حل المنتخب الوطني الجزائري بكامل التعداد أمس بمطار نورنبيرغ الألماني في حدود الرابعة مساء بالتوقيت المحلي لألمانيا وكان في استقبالهم جمع غفير من المناصرين الجزائريين المقيمين هنا وحتى بعض الأشقاء العرب. وقد شهدنا صعود اللاعبين مباشرة إلى الحافلات داخل أرضية المطار دون السماح للمناصرين بفرصة لقائهم أو أخذ صور تذكارية معهم، الامر الذي حز في نفوس الأفراد الذين تنقلوا من مقاطعات عدة خصيصا للقائهم وللترحيب بهم، لكن هذا لم يثنهم من الدعاء لنجومهم وتمني الفوز لهم، وسط أجواء ذكرتنا كثيرا بأجواء مطار العاصمة لدى انتظار المحاربين عند عودتهم من أم درمان السودانية ولو أن العدد أقل بكثير. فبالرغم من الحالة الجوية السيئة التي تعيشها مدينة نورنبيرغ الالمانية وبالرغم من أن يوم أمس كان يوم عمل لدى الجميع الا أن البعض فضل التغيب عن العمل لا لشيء الا لمشاهدة أبطال الجزائر وأخذ صور معهم، وهم الذين استقبلوهم بالرقصات والغناء والأهازيج، وفي احتكاك لنا مع بعضهم علمنا أن غالبية الجالية الجزائرية المقيمة بهذه المدينة الآسرة التي كانت عاصمة حكومة الزعيم النازي هتلر، والمعروفة الى يومنا هذا بتمييزها بين البشر والأعراق تنحدر من الغرب الجزائري وبالضبط من ولايتي تيارتوالشلف ''بوقادير'' والذين جاؤوا الى هذه البلاد للعمل والإقامة وهناك من هم مولودون هنا بعدما غادر أهاليهم مع الشركة الألمانية التي كانت تعمل في الجزائر وتستثمر هناك. ''في الربح أو الخسارة معاك يا سعدان'' وبالعودة للحديث عن الفريق الوطني فقد أجمع الجميع أنهم مع سعدان واشباله مهما كانت الظروف، على غرار ''محمد'' الذي تنقل من مدينة ''مينشن'' أو كما نعرفها نحن ''ميونيخ'' لأخذ صور مع ''الخضر'' الذين كانوا في كامل تعدادهم حسبما ظهر من خلف زجاج الحافلات التي كانت تقلهم. وبالمناسبة أخبرنا ''محمد'' أنه موجود هنا في ألمانيا منذ 19 سنة ومتزوج من المانية مسلمة ولديه معها أربعة أبناء، أكبرهم سعيد الذي رافقه رفقة شقيقه ''عبد الرحيم'': ''أنا هنا منذ 20 سنة تقريبا وأحمل الجنسية الالمانية ومع هذا فخور بجزائريتي وبعروبتي وإسلامي، وأبنائي كلهم يحملون أسماء جزائرية بالرغم من أن زوجتي ألمانية، شيء جميل أن يحل منتخبنا الوطني هنا قبيل توجهه الى جنوب افريقيا لخوض مباريات المونديال، وبالمناسبة اقول للشيخ رابح سعدان لا تقلق ففي الربح أو الخسارة نحن معك ويشرفنا ما أوصلتنا اليه بعد غياب طويل''. كما اقترب منا أخ من مدينة بوقادير التابعة اقليميا الى ولاية الشلف غرب الجزائر يدعى ''عبد القى'' وهو مختصر لاسم ''عبد القادر''، وهو شاب في الثلاثين متزوج من ألمانية بدوره ومقيم في مدينة نورنبيرغ نفسها والذي صنع الحدث برقصاته الرائعة وهو يردد ''وان تو ثري فيفا لالجيري''، حيث علمنا أنه يعمل لدى الخواص وأنه يملك بيتا مؤجرا وأب لبنت لا يتعدى سنها الاربع سنوات، ولديه 5 سنوات لم يزر فيها الجزائر ومع هذا لم يتأخر في القدوم الى هنا لاستقبال فريقه الوطني: ''بالرغم من أن أمنيتي في أخذ صور تذكارية معهم لم تتحقق الا دنني جد سعيد لاني سجلت حضوري ومثلت الجالية الجزائرية القاطنة هنا في ألمانيا ومن كل قلبي أدعو لهم بالنجاح والمواصلة