تحدث إلينا عدد كبير من الجالية الجزائرية السويسرية عن شخص مالك فندق الڤولف بالاس السويسري في كران مونتانا حيث يقيم المنتخب الوطني، وعن حبه الكبير للجزائر والجزائريين بالرغم من أنه لم يزرها مطلقا، وعليه تقربنا منه واختزلنا تاريخه مع الجزائر والمنتخب الوطني في هذه الأسطر. بقامة مديدة وتقاسيم وجه أوروبية حقة، وبشعر أسود خالطه بعض البياض، وعيون تشع انبهارا بالجزائريين، وقف أمامنا السيد فرانسوا ريال''72 سنة''مالك فندق الڤولف بالاس الفخم في هذه المنطقة الجبلية الخلابة، فاتحا قلبه لنا ومعه سجل ذكرياته التي خصصت عشرة منها للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وبخطى موزونة داخل بدلته البنية والصفراء، اصطحبنا إلى مركبته من نوع ''البيام''، والتي كانت مركونة في موقف السيارات الخاص بالفندق، ابتعادا عن الضجيج وأهازيج المناصرين الذين خرج إليهم حيث رُحِّب به، متأسفا عن عدم قدرته السماح لهم بالدخول نظرا إلى أمن اللاعبين الجزائريين. بوتفليقة فخر للجزائر وأول شيء تحدث عنه، هو أمر بقي محفورا في ذاكرته كانت الزيارة التاريخية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 عشية انتخابه رئيسا للبلاد ''أتذكر جيدا زيارته، كانت مع نهاية شهر جوان وبداية شهر جويلية من سنة 1999، لقد تكفلت به شخصيا، أتذكر أنه رجل قصير القامة ولكن بقلب كبير، مع عيون حالمة وذكاء متقد وجد متطور، لقد نزل في الجناح الرئاسي رقم:432,33,34 وكان هنا رفقة حرسه الشخصي فقط، قضى معنا أسبوعا كاملا، كان متواضعا جدا وخلوقا بقيت صورته ونبله راسخان في مخيلتي، وإلى حد الساعة لا أزال محتفظا بتوقيعه الشخصي في سجل الزوار الذهبي..إنه فخر للجزائر والجزائريين''. كما فاجأنا العجوز السويسري بعشقه الكبير للشعب الجزائري والجزائر التي لم يزرها مطلقا، على أمل أن يحل بصحرائنا الجزائرية شهر جويلية القادم وبالتحديد ''تمنراست''، قبل أن يعرج على مدينة جيجل التي وجد صعوبة في تذكر اسمها بعدما شجعه على ذلك بعض الجزائريين، متحدثا عن حبه للجزائريين الذين كثيرا ما يزورون فندقه، خصوصا في فصل الشتاء لممارسة رياضة التزلج على الثلج، مشيدا بآدابهم وتحضرهم كشعب عربي. ''الخضر ساعدوني في الإشهار لفندقي'' رحب السيد فرانسوا بنزول الخضر في فندقه، مؤكدا أنهم خيروه بين فريق بلاده السويسري وفريق الجزائر فاختار الخضر، لحبه الكبير لهم ولجنونه بالعرب، مضيفا أن تواجدهم في فندقه يعتبر إشهارا مجانا منهم كونهم يصنعون الحدث هذه السنة، وكذا الفريق العربي الوحيد في المونديال، وكونهم أحفاد جبهة التحرير التي أحترم رجالها كثيرا ولا يزال يقرأ عنها إلى اليوم لمعرفة المزيد، مضيفا أن تواجدهم عنده وذكرياتهم كذلك ستجذب السياح نحو فندقه الفخم الذي يعتبر كذلك مزارا للخليجيين بكثرة. الفريق الجزائري مؤدب جدا أشاد مُضِيفنا بالأخلاق العالية التي يتمتع بها الفريق الجزائري والتي جعلت كافة العمال والموظفين لديه يحبونه، وعن اللاعبين الذين يحبهم أكثر ذكر''بوڤرة وزياني'' حيث قال إنهما ثنائي رائع ودائم التنقل والتجوال في الفندق، أما بخصوص شاوشي فقد قال عنه إنه غريب الأطوار جدا وأن كافة العمال يحبون تسريحة شعره، ويطلبون منه السماح لهم بلمس الطبقة الشقراء منه كونه مشاكس جدا. سعدان جد ذكي أكد السيد فرانسوا أن قضاءه لبضعة أيام مع الناخب الوطني رابح سعدان جعلته يكتشف جانبا من شخصيته، فهو شخص رائع وخلوق وفوق هذا جد صبور ومتواضع، إضافة إلى أنه رجل جد ذكي وذو حنكة وبمقدوره قيادة الفريق نحو التأهل بفضل النصائح الذهبية التي يفيد بها الجميع، فتجده يدور ويدردش مع الجميع ويفيدهم بخبرته. روراوة يتمتع بأفكار نيّرة لم يخف السيد ريال إعجابه الكبير بالسيد محمد روراوة رئيس فيديرالية كرة القدم الجزائرية، أو كما يحلو له دعوته ''البريزيدون''، موضحا أنه رجل يتمتع بأفكار نيرة وبناءة وسيقود الجزائر نحو النصر ليرفرف علمها بين البلدان، فهو صارم وطيب في نفس الوقت بالرغم من أنه يفضل شاوشي عن الجميع وهذا ما لاحظه -يضيف - واغتنم الفرصة ليتحدث عن وليد صادي الذي قال عنه، إن روراوة أحسن بضمه إلى طاقمه، وأن صادي مؤطر جيد ويعطي قيمة مضافة إلى الفريق. سويسري بقلب جزائري تفاجأنا بحجم محبة الرجل للفريق الوطني الجزائري، حيث قال''سأناصر الخضر في المونديال وأعول على الجزائر كثيرا، أمنيتي أن تبرمج مقابلة بين فريق سويسرا والخضر ويكون الخضر هم الفائزون فيها.ولن ينسى- حسب محدثنا - التفاف الشعب الجزائري حول فريقهم وحبه له وحماستهم أمامه ''إنهم حماسيون وأنا أفهمهم، وقد شرحت للشرطة مواقفهم العفوية وأهازيجهم التي تضايق في بعض الأحيان، كون بلدنا معروف بالهدوء وقد اعتدنا على هذه الحياة، أنتم الجزائريون تعبّرون عن مشاعركم ومكنوناتكم عكسنا نحن الأوروبيون، لقد انبهرت فعلا بالجماهير التي تنقلت إلى سيون أول أمس لحضور الحصة التدريبية، حقيقة عشرة على عشرة''، خاتما كلامه بالترحيب بكل الجزائريين وبزيارة أخرى من رئيس الجمهورية الذي يقدره ويحترمه كذلك؟ روراوة نزل في نفس الجناح الذي أقام فيه الرئيس من جهة أخرى، كشف لنا فرانسوا ريال صاحب فندق ''الڤولف بالاس'' الفخم في هذه المنطقة الجبلية كرانس مونتانا، أن إدارة الفندق وضعت كل شروط الراحة تحت تصرف البعثة الكروية الجزائرية، من مسابح وملاعب وغرف فاخرة وأجنحة، حيث أكد أن الإدراة خصت رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد رورواة بأفخم جناح ''سويت روايال''، التي يتوفر عليها الفندق، وهو نفس الجناح الذي نزل فيه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال إحدى زياراته لدولة سويسرا، وهو جناح يتوفر على غرفة نوم تطل على بساط عشبي أخضر باهر، والتي تقع أسفل الجبال السويسرية. كما يتوفر الجناح على قاعات للاجتماعات وصالونات للجلوس وعدة معدات للراحة.