ناقشت كلية العلوم الاسلامية بجامعة الجزائر مؤخرا رسالة دكتوراه موسومة ب" ضوابط فقه النوازل المعاصرة " من اعداد الاستاذ حمادي نور الدين وتحت اشراف الدكتور كمال بوزيدي الوجه التلفزيوني المشارك في برنامج " فتاوي على الهواء " بالقناة الوطنية . ارجع الاستاذ حمادي دراسة هذا الموضوع لقصور المؤسسات التى تتولى الافتاء في تناول ومعالجة النوازل الحادثة وعقم دراسة التراث الفقهي والتشريعي في ابراز وجه الدين الحق الذي انزله الله على نبيه . مضيفا ان البحث جاء لتقديم مقاربة اصولية لخصها الاستاذ بأن الافتاء في نوازل العصر وقضاياه بالمنهجيات الموجودة افضى الى عدم الاستجابة الحقيقية لها بل ادى الى ماهو اخطر من ذلك كله ألا وهو فوضى الفتاوى وصراعها نتيجة الانفرادية وعدم مراجعة التراث الفقهي لتحديد المقدس وغير المقدس على اعتبار ان الفتوى ظاهرة متجددة تأصيلا وتطبيقا . موضوع ضوابط فقه النوازل المعاصرة تناولها الباحث من خلال دراسة 08 اشكالات طرحها ولعل ابرزها ما أشار اليه الاستاذ عن الضوابط التى تحدد النظر في القضايا المستجدة .وكذا القواعد التى تكشف عن النوازل وتحدد صفة تنزيلها وتخريجها وتكييفها اضافة للمنهج الذي يبين طريق الحكم عليها . الدكتور حمادي ركز على ضوابط من صميم الشريعة الاسلامية للنظر في النوازل بما يواكب المتغيرات ويجلي صلاحية شريعة الاسلام وعالميتها في الاستجابة لنوازل العصر من خلال ضبط حدود تدخل النص ومجالات اعمال العقل وطرق مراعاة سياق الواقع في تنزيل الاحكام ومؤهلات المفتي . الدكتور نور الدين حمادي أثناء المناقشة . من جهة أخرى نجد انه اعتمد على منهجية متميزة من خلال تطبيق مبادئ القطيعة والبنية والتحقيق والتأكد من صحة النتائج هذا بتتبع حركة الافتاء في النوازل منذ نشأته الى يومنا هذا ودراسة ظاهرة الافتاء في النوازل بجميع ابعادها والقيام بتحليلها ومحاولة الوصول الى نتائج قابلة للتعميم .كما لجأ الى اجراء عدة مقابلات مع علماء دين ابرزهم ما تناوله مع السادة جمال البنا وطه جابر العلواني بالقاهرة ومحمد عيواز عضو لجنة الافتاء بمسجد باريس بفرنسا . اجتهاد الباحث لم يتوقف عند حركة الافتاء في النوازل بل تعداه في تحديد ضوابط التصدي للنوازل الاكثر ضرورة فقد اشار ضمن هذا الباب ماتعلق بضوابط الافتاء في النوازل مقترحا جملة من الضوابط المؤهلة للافتاء كاعتماد تعريف المفتى للنوازل وفق ماجاء به مجمع الفقه الاسلامي في دورته 17 سنة 2006 بأنه " العالم بالاحكام الشرعية وبالقضايا والحوادث " ووجوب توفر في المفتى التكوين الخاص والملكة الفقهية وعدم التعصب والوسطية ومخاطبة الناس بلغة العصر . كما خصص الاستاذ جانب للتطبيقات الفقهية حول النوازل المعاصرة مقسما إياها ل03 مباحث ، المبحث الاول خصصه لكشاف عام لأهم النوازل المعاصرة اما المبحث الثاني فتعرض للتجنس بجنسية غير إسلامية حيث تناول حكم التجنس و الآثار المترتبة عليه اما المبحث الاخير فتعلق بالتأصيل الشرعي للهندسة الوراثية وبعض تطبيقات الهندسة الوراثية واحكامها . في ختام البحث قدم الاستاذ حمادي جملة من النتائج حول مسائل البحث في النوازل كإعتباره ان ندرة وجود تعاريف لدى قدماء النوازل لا يعني عدم وجود هذا المصطلح وانما مرد ذلك حسبه لوجود مصطلحات أخرى مثل الفتوى والاقضية ، واعتبار القرآن الكريم المصدر المنشئ للاحكام دون حصر استنباط احكام النوازل في آيات الاحكام فقط ووجوب الاعتماد على الوحدة البنائية للقرآن في استنباط حكم النازلة اما السنة النبوية الصحيحة في مصدر مبين للقرآن مع مراعاة اسباب ورود الحديث اما المصادر الاخرى فهي عبارة عن ادوات منهجية لاستنباط حكم النازلة كمقاصد الشريعة والقواعد الفقهية ، كما ابرز الاستاذ مراعاة موجبات تغير الفتوى فقد يحصل ان تتغير الفتوى رغم اتحاد الموضوع من جيل الى جيل بسبب الاختلاف في الاخذ بالدليل او تنزيله على الوقائع . هذا وقد اقترحت الرسالة عدد من التوصيات ابرزها ماتعلق باقتراح في وضع ميثاق دولي للافتاء يلتزم به كل من يتصدى للفتوى وتأسيس مجلس اخلاقيات مهنة الافتاء في كل دولة ووضع بروتوكول اعلامي تلتزم به كافة وسائل الاعلام بهدف الحفاظ على هيبة الفتوى كما اوصت رسالة البحث بضرورة الاهتمام بالانجازات اللسانية المعاصرةقصد اختبار مدى ملاءمتها لقراءة النص القرآني واكتشاف حدوده . يذكر ان مناقشة رسالة الدكتوراه للاستاذ الجامعي حمادي نور الدين لاقت إعجاب الحضور وتقدير اللجنة المناقشة والتى منحته درجة مشرف جدا . جدير بالذكر أن الأستاذ نور الدين حمادي هو ثاني دكتور في اختصاص العلوم الإسلامية بجامعة الجلفة بعد الدكتور لحرش أسعد المحاسن الذي ناقش بدوره بداية شهر جوان و تحصل على شهادة التأهيل الجامعي....و بهذه المناسبة تتقدم أسرة الجلفة انفو بأحر التبريكات للدكتور حمادي نور الدين و للدكتور لحرش أسعد المحاسن على هذا الانجاز العلمي الرفيع متمنين لهما التوفيق في مسيرتهما العلمية مع دوام الصحة والعافية...