية، وبحوزته 500غرام من مادة القنب الهندي، يود بيعها لأحد زبائنه مقابل 42 ألف دينار على مستوى ساحة أودان بالعاصمة. وضبط المتهم ''سوسو''؛ وهو عون أمن سابق في فندق شهر أفريل 2009، بحوزته 500غرام إلى جانب 9,5 كيلوغرام من مادة القنب الهندي، كانت مخبأة بالمدرسة الإبتدائية رمضاني لخضر لحي السعادة بديار الشمس لدى الحارس الليلي، الذي كانت له غرفة خاصة سلمت له بغرض الإقامة، والتي كانت بمثابة ملهى ليلي إلى غاية وقت متأخر لأفراد العصابة.وتضم الشبكة التي تم تفكيكها 15 متهما؛ منهم أربعة في حالة فرار اعترفوا أمام مصالح الضبطية القضائية وقاضي التحقيق في الحضور الأول؛ بكل الأفعال التي كانوا يمارسونها والطرق التي كانوا يتبعونها لترويج بضاعتهم، أين أكد ''سوسو'' قيامه بجلب شراب الوسكي الرفيع من الفندق، ومقايضته بالمخدرات مع ''بقلاوة''، وكذا تعامله مع حارس المدرسة الإبتدائية، الذي كانت غرفته بمثابة خزان لبضاعته مقابل ما يستهلكه.من جهته؛ أسرع المتهم المكنى ''الريحة'' إلى الحارس الليلي من أجل استلام المخدرات، بعدما علم بأن مساعده ''سوسو'' ألقي عليه القبض، وذلك بغرض بيعها، فيما اعترف المتهمون ''اليابس''، ''زولا'' و''الشاوي''؛ بأنهم كانوا ضمن عناصر العصابة يعملون على ترويج المخدرات بمقابل مادي، إذ أن سجل السوابق العدلية للمتهمين، كلها تدل على أن لهم باعا طويلا في مجال ترويج المخدرات. والتمس النائب العام من جهته تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد كل المتابعين، بعدما ثبت من خلال الملف تورطهم، وهذا حسب تصريحات كل واحد منهم، حيث ذكر كل متهم شريكه في القضية، وتحدث آخرون أمام قاضي التحقيق عن الأرباح التي كانت تدرها عليهم متاجرتهم في المخدرات، أين صرح بقلاوة أنه اشترى سيارة من نوع ''مازدا'' بأرباح هذه التجارة. وتحدث المتهمون عن تداولهم لكميات كبيرة من المخدرات طوال مشوار تجارتهم في هذه المادة، خاصة وأن أمر القبض عليهم استعصى كثيرا على رجال الأمن، بالنظر للسرية التامة التي تتم فيها الصفقات، وكذا الألقاب المستعارة التي يتعاملون بها، أين احتاج رجال الضبطية القضائية إلى تحريات دقيقة ومكثفة، من أجل القبض عليهم وتحديد هوياتهم الحقيقية.