أرى نفسي في غرفة النوم لوحدي وكان والداي غائبان كان عمري 22 سنة، آنذاك كنت قد قرأت كتابا ثم قمت بإطفاء الضوء وخلدت للنوم. فرأيت امرأة لم أر وجهها كنت خائفا منها كانت تريد الزواج مني فقلت لها لا أريد. كان شعرها طويلا حتى قدميها وترتدي لباسا أبيضا وعندما رفضت جاءت لمشاجرتي فكنت أصرخ وغرفتي متواجدة داخل غرفة أخرى. أي غرفة قبل غرفة فقفزت منها وهربت للغرفة الأخرى، حيث هي غرفة الأم والأب وكانا موجودان. فقامت باتباعي حتى باب الغرفة وكانت تقوم بجذبي من أجل إعادتي للغرفة الأولى. بعدها لون تلك المرأة فذهبت وظهرت كأنها أمي وصار لونها أصفرا ساطعا ودخلت ولم تأخذني معها. فقال أبي «إسمع إذا أردت التخلص منها يجب عليك قراءة قل هو الله إحدى عشرة مرة». وبقيت أقرأ ولما وصلت للأخيرة استيقظت من النوم ووجدت وجهي مغطى بالدموع وأبكي. وكنت واقفا والضوء موقد، فما هو تعبير المنام؟ فيصل من تموشنت خيرا رأيت: تذهب دلالة رؤيا المرأة الغريبة الأوصاف إلى محاولة إيذائك من الجان، وقد ظهر أنّ جنيّة كانت مصرّة على التلبس بك. لكن برك وطاعتك لوالديك كانت الحصن المنيع لك فنجاك من شرّها، وظهر ذلك جليا من نصح والدك لك بأن تقرأ سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة. وقد تخلصت منها بفضل قراءتك للسورة العظيمة الشافية، فتلاوة القرآن في المنام يؤوّل بحسب الآيات والسور التي قرئت من الرائي أو قرئت عليه. فإن كانت آيات رحمة فتدلّ على رحمة من الله وبشرى للرائي وإن كانت آيات عذاب فهي إنذار للرائي. وعتاب من الله وتلاوة كلام الله في المنام تدلّ على العلم والحكمة والثواب الجاري. ومن قرأ من القرآن الكريم أو قرأ عليه دل على الهداية وطاعة الله وعلى اعتدال أخلاق الرائي بما يرضي الله. وقد يحصل الرائي على ميراث أو يرزقه الله حكمة وصلاحاً في الدين. ومن رأى أنه من أهل القرآن الكريم حصل له شهرة بالخير فيسود الرائي أهله بفضله وقراءته في المنام يعبر بالرفعة والعز والشفاء ولزوم الطاعات. فعن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه». وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقال لصاحب القرآن إقرأ وارتقي ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها». وعليه تذهب دلالة رؤيا قراءة سورة الإخلاص في المنام إلى الخير العظيم فمن قرأها أو قرأ شيئاً منها أو قرئت عليه يوحد اللّه تعالى وربّما لا يرزق ولداً. وقد يناله اسم اللّه الأعظم ويستجاب له ويحسن حاله، وإن كان خائفاً أمن أو مظلوماً نصره اللّه تعالى. وربما يكون قد فني عمره وانقطع أجله وقيل ينال التوبة النصوح والإيمان الصادق. وعليه قراءتها في المنام حصن حصين من السحر والمس وشفاء من كل مرض، والله أعلم.