الطيبة ولن تهمنا النتيجة اطلاقا فالاهم أنه أصبح لدينا اليوم فريق متكامل وقوي يستطيع منافسة أكبر الفرق، وتحيا الجزائر''. ''مقابلة إيرلندا نسيناها وسعدان مطالب باستعادة هيبة فريقنا'' قالت الغالبية من المناصرين الذين صادفناهم على مستوى مطار نورنبيرغ الصغير أنهم نسوا ما حدث في ايرلندا قبل أيام قلائل بخصوص هزيمة فريقنا الوطني بثلاثية نظيفة، بالرغم من أن المقابلة كانت ذات صبغة ودية ومن بينهم فريد الذي قال ''لقد تجاوزنا ما حصل في ايرلندا فتلك كانت مباراة وانتهت مايهم الآن هو التفوق على المنتخب الاماراتي والتحضير الجيد للمونديال، نريد من شيخنا رابح سعدان أن يرجع هيبة فريقنا فالانجليز باتوا يتحدثون عن فريقنا بانه فريق غير متجانس، نريد من شيخنا أن يثبت لهم العكس، ففريقنا قوي ويستطيع تشريفنا حقا''، وهو ما وافقه فيه مناصر آخر جاء من فرانكفورت قاطعا مسافة 200 كلم بالقطار ''الأهم قادم وفريقنا قوي بدليل وصوله الى المونديال، المطلوب من أبطالنا أن يشرفوا الالوان الوطنية ويثبتوا للعالم أننا نستحق المشاركة في المونديال ونستطيع صنع المعجزات ولم لا التأهل الى الدور الثاني من المونديال؟''. ''فخرنا أننا ممثل العرب في المونديال'' كان تواجدنا بالمطار فرصة لجس نبض المناصرين الجزائريين حول حظوظ منتخبنا الوطني في المونديال، ولمعرفة تقييمهم لمشاركة أشبال سعدان الذين أرجعوا الجزائر الى المحافل الدولية بعد عشريتين ونصف من الغياب، وكان أول من اقتربنا منه شاب يدعى ''رفيق''، بدا مهووسا بالمنتخب الوطني من خلال طريقة لبسه وطريقة تحيته للمنتخب الجزائري وكذا تعاليقه التي كان يطلقها من حين الى آخر والذي أجابنا قائلا: ''الخضر في موقع جيد وأنا متأكد أنهم سيذهبون بعيدا في مشاركتهم في المونديال، لقد كانت مقابلة ايرلندا مجرد سقطة وهم عودونا على النهوض بعد السقطات، ثقتي في لاعبينا كبيرة وفي الناخب الوطني رابح سعدان أكبر، ومع هذا أدعوه لفعل ما فيه الخير للفريق والبلاد وإن شاء الله سنفرح جميعا''، أما مرافقه فقد قال: ''الفريق في أحسن أيامه ونحن نفتخر بالمستوى الذي وصلنا اليه اليوم نقول أن لدينا فريقا جيدا وإن شاء الله ستسجل مشاركتنا في التاريخ وسنتمتع بفنيات محاربينا التي لا يعلى عليها''. الأمان: ''حظ موفق ونأمل أن نتقابل مرة ثانية'' التقينا خلال تجوالنا بمدينة نورنبيرغ الالمانية عددا من الالمان الذين لم يعيروا وجودنا اهتماما كونهم ينتمون الى مجتمع جد متفتح ومشغول ولكنهم كانوا لطفاء في الإجابة حينما سألناهم عما يعرفونه عن المنتخب الوطني الجزائري، ومن بينهم ''رودولف'' في عقده الرابع والذي قال ''المنتخب الجزائري الحالي قوي حسبما تتداوله بشأنه وسائل الاعلام ونتمنى أن يتصادف رفقة فريقنا في احدى مباريات المونديال لم لا، فسنكون فرحين جدا إن أعاد التاريخ نفسه مرة ثانية مع أننا نرجو أن تكون الغلبة لنا''، وبخصوص أشهر لاعب قال ''لا أعرفهم جميعا لكن أشهرهم هنا هو الماجيك الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام باستمرار، وكذا مطمور''، بينما تمنى الكثيرون منهم حظا موفقا للجزائر التي يوجد عدد كبير من أبنائها هنا في المانيا والذين يشغلون وظائف عدة.