جهاز المخابرات الفرنسية يتحرك جنوبا للبحث عن طرف "ضامن" لدى "القاعدة" أفادت مصادر متطابقة أن المفاوضات بين المجموعة التي تحتجز السائحين النمساويين لا تزال مستمرة لحد الساعة لكن "دون أن تحقق تقدما ملموسا". وكشفت مصادر "النهار" أنه وفي الوقت الذي لا يزال يعمل السفير السابق للنمسا بباريس والمملكة العربية السعودية السيد بروهاسكا أنتوان بالتعاون مع جهاز المخابرات الفرنسية على إرساء قنوات اتصال مباشرة مع قبائل البرابيش شمال مالي التي لها علاقة مميزة مع الخاطفين تواصلت الاتصالات بين عبد الحميد أبو زيد مع سفيرة النمسا بالعاصمة الجزائر السيدة سيلفيا ماير كاجبيك. وقالت مصادر "النهار" أن الاتصالات بين الخاطفين مع سفيرة النمسا بالجزائر تتم حاليا عبر السكرتيرة الخاصة للسيدة السفيرة وهي جزائرية تتولى ترجمة الاتصالات الهاتفية التي تتم في أوقات مختلفة من النهار بقصد ضمان حصول الخاطفين على المطلب الأساسي حاليا وهو الحصول على فدية بمبلغ 5 مليون أورو (أنظر النهار عدد أمس الاثنين). وتبين أن المفاوضات لحد الساعة لم تحقق نتائج تذكر إلا قبول الخاطفين بزعامة عبد الحميد أبو زيد الاستجابة لطلب السفيرة سيلفيا ماير كاجبيك بشأن ضرورة مساعدتها بتمديد المهلة المحددة لتصفية السائحين المختطفين وأيضا قبولهم التنازل عن مطلب الإفراج عن المساجين المعتقلين في تنظيم "القاعدة" وعلى رأسهم "عبد الرزاق البارا" و"سمير مصعب" و"عبد الفتاح أبو بصير" وأن القصد من طرح هذه المطالب هو إطلاق إشارة رمزية إلى أن قادة التنظيم المسلح لم ينسوا رفاقهم المعتقلين. وحسب مراجع "النهار" فإن عملية الإفراج عن السائحين قد تأخذ بعض الوقت بالنظر إلى اقتصار الاتصالات في الوقت الراهن على الاتصالات الهاتفية فقط على محور مكتب سفيرة النمسا بالجزائر ورفض الخاطفين قنوات أخرى للتواصل مع ممثلي السلطات النمساوية. ويعتقد لدى خبراء في الشأن الأمني أن الخاطفين يتحركون حاليا في مناطق شمال كيدال وبالتحديد في قطاع "تيجارجار" المحاذي للحدود مع الجزائر وهو ما يترك فسحة للخاطفين بالتحرك بحرية على محور الحدود الجزائرية المالية بعد أن ضمن الخاطفون من سفيرة النمسا أن الجيش الجزائري لن يتدخل عسكريا في هذه القضية. ويبدو من خلال المعلومات التي توفرت عليها "النهار" أن جهاز المخابرات الفرنسية المكلف رسميا من طرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإدارة الملف بالتعاون مع جهاز الأمن الألماني والمالي يقوم حاليا بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تحركات الخاطفين وكيفيات التدخل لتحرير الرهائن إذا اقتضت الضرورة وهو السيناريو الذي أصبح مستبعد مع التحرك المستمر للخاطفين على الشريط الحدودي مع الجزائر. لكن مصادر على صلة بالملف قالت ل "النهار" أن الهدف الأساسي لهذه التحركات هو البحث لدى أعيان قبائل التوارق العرب البرابيش للبحث عن طرف يتولى توفير الضمانات لدى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بهدف قبول تسوية سلمية عن طريق التفاوض مع الخاطفين. قال أن معلومات المخابرات تشير إلى تواجدهم في قطاع تيجارجار: ضابط في الجيش المالي يؤكد معلومات "النهار" حول مكان الاحتجاز ع.كمال أكد ضابط كبير في الجيش المالي أن المعلومات التي أوردتها "النهار" بخصوص مكان احتجاز السائحين النمساويين اندريا كلويبر "43 عاما" وفولفجانج ابنر "51 عاما" شمال مالي. وقال ضابط سام في الجيش المالي حسب ما أوردت وكالة الأنباء البريطانية "رويترز" في برقية لمكتبها بالعاصمة باماكو أن ما أوردته "النهار" كانت "معلومات صحيحة ومؤكدة" وأضاف الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "تشير معلومات مخابرات إلى تواجدهما في أراضي مالي بمنطقة كيدال وعلى وجه الدقة في قطاع تيجارجار". وكانت "النهار" قد انفردت الثلاثاء الماضي بالتأكيد على أن الخاطفين يوجدون فعلا شمال مالي قبل أن تتأكد المعلومات من مصادر محلية يوم السبت عندما تمت الإشارة إلى أن الخاطفين يستقرون على بعد 150 كلم عن مدينة كيدال شمال مالي.