هل عقرت البلاد عن إنجاب الكفاءات؟؟/ صورة: ح.م وجدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف نفسها أمام إشكالية الكفاءة العلمية والشرعية في الإفتاء وإصدار الفتوى في الجزائر وفق ما تحدده نصوص الكتاب والسنة، حيث اكتفت وزارة الشؤون الدينية بأعضاء المجالس العلمية لإعادة تكليفهم بمهمة الإفتاء على بعد أيام من إطلاق الفضائية المتخصصة "قناة القرآن الكريم". * أيام بعد دخول القانون الأساسي لعمال سلك الشؤون الدينية حيز التنفيذ ومع قرب تنصيب 48 مفتيا محليا على مستوى الولايات، أعادت الوزارة التأكيد على أن مهمة الإفتاء في الجزائر تقوم بها المجالس العلمية للولاية، رغم أن الميدان أثبت، حسب المناقشات التي دارت بين رؤساء المجالس العلمية وأمنائها العامين وأعضائها على مستوى الولايات ال48 في لقائهم نهاية الأسبوع بدار الإمام حول موضوع "الفتوى في وسائل الإعلام"، النقص الكبير في الكفاءة العلمية لهذه الفئة التي كلفت بمهمة الإفتاء منذ سنوات. * ورغم أن المسؤولين المباشرين على التوجيه الديني يعلمون حقيقة تدني المستوى في هذه المجالس بالنظر إلى عدم قيامها بالدور المنوط بها في الإجابة على أسئلة المواطنين وإيجاد الفتاوى الشرعية للنوازل التي تحل بهم، ما جعل الجزائريين يطلبون الفتوى عبر الفضائيات الأجنبية والمواقع الالكترونية، إلا أن أعضاء تلك المجالس هم أنفسهم من سيشكل المجالس الجديدة المقرر إنشاؤها وفق القانون الجديد للتكفل بأمر الفتوى على المستوى المحلي والوطني. * كما برزت من خلال المناقشات التي جرت في جلسة واحدة، فوضى الإفتاء في الجزائر من خلال تكريس أشخاص معينين لتولي مهمة الفتوى في التلفزيون وتدني مستواها في الإذاعات المحلية والوطنية وتكليف من هب ودب بالرد على انشغالات المواطنين في الصحف المكتوبة، حيث صار واضحا أن المواطن الجزائري يلجأ مضطرا أو متعمدا إلى طلب الفتوى من جهات خارج الوطن، قد لا تعلم أدنى التفاصيل عن الحياة اليومية للجزائريين، ما يجعل الفتوى في بعض الأحيان خاطئة ولا ترد على انشغال صاحبها، خاصة إذا أضفنا لها صعوبة التخاطب باللغة العامية بين الجزائريين وغيرهم عبر الهواء. * وقد طرح المشاركون في الملتقى، من جهتهم، جملة من الانشغالات تتعلق بالفتوى التي يطلبها المواطنون في مختلف أمورهم، مع الإشارة إلى الصعوبة التي يجدها أي مفتي في التعامل مع المسائل الفورية التي يطرح صاحبها انشغالا وينتظر إجابة فورية دون إلمام المفتي بظروف وملابسات القضية، وهنا ركز المتدخلون على ضرورة أن يطلب المفتي مهلة للنظر في القضية لإعطاء الفتوى الصحيحة وفق ما ينص عليه كتاب الله وسنة نبيه. * وأمام صعوبة إيجاد العلماء الأكفاء الذين سيتولون أمر الإفتاء عبر "قناة القرآن الكريم" الجديدة، يتكفل أعضاء المجالس العلمية بالإفتاء عبر الوسائل المذكورة في انتظار إقحام العلماء الموجودين عبر الجامعات الجزائرية في الهياكل اللازمة وعدم الاكتفاء بمنتسبي الزوايا وإنشاء منصب مفتي الجمهورية الذي سيمثل المرجعية بالنسبة لأمر الفتوى.