تحدثت مصادر أمنية للشروق اليومي، أن قوات الجيش التي لاتزال تحاصر عددا معتبرا من الإرهابيين بمختلف مناطق بلدية أميزور "ياكوران وأعريج أومان" تمكنت مساء أمس، في حدود الساعة الواحدة والنصف من القضاء على خمسة إرهابيين. وقد جاءت هذه العملية بعدما حاولت مجموعة كبيرة من الإرهابيين الإنفلات من الحصار الذي فرضته قوات الجيش منذ 10 أيام. وحسب مصادرنا، فإن حصيلة هذه العملية قد تكون مرتفعة وثقيلة كون أن المروحيات العسكرية تمكنت من قنبلة مخبأ كان يتواجد به عدد كبير من الإرهابيين يفوق تعدادهم الثلاثين، وفي علمنا، فإن 10 عناصر من الجماعات الإرهابية فرّت من جحيم القصف المكثف وسلمت نفسها لقوات الجيش. يأتي هذا، في الوقت الذي استمرت الجماعات الإرهابية الأخرى في مواصلة الإشتباك مع قوات الجيش بهدف إزالة الحصار المفروض عليها والذي كلف خسائر معتبرة في صفوفها. وحسب المعلومات التي استقيناها من عين المكان، فإن قوات الجيش المدعمة بأفراد الدرك الوطني، تمكنت كذلك من استرجاع كمية معتبرة من الأسلحة، تمّ كشفها بغابة "السبت القديم" التي كانت تعتبر أكبر معاقل الإرهابيين، بالنظر إلى كثافة الأشجار بها، إضافة إلى صعوبة مسلكها أو الوصول إليها، خاصة إذا علمنا أن العناصر الإرهابية زرعت متفجرات بمختلف جوانبها وذلك لمنع قوات الجيش الدخول إليها، وهو ما تفطنت إليه القوات المشتركة التي استعملت مختلف الوسائل ودمّرت كل ما يوجد في طريقها، وشرعت في شق المسلك الذي يؤدي إلى وسط هذه الغابة التي كان يمكث بها زهاء 200 إرهابي الذين انقسموا إلى مجموعتين قبل بداية عملية التمشيط التي حققت نتائج مشجعة في الميدان، كون أن قوات الجيش كبّدت خسائر في صفوف الإرهابيين واسترجعت عدّة رشاشات من صنف كلاشينكوف وكذا الذخيرة وأجهزة الإتصالات والهواتف النقالة. وتفيد مصادر "الشروق" في خبر عاجل، أن اثنين من نشطاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أصيبا بجروح خطيرة وكشفت قوات الجيش أمرهما، حيث وجدا داخل مخبأ غير بعيد عن غابة السبت القديم" وأشارت نفس المصادر إلى أن الأمير الوطني لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال "تنظيم القاعدة" في بلاد المغرب درودكال عبد المالك لايزال محاصرا، وقد يقضى عليه من طرف قوات الجيش التي تتواجد في مركز جبال أميزور. ن. هارون تنظيم 'القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي' يعترف بمقتل الأمير 'صهيب' أكدت اللجنة الإعلامية لتنظيم" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " ، أول أمس، القضاء على 4 عناصرها في العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش ، بمعاقل الإرهاب أبرزهم المدعو صهيب أبو عبد الرحمن و هم من منطقة سيدي داود بولاية بومرداس ، و مصطفى أبو لبابة من الرغاية شرق العاصمة، وعقبة أبو ذر من منطقة تاقدامت من دلس بولاية بومرداس أيضا، و هي المعلومات التي أوردتها " الشروق اليومي " في عدد سابق، و أكدت في موضوع ، القضاء على عدة إرهابيين من بينهم الأمير" صهيب "، الذي يعتبر أحد أبرز مساعدي عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود. الأمير الوطني لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال الذي حول تسميته إلى تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ، إضافة إلى قياديين في التنظيم الإرهابي تم القضاء عليهم من طرف قوات الجيش التي تقوم بتطويق أحد أهم معاقل الجماعة الإرهابية في المنطقة الثانية . وورد في بيان ، أصدرته اللجنة الإعلامية لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "، تأكيد غير مباشر للمعلومات التي أوردتها " الشروق" حول عملية التمشيط التي تقوم بها القوات المشتركة بمنطقة أميزور ببجاية منذ حوالي أسبوع و سخرت لها وسائل بشرية و مادية من مروحيات و دبابات ، وكلاب مدربة و أكثر من ألفي عسكري ، من ذلك أن العملية يشرف عليها نائب الناحية العسكرية الخامسة. حيث حاول التنظيم من خلال هذا البيان ، "تبرير " الخسائر في صفوفه من خلال خفض عدد الإرهابيين الذين سقطوا في الإشتباك ، وهي الإستيراتيجية التي تعتمدها دائما التنظيمات الإرهابية لرفع معنويات نشطائها و نفي تكبدها حصيلة ثقيلة ، وسعت في هذا السياق إلى نفي وجود قياديين في التنظيم تحت الحصار في حين تعترف بسقوط" صهيب "الذي يعد أحد المقربين من درودكال ، كما أشار البيان الصادر أول أمس ، إلى العمليات الإرهابية التي نفذتها ضد أهداف عسكرية للتأكيد على مواصلة نشاطها رغم الحصار و التضييق على عناصرها. وهي عمليات تقليدية برأي متتبعين للشأن الأمني و مسار نشاط الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي تسعى اليوم لتنفيذ عمليات إجرامية إستعراضية في مستوى وضعها الجديد كتنظيم ملحق بالقاعدة في المغرب العربي . و أشارت مصادر أمنية قريبة من العملية العسكرية المتواصلة بضواحي أميزور ، أن قوات الجيش كثفت منذ أول أمس ، من ضرباتها ، و تم الإستنجاد بالدبابات لفتح المسالك المؤدية إلى المخبأ الرئيسي الذي تتواجد فيه المجموعة المحاصرة ، حيث سجل الزحف المتقدم لأفراد الجيش ، بعد تفجير العديد من القنابل التي تم غرسها بمحيط الطرق المؤدية للكازمات منذ مدة ، و لاتزال الإشتباكات متواصلة ، و تبدو أكثر حدة بحسب مصادر محلية متطابقة ، كما تمت مواصلة قنبلة الملاجىء في إجراء لدفع الإرهابيين المختبئين لتسليم أنفسهم أمام وجود خيار واحد أمامهم في ظل محاصرة جميع المنافذ و المداخل و حتى الطرقات ، و لا يستبعد مراقبون لجوء نشطاء التنظيم الإرهابي إلى القيام بعمليات في جهات أخرى ، في محاولة لفك الحصار عن رفقائهم مما يؤكد على صعيد آخر ، أن المحاصرين من قادة الجماعة. نائلة.ب: [email protected]
