بعد الفضائح التي عاشها القطاع الصحي بولاية سعيدة، في السنوات القليلة الماضية، منها على سبيل الذكر 14 حالة لفيروس فقدان المناعة من بينهم عمال بالقطاع، تكهرب مختل عقليا بمستشفى أحمد مدغري والعديد من حالات الموت القيصرية بعيادة الأمومة التي تغزوها القطط المتوحشة، والتي أصبحت تشكل خطرا على حديثي الولادة، ناهيك عن عملية التحويل للحوامل إلى مدينة سيدي بلعباس، والتي توفيت على إثرها سيدة بالحساسنة وهي في طريقها إلى سيدي بلعباس في حالة خطيرة لا تستدعي التحويل، ناهيك عن وفاة الشقيقات الأربع بمرض السل ومازال الأب وابنته الصغر ذات ال 22 سنة يعانيان المرض في بيت قصديري بحي بوخرص. جاءت قضية الطفلة ''فاطمة الزهراء'' التي اكتشف مؤخرا والدها بأنها تعاني من فيروس فقدان المناعة ''السيدا''، وهو الأمر الذي تعجب منه الأب وقرر زيارة دار الصحافة بسعيدة وبحوزته ملفا طبيا وإداريا، حيث صرح قائلا ''لقد كانت ابنتي تعاني من فقر الدم وهي رضيعة لنتفاجأ بإصابتها بالسيدا رفقة 6 أطفال يتواجدون معها في نفس المصلحة''. القضية تعود إلى سنة 2004 وفاطمة لا تزال رضيعة عندما أصيبت بمرض فقر الدم، حيث نقلت للعلاج إلى مستشفى كانستال بوهران ثم إلى مدينة سيدي بلعباس سنة 2005 ونظرا للمصاريف الكبيرة التي لم يعد الأب يتحملها تم تحويلها إلى مصلحة فقر الدم بسعيدة سنة 2006 بمستشفى أحمد مدغري ثم مركز الأمومة حمدان بختة، ليتم التكفل بها من طرف الدكتور طرح الذي يشهد له بمهنته بما أنه الوحيد الذي لم يغادر سعيدة بعد هجرة العديد من الأطباء المختصين إلى ولايات مجاورة، هذا الأخير لم يستعمل دما للطفلة من غير فصيلة عائلتها وأصولها من الأعمام والأخوال، العمات والخالات، وذات ليلة استعملت لفاطمة كمية من الدم المخزن في البنك دون علم العائلة بحضور الوالدة التي لا تفهم شيئا في مثل هذه الأمور، الأمر الذي دفع بالوالد إلى المطالبة بفتح تحقيق طبي في فصيلة الدم الذي استعمل لابنته بالمصلحة ومخبر التحاليل بحضور الدكتور رحال تلته خبرة مضادة بمخبر خاص لدى الدكتور هدي بحي الكاستور، حيث كل التحاليل التي أجراها والد الطفلة أكدت بأنها مريضة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، وعليه انتقل الأب إلى مستشفى القطار بالعاصمة حسب الوثائق التي بحوزة ''النهار'' ثم إلى المؤسسة الإستشفائية في الأمراض المعدية لعيادة المرحوم فليسي بالعاصمة برعاية الدكتورة وران صليحة، وكانت نفس النتيجة ألا وهي أن فاطمة الزهراء صاحبة ال7 سنوات مصابة فعلا بفيروس فقدان المناعة. أمام هذه الوضعية الحرجة راسل والد الطفلة وزير الصحة سعيد بركات في الموضوع مع تقديم شكوى مرفقة بالملف الكامل وطالبه بفتح تحقيق معمق في تداعيات حمل ابنته للفيروس القاتل من عيادة الأمومة حمدان بختة كونها كانت سليمة من هذا المرض.