رأيت أفاعٍ كبيرة على سقف بيتي قمت بقتلها مع زوجها، ثم خرجت من المنزل وتحت شجرة الزيتون سمعت امرأتين من الجن تتحدثان، فقالتا: «أن سورة ص كانت سببا في إخراجهما وأنها لم تترك فيهما شيئا». علما أنّ هذه الشجرة تحت منزلي وقد قمت بقراءة سورة «ص» لمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع رأيت هذا المنام. جويدة العاصمة خيرا رأيت: تذهب دلالة الأفاعي إلى الأعداء وكل ما يسبّب للمسلم أذى فهو له عدو حتى نفسه التي بين جنبيه التي قد تزين له الفحشاء ومعصية الله والرسول. يقول تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ» {التغابن:15}. والأعداء هم أيضا من المحيط القريب للرائي، ومن خاف من ثعبان أو أفعى من دون أن يعاينه فيدل على الأمن من عدو. وأما إن رأى الثعبان وخافه فهو خوف فليلزم الرائي الدعاء، وإن تمكن الرائي من ثعبان فقتله فقد يحرز الرائي مالا من عدوه. لقوله تعالى «قالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ» طه (21)، وأما رؤيا الثعبان الصغير فيدلّ على الولد. ومن تبعته حيّة في المنام فتدل على عدو يريد الإيقاع به، فإن كانت بين يديه أو تدور حوله فهم أعداء يخالطونه ولا يمكنهم مضرته مثل أهل بيته. ومن رأى حيّات تدخل بيته وتخرج من غير أن تؤذيه فهم أعداؤه من أهل بيته وأقربائه. وربما هي المعاصي والمظالم التي لك عند الناس والتي لم تتب منها فهي على ذمّتك تؤذيك وتجعلك تخسر دوما الدين والدنيا فالمعاصي تغيّر النعم وتبدّل القسم. فالذنوب هي أعدى أعداء المسلم تتربّص به حتى تورده جهنّم ما لم الله يتب منها إلى الله. وعليه دلّت المرأتان وحديثهما وما فعلته بهما سورة «ص»، على أنّه كان هناك أذى ببيتك وقد تخلّصت منه بفضل قراءة القرآن الكريم. والقرآن كلّه فيه شفاء للناس، والله أعلم.