لاتزال سيناريوهات الأفارقة الذين نصبوا على العديد من الأشخاص الجزائريين بعد إيهامهم بأموال طائلة وتحويلهم إلى أثرياء وتصديق أكذوبة صندوق اللغز، مثل هذه القضية طرحها مجلس قضاء العاصمة أمس لمعالجتها والتي كان بطلاها رعيتان إفريقيان راح ضحيتهما أحد العمال بورشة بناء في السحاولة، على أساس أن هذا الأخير قدم لهما مبلغا من المال لمساعدتهما في استخراج وديعة أرسلت إليهما إلى سفارة الكونغو بالجزائر. جلسة أمس، كشفت عن حقائق جديدة في القضية وهي أن المتهمين الرعيتين أوهما الضحية أن والدة أحدهما زوجة السفير النيجيري المغتال، من جهة الضحية صرح أنه منذ حوالي شهر من تاريخ الوقائع تقدم منه المسمى (ش.ر) بينما كان يزاول عمله بورشة البناء الكائن مقرها بالسحاولة للبحث عن عمل، حيث أكد أنه استفسر معه عن هويته وإقامته بالتراب الوطني، بعدما سلم له وثيقة إثبات اللجوء السياسي لدى مكتب المفوضية السياسية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صالحة إلى غاية نهاية شهر ماي من العام الجاري ، كما أخطره يومها رئيس مؤسسة البناء برفضه تشغيل هذا الأخير كون إقامته بالجزائر مشكوك فيها، لذلك طلب منه رقم هاتفه النقال للإتصال به لاحقا بعد تسوية وضعيته، لكنه وبمرور أيام اتصل به ليخبره أن والدته زوجة سفير نيجيريا المغتال، وأنها فرت رفقة ابنتيها إلى إنجلترا بينما قصد هو الجزائر، وأنه سوف يسلم رقم هاتفه لوالدته حتى تتصل به، وفي الأمسية اتصلت به هذه الأخيرة حيث أكدت أنها زوجة سفير نيجيريا المغتال، كما أخطرته أن هذا الأخير ترك وديعة ببنك سويسري بالعملة الصعبة وسوف ترسل له أخيها (عيسى مقاسا) من أجل التكفل باستخراج الوديعة التي كانت بالبنك، التي سيتم إرسالها في حقيبة دبلوماسية إلى سفارة الكونغو بالجزائر في حال تقديم له مساعدة مالية قدرها 415 أورو من أجل إخراج الحقيبة من السفارة، مؤكدة أنه سيتم إعادته له بعد إتمام العملية. كما أكد الضحية خلال شكواه أنه بالفعل سلمه المبلغ وأنه بقي على اتصال دائم معه عبر الهاتف لكن بتاريخ 27 ماي اتصلا به ليخبراه أنهما أخرجا الحقيبة الدبلوماسية من سفارة الكونغو وأنهما قادمان إلى منزله في عين البنيان، وبعد تناولهما العشاء معه بالمنزل اتصلت والدة (ش.ر) بأخيها (ع.مقاسا) ، حيث سلم هذا الأخير الهاتف للشاكي حتى تتكلم معه بطلب منها، لتتمكن من إعلامه أن الحقيبة يستحيل فتحها ويلزمها تركيبة كيميائية لتنقية الأوراق النقدية ويتطلب ذلك مبلغ 85 مليون سنتيم بعدها غادرا منزله فيما تركا الحقيبة، وهو ما جعل الشكوك تراوده لذلك قام بفتحها باستعمال القوة فوجد بداخلها رزما من الأوراق الخضراء ملفوفة على شكل أوراق نقدية بها مسحوق أبيض، حيث توجه صبيحة اليوم الموالي إلى أحد أصدقائه كونه موظفا بمركز الشرطة ببلدية فوكة بولاية تيبازة، وسرد له الوقائع بالتفصيل فرد عليه أنه لا يستطيع فعل أي شيء له، إلا إذا أحضرهما له حيث تقدم شكوى رسمية لدى مصالحهم لذلك اتصل فورا بالمسمى (ع.مقاسا) وطلب منه إحضار شريكه (ش.ر) بحجة تناول وجبة الغذاء، معا إلا أنه اقتادهما إلى مركز الشرطة بفوكة بعد أن وافقا على عرضