قرر المدرب الوطني، رابح سعدان، إجراء تدريبات يوم الأحد القادم، المقررة فوق ملعب كرانس مونتانا الكبير والمسمى "شالي"، تحت أنظار الأنصار، وهو القرار الذي أحدث حالة من الطوارئ في سويسرا، باعتبار أن آلاف الأنصار سيتدفقون على الملعب لمشاهدة التدريبات. ولحد الآن، تجري تدريبات الخضر بشكل عادي باعتبار أنها تجري إما في ميدان "الڤولف" المحاذي للفندق أو في ملعب "موبرا" المعشوشب اصطناعيا، والذي لا يحتوي على مدرجات، ما يجعل الأنصار يتابعون الحصص التدريبية من خارج الميدان، وهذا في انتظار حصة يوم ال23 ماي، المخصصة للأنصار والتي سيسمح فيها لهم بالدخول ومتابعة كامل الحصة التدريبية وحتى التقرب من اللاعبين، وهو الأمر الذي جعل مسؤولو المنتخب الوطني بقيادة وليد صادي ومدير الأمن الجزائري يخططون جيدا للكيفية المثلى التي تسمح بمرور الحصة التدريبية بصفة عادية، طالما انتابتهم مخاوف من حدوث أي طارئ، على اعتبار أنه وصل مسامعهم بأن الملعب سيقصده 3 آلاف مناصر جزائري من كل حدب وصوب، وهو عدد كبير سيكون من الصعب تأطيره في بلد اعتاد على السير بشكل عادي، عكس ما حدث بعد توافد الخضر. إدارة المنتخب قررت الاستنجاد بالشرطة السويسرية تجنبا لأي طارئ ولقد انتشر خبر إجراء تدريبات الخضر يوم الأحد القادم تحت أنظار الأنصار الجزائريين، كالبرق وسط الجالية الجزائرية، التي قررت تحضير نفسها يوم الأحد وهو يوم عطلة، من أجل التقرب من عناصر المنتخب الجزائري، ومشاهدتهم عن قرب، وبالتالي فإن السماح للأنصار بحضور حصة ال23 ماي، لم تدفع صادي إلى الاجتماع بمدير الأمن فقط وإنما حتى بمسؤولي مدينة كرانس مونتانا، الذين يعملون على توفير أحسن الظروف للمنتخب الوطني من خلال وضع الملاعب تحت تصرفه وعدة أمور أخرى، وهو الاجتماع الذي حضره قنصل الجزائر في سويسرا شخصيا، والذي وقف على كل كبيرة وصغيرة، وعمد بالتالي إلى إعطاء عدة تعليمات مهمة، خاصة وأن الأمر يتعلق بالجالية الجزائرية المقيمة في سويسرا والتي ستحضر بشكل كبير للحصة التدريبية، ما سيجعل الاستعانة بالأمن السويسري ممكنا من أجل تأطير الأمور جيدا. القنصل العام يشرف شخصيا على الأمور لتجنب أي تجاوزات حمى الخضر، التي تصاعدت بشكل كبير في المدة الأخيرة في سويسرا، جعلت القنصل العام في جنيف يشرف شخصيا على عملية التنظيم، وهذا من أجل تجنب أي تجاوزات في الحصة التدريبية ليوم الأحد القادم. وكان القنصل العام للجزائر في جنيف، إبراهيم يونس، قد حضر خصيصا للوقوف على الترتيبات العامة من أجل استقبال الخضر، وهو ما يؤكد أنه يولي أهمية كبيرة للحصة التدريبية التي من المزمع أن يحضرها الأنصار بكثرة، الأمر الذي جعله يعاين ملعب "شالي" الذي ستجري فيه التدريبات رفقة مدير الأمن الجزائري ووليد صادي ومسؤولو كرة القدم في كرانس مونتانا، كما أنه لم يغفل على توجيه بعض التعليمات من أجل إعطاء صورة مشرفة عن الجزائر في سويسرا، خاصة أن الأنصار سيتوافدون بقوة مع شهرة اللاعبين الجزائريين التي تعدت الحدود، ويبقى من المهم الإشارة إلى أن الاجتماع دام ساعتين من الزمن. تخوف كبير من عدم التحكم في الأنصار ويبقى تخوف المشرفين على الأمن في سويسرا كبيرا من فقدان التحكم في الأنصار الجزائريين، الذين قد يلجؤون إلى عمل أي شيء من أجل التقرب من لاعبي المنتخب الوطني، وهي الخطوة التي من شأنها أن تحدث الفوضى. وبالرغم من أن عدده الأنصار سيكون كبيرا، إلا أنه من الممكن جدا أن يتقربوا من اللاعبين لأخذ صور معهم، في حال ما إذا لاحظ المكلفون بالأمن أن الوضع من السهل احتواؤه، لكن أكثر ما يثير الهلع هو أن المسؤولين لا يعلمون العدد الحقيقي الذي سيتوافد لمعلب "شالي" ويعملون وفق توقعات لن تنزل تحت سقف ال3 آلاف مناصر، لكن الرقم مرشح للإرتفاع وهو ما يثير نوعا من الهلع. سويسرا ستجمع جزائريي أوروبا في أمسية ستلهب الكل وسيحج الجزائريون من كل حدب وصوب يوم الأحد القادم، قصد الوقوف على تدريبات الخضر، فالمتمعن جيدا في لوحات ترقيم السيارات المتواجدة بالقرب من الفندق الذي يقيم به المنتخب الوطني، يتأكد من أنها ليست لوحات ترقيم سويسرية في غالبيتها وإنما فرنسية بدرجة كبيرة وحتى ألمانية، في حين علمنا أن الأنصار الذين سيتوافدون إلى ملعب "شالي" سيأتون من إيطاليا وألمانيا، ومن فرنسا وسويسرا بطبيعة الحال. وكان أنصار الخضر، قد وضعوا السويسريين في الصورة خلال وصول اللاعبين إلى مطار جنيف أو في محطة القطار بلوزان أو حتى أمام فندق "الڤولف"، وهو ما يدفعنا للتأكيد أنهم سينبهرون هذا الأحد في ملعب "شالي" بالنظر إلى الصور الجميلة التي سيصنعها أنصار المنتخب الوطني من خلال أهازيجهم وبالنظر كذلك إلى مدى تعلقهم بالألوان الوطنية.