قال أمير كتيبة الفاروق، المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشطة تحت لواء أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، أحمد منصوري المدعو أبو عبد الجبار، في تصريحاته أمام مصالح الأمن، بعد أن سلّم نفسه لها بداية الأسبوع بالرغاية في العاصمة، حيث استفاد بداية الأسبوع الجاري، من تدابير السلم والمصالحة الوطنية، أنّه قرّر تطليق العمل المسلّح والعودة إلى الحياة المدنية، بعد أن استنفذت أسباب البقاء في الجبل، وأوضح "أبو الجبار" أن جميع العناصر المتواجدة في الجبال، أصبحت على قناعة تامة بأن "الجهاد" في الجزائر مجرد خدعة لا تمت للحقيقة. ونقلت مصادر على صلة بالتحقيق ل "النهار"؛ أن الإرهابي قدم تصريحات مثيرة عن حقيقة ما يحدث بالجبل، إذ تحولت القناعات إلى ندم كبير يحذوه رغبة في العودة إلى الحياة المدنية، حيث أكد أن العناصر المتبقية في الجبال، أصبحت تترقب الموت في كل لحظة، خاصة قيادات الجماعة السلفية التي أضحت أهم هدف لمصالح الأمن، التي أصبحت تصطادها الواحد تلو الآخر، وأضاف المتحدث في تصريحاته أمام مصالح الأمن، أن الجميع أصبح على قناعة أنّه إن لم يمت اليوم فسيلقى حتفه غدا، بعد أن اعتمدت مصالح الأمن إستراتيجية ناجحة في رصد التحركات الإرهابية بمختلف الوسائل، سواء تعلق الأمر بالإختراق أو بالمعلومات التي يقدمها الإرهابيون التائبون، ولفت الإنتباه "أبو عبد الجبار" إلى أن الرؤوس الكبيرة أصبحت تنتظر الموت في كل لحظة، بعد أن نجحت قوات الأمن في الإطاحة بعدد من القياديين الذين كان التنظيم الإرهابي يعول عليهم في تنفيذ الإعتداءات الإجرامية وعمليات التجنيد. ونقلت مصادرنا أن الإرهابي كشف عن الكثير من حيثيات الحياة في الجبل خلال الفترة الراهنة، وقارن المرحلتين ببعضهما، حيث قال أنه في السابق كانت غاية الجماعات الإرهابية تحقيق "سراب" إقامة دولة إسلامية "على أنقاض دولة إسلامية"، غير أن تغير الوضع جعل الإرهابيين ينتظرون فقط الساعة التي يتم القضاء عليهم فيها، "أننا باقون بدون هدف ولا تخطيط، كلنا على حد سواء، فلا دروكدال ولا غيره أصبح لهم هدف واضح، ننتظر فقط الموت، ونتحين الفرص إن وجدت لتسليم أنفسنا"، مؤكدا أن الإرهابيين الذين لم يسلموا أنفسهم، لا يعرفون الطريقة التي تمكنهم من ذلك، لا لأنهم مقتنعون بالبقاء في المعاقل الأخيرة للتنظيم الإرهابي. ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ بل كشف الإرهابي عن حدوث أمور لا يقبلها الشرع في الجبل، حيث أصبح كل شيئ مشروعا بدعوى الضرورة تبيح المحضورات، وللضرورة أحكام، لافتا إلى أن المظاهر اللأخلاقية أصبحت عامة وأصبح كل شيء جائزا بفتاوى يصدرها كل إرهابي لنفسه. بالمقابل؛ قال أبو عبد الجبار أن دروكدال أصبح يوصي عناصره بضرورة الاحتياط من ضربات مفاجئة لمصالح الأمن، والحفاظ على أرواحهم لضمان استمرارية التنظيم الإرهابي، بعد أن فقد عديد العناصر خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يعد التنظيم كما سبق، ولم يعد التفكير في تنفيذ عمليات إرهابية أولوية، بعد أن أبرزت الأغلبية قناعتها بعدم جدواها، باستثناء أقلية أضحى همها الوحيد جني المال من العمليات الإرهابية، منبها إلى أن لقاءات الوعظ والحث على إتخاذ الحيطة، حلت محل لقاءات التحريض رغم قلتها. "أبو عبد الجبار" نجا ثلاث مرات من موت محقق نجا أمير كتيبة الفاروق منصوري أحمد المدعو عبد الجبار من مواليد 1976 ببلدية عمار بالبويرة، من الموت ثلاث مرات متتالية، حيث كشف لمصالح الأمن أنّه كان رفقة عدد من قيادات التنظيم الإرهابي عندما قضت عليهم مصالح الأمن، إذ كان رفقة علي الديس، الأمير السابق لكتيبة "الفاروق" عندما قضت عليه قوات الأمن، كما نجا قبلها من موت محقق، عندما قضت مصالح الأمن حارك زهير المكنى سفيان فصيلة والمدعو سفيان أبو حيدرة، أمير كتيبة الأنصار سابقا، كما تمكّن من النجاة من ميتة أخرى، عندما كان يرافق محمد وازا المدعو أبو وليد العاصمي، الذي قضت عليه قوات الأمن نهاية 2008 بولاية تيزي وزو. وقد تنقل أبو عبد الجبار من أدغال البويرة إلى غاية الرغاية، حيث سلم نفسه لمصالح الأمن، ويعد هذا الأخير من أهم ممولي التنظيم الإرهابي، التحق بالتنظيم الإرهابي للجماعة السلفية سنة 1998، كان عضوا سابقا في سرية ذراع الميزان التابعة لكتيبة الفاروق الناشطة بمنطقة الوسط، عين في أوت 2007 مسؤول تنسيق المال على مستوى كتيبة الفاروق، قبل أن يعين زعيما لها، عندما قضت القوات على علي الديس الأمير السابق للكتيبة.