تعتبر ظاهرة التقاط صور العائلات المصطافة بالشواطئ والسواحل بغرض نشرها عبر صفحات الأنترنت ، من الجرائم الحديثة التي غزت مجتمعنا بشكل ملفت للإنتباه موازاة مع الإنتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية، خاصة الهاتف النقال الذي أضحى وسيلة تستخدم لابتزاز العائلات وتهديد الفتيات، رغم مكافحة هذه الظاهرة واعتبارها جريمة يعاقب عليها المشرع الجزائري، إلا أن أغلب القضايا المعالجة منذ بداية موسم الإصطياف ببعض شواطىء ولاية بومرداس متعلقة بالإخلال والمساس بالآداب العامة. حيث سببت ظاهرة التقاط صور العائلات المصطافة بالشواطئ والسواحل العديد من المشاكل، كون المجتمع الجزائري غالبيتها محافظ رفض فكرة نشر صورها وتشويه سمعتها، خاصة إذا امتدت فكرة التقاط الصور إلى نشرها وإعلانها عبر صفحات الأنترنت أو اللجوء إلى إدخال تغييرات عليها بغرض تشويه سمعة أصحابها من طرف فئات أساءت استخدام هذه التكنولوجيا، مما أدى بالكثيرين إلى الإستغناء عن التمتع بزرقة البحر وتغيير برامجها المتعلقة بموسم الصيف. عائلات تفضل الغابات هروبا من الشواطئ في بومرداس تقول السيدة ''ليلى'' استاذة تعودت على قضاء عطلتها الصيفية رفقة أولادها في البحر والتمتع بتعليمهم السباحة، ''لقد غيرت برنامجي بعد أن كبرت بناتي، حيث أصبحنا نقضي أوقاتنا في غابات الولاية بكل من قورصو، الساحل، ايعكوران بتيزي وزو وبالعاصمة وفي عدة ولايات، أما الشواطئ فغالبا ما نلجأ إليها بعدأن أضحى المراهقون يترصدون العائلات وبناتهم بأسلحة فتاكة تقضي على سمعتهم ومستقبلهم بتصويرهم ونشرها عبر شبكات الأنترنت''. في حين عبرت بعض العائلات عن أسفها من الإنتشار الواسع للأفعال المخلة بالآداب وتحولت الشواطئ إلى مرتع لممارسة طقوس الحب أمام الملإ بين مختلف الفئات العمرية، بعد أن كانت مقتصرة على الشباب والمراهقين، حتى أن القائمين على بعض أماكن الإصطياف لم ينجحوا في محاولة إعطاء صورة إيجابية عن هذه الشواطئ بواسطة وضع لافتات مكتوب عليها ''شاطئ عائلي''، كما حذرت فرق مراقبة الشواطئ التابعة لأمن ولاية بومرداس في خرجة ميدانية ل''النهار'' مع أعوان أمن الشواطئ، من ظاهرة انتشار الأفعال المخلة بالآداب ضد القصّر في العديد من السواحل واستغلال فرصة تواجد الأطفال من دون أوليائهم خاصة بائعي ''المحاجب''، ''لي بينيي''، ''الكاوكاو والشاي''، محذرين أولياءهم تركهم يتيهون في الشواطئ بمفردهم. استفحال جرائم الأنترنت والفتيات أكثر الضحايا تشير الإحصاءات المقدمة من طرف مصالح الضبطية القضائية التابعة لأمن ولاية بومرداس المتعلقة بالسداسي الأول لسنة 2010، إلى معالجة 3 قضايا متعلقة بجرائم الأنترنت، وهي الجريمة الحديثة التي تم إدخالها في إطار مكافحة الجريمة الإلكترونية ، الأولى متعلقة بالشاب المنحدر من خميس الخشنة الذي هدد الإستخبارات الأمريكية بزرع قنبلة في المنطقة المخصصة للمناصرين الأمريكيين، عشية مباراة كأس العالم بين المنتخب الوطني ونظيره الأمريكي في جنوب إفريقيا، والثانية متعلقة بإقدام مجموعة من الأطفال القصّر على عرض صور عائلية لإحدى الأسر عبر الموقع الإجتماعي '' الفايس بوك''، ومطالبة الأهل بدفع مبلغ مالي لإتلافها، أما القضية الثالثة فتتعلق بانتحال اسم إحدى الفتيات ''اللقب والإسم'' بالكامل عبر نفس الموقع بغرض تشويه سمعتها. 3 متهمين تم توقيفهم ينحدرون من بلدية برج منايل فيما يبقى آخر في حالة فرار كونه متواجد في المهجر، حيث أشار محافظ الشرطة القضائية بالولاية إلى الصعوبة التي تواجه الأعوان لمكافحة هذا النوع من الجرائم التي انتشرت بشكل واسع ، والتقيد بفتح تحقيق في القضايا التي استلمت فيها شكاوي المواطنين، كون العديد من الضحايا من فئات الفتيات والمراهقات خاصة، تعزفن عن رفع شكاوى خوفا من الفضيحة وانتشار خبر نشر الصور بعد وصولها إلى المحاكم. 37 تدخلا وجرائم الإخلال بالآداب العامة والضرب أهم القضايا أشار أعوان حماية الشواطىء الذين تم مضاعفة عددهم خلال هذا الموسم بالشواطئ المركزية لمدينة بومرداس بكل من الشاطئ المركزي وشاطئ حي 800 مسكن، إلى أن عدد التدخلات التي تم تسجيلها منذ تاريخ 27 جوان الفارط إلى غاية 18 جويلية، بلغ 37 تدخلا 10 منها عادية، غالبية هذه الجرائم متعلقة بسرقة الهواتف النقالة وأموال المصطافين والإخلال بالآداب العامة وتصوير العائلات بالهواتف النقالة، حيث يصعب مكافحة جرائم تصوير العائلات لصعوبة مراقبة جميع المصطافين على الشواطي، وكذا كون الهواتف النقالة صغيرة الحجم يسهل إخفاؤها والتقاط الصور من عدة زوايا، لتبقى هذه الجريمة متعلقة بأخلاق كل فرد وتدخل ضمن الثقافة السياحية لهؤلاء الأشخاص.