عادت عناصر الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال، بإمارة عبد المالك درودكال مؤخرا، إلى طريقة الإستهدافات العشوائية والمتمثلة في عمليات إرهابية متفرقة، عن طريق تفجير قنابل متحكّم فيها، لحفظ ماء الوجه، آخرها تفجيري بغلية وسي مصطفى في بومرداس، في ظل الحصار الأمني الكبير والإستنزاف البشري في صفوف الإرهابيين بالمعاقل، ما أدى إلى إنكماش شوكة درودكال. وحسب مصادر متتبعة للشأن الأمني بالولاية بومرداس؛ فإنّ الإنكماش الكبير الذي إكتنف نشاط الجماعات الإرهابية المعتاد خلال الأشهر الماضية، بالخصوص وضعها في موقف حرج إتجاه إحتمالات في تجديد عمليات الإستهدافات الكبيرة، التي كانت تطال في السابق عدد من الضحايا من رجال الأمن وقوات الجيش، خاصة إذا ما سجلنا عدد الإرهابيين المقضى عليهم في الفترة الأخيرة، بالعديد من المناطق المختلفة، والمقدر عددهم بالعشرات، منهم أمراء سريات بتنظيم درودكال، وذلك بفضل عمليات التمشيط المكثّفة الحاصلة على مستوى المعاقل، وكذا عمليات الترصد للتّحركات المشبوهة، إستنادا إلى تصريحات تائبين وعناصر دعم، تم إلقاء القبض عليهم بفضل العمل الإستخباراتي من طرف مصالح الأمن، حيث سجلت هذه الأخيرة في مجال مكافحة خلايا الدّعم -حسب مصادر مطلعة -حوالي 40 عنصرا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، فيما ألقي القبض على حوالي ستة عناصر مسلحة في عمليات تمشيط. هذه الأوضاع التي صارت -من دون شك- عقبة في وجه الجماعات الإرهابية وعقدة كبيرة في حل ألغاز مخطّطاتها الإرهابية التي تستهدف في الغالب قوات الجيش ومصالح الأمن، جعلت درودكال في حتمية العودة إلى طريقة الإستهدافات العشوائية، عن طريق تفجير قنابل تقليدية ومتحكّم فيها عن بعد منها التفجير الإرهابي الذي إستهدف عناصر الدّرك ببغلية، وأدى إلى مقتل مواطن وجرح ما لا يقل عن 15 آخرين بجروح متفاوتة، ليأتي التفجير الثاني من نوعه في أقل من أسبوع عن الأول، لإستهداف دروية للجيش كانت في مهمّة تنقل للثكنة بمنطقة سي مصطفى، أدى إلى مقتل جنديين وجرح 18 آخرين منهم مواطنيين.