حركة غير عادية عرفتها أمس مرتفعات كران مونتانا بسويسرا، صنعها أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا من كل مناطق أوربا إلى سويسرا لحضور الحصة التدريبية المفتوحة التي جرت فعالياتها بملعب سيون، حيث قدر عدد الأنصار بحوالي 10 آلاف مناصر، وهو ما صعب من مهمة الشرطة في حفظ النظام والأمن، سيما وأن كل الجمهور الجزائري متعطش وشغوف بحب منتخب بلاده وهدفهم واحد ووحيد وهو الإقتراب من رفقاء زياني قدر المستطاع لأخذ الصور التذكارية والحصول على أتوغرافات، ومهما حاولنا إيجاد العبارات التي نقرب بها الصورة لقرائنا الكرام.. الأكيد أننا سنجد أنفسنا غير قادرين ومن دون أن نستعمل أسلوب المبالغة في التعبير نقول وكأننا في الجزائر وليس في سويسرا، وقلب أنصار الخضر هدوء المنطقة إلى ضوضاء وتغنوا بأسماء لاعبيهم وهتفوا بحياة الجزائر ودوت "من جبالنا" في جبال كران مونتانا أمام دهشة السويسريين الذين لم يفهموا شيئا في طريقة مناصرة الجزائريين لمنتخبهم الذي يعشقونه حد النخاع. أنصار الخضر غزوا كران مونتانا واعتصموا أمام فندق "الڤولف" ولن نخطئ إذا قلنا أنا كران مونتانا تحولت إلى مستعمرة جزائرية فلون الأخضر والأبيض هو الطاغي على الأجواء والجزائر على كل لسان، ومنذ زوال نهار أمس والأنصار يتدفقون على كران مونتانا، واعتصموا أمام فندق الڤولف مكان إقامة الخضر وانتظروا لساعات وساعات موعد مغادرة النخبة الوطنية من الفندق إلى ملعب سيون ليواكبوهم في "كورتاج" بهيج ومنقطع النظير. التنقل في "كورتاج" إلى ملعب "سيون" تحولت الضواحي القريبة من فندق الڤولف إلى مستعمرات جزائرية، باعتبار أنه أكثر من 8 آلاف جزائري سجلوا حضورهم، وحين خرج عناصر المنتخب من الفندق وجدوا في انتظارهم الآلاف من الأنصار، إلى درجة أن اللاعبين الجدد لم يصدقوا ما يشاهدونه وانطلق الجميع في موكب بهيج إلى الملعب وأبواق السيارات تنبعث مع الهتافات التي ملأت بصداها سماء كران مونتانا. لوحات ترقيم السيارات من كل مكان ولعل ما يؤكد الحضور القوي لأنصار المنتخب الوطني من كل أنحاء أوربا وخصوصا من فرنسا هو أن لوحات ترقيم السيارات التي رافقت المنتخب الوطني من كل مكان من العاصمة باريس مرسيليا ومن كل مناطق فرنسا إضافة إلى النمسا، ألمانيا وإيطاليا ومناطق أخرى من أوربا، ولعل ما لفت انتباهنا هو وجود سيارة تحمل لوحة ترقيم جزائرية (22) أي من ولاية بلعباس ضمن الموكب البهيج. حالة تأهب قصوى للشرطة السويسرية وحرصا من الشرطة السويسرية على حفظ الأمن والنظام وسلامة المنتخب الجزائري، سجلنا حالة استنفار قصوى وسط الشرطة السويسرية، تفاديا لحدوث أي طارئ، ورغم هذا حدث فيما بعد ما تخوف منه الشيخ سعدان في السابق، وحتى الشرطة المحلية المعروفة بصرامتها بقيت تتفرج فيما يصنعه أنصار المنتخب الوطني الذين لم نخطئ أبدا إذا قلنا أنهم من أبرز الجماهير في العالم وأشدهم حبا لمنتخب بلادهم. فوضى عارمة واشتباكات مع الشرطة ومع وصول اللاعبين إلى ملعب سيون، بدأت الأمور تفلت من الشرطة السويسرية التي لم تتمكن من حفظ الأمن بالنظر إلى العدد الهائل من الأنصار الذين لم يكن يتوقع أحد أن يتدفقوا على كران مونتانا بهذه الأعداد الهائلة، وحاول أنصار المنتخب الوطني الإقتراب أكثر من اللاعبين ووصل بهم الأمر إلى اقتحام أرضية الميدان، وهذا ما أدى إلى حدوث مشادات بين الأنصار والشرطة السويسرية راح ضحيتها مناصرين أصيبوا بجروح بليغة، لكن سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها فيما بعد. الخضر وجدوا صعوبة كبيرة قبل الشروع في الحصة وبالنظر إلى اجتياح أنصار المنتخب الوطني لأرضية ملعب "سيون" أملا في الإقتراب من اللاعبين، وجد عناصر الأمن سويسري صعوبة كبيرة في تفرقة الجماهير وإعادتهم إلى المدرجات، وقد استغرق ذلك وقتا كبيرا وهو ما أدى إلى تأخر الحصة التدريبية، وإذا كانت الأمور على هذا الحال في مرتفعات كرانس مونتانا البعيدة والهادئة، فكيف ستكون الأمور في ألمانيا بمناسبة المباراة الودية الثانية أمام المنتخب الإماراتي؟ عموما أنصار المنتخب الوطني عودونا على مثل هذه الأجواء، بالرغم من أنه في بعض الأحيان يجب التعقل حتى لا تخرج الأمور عن نطاقها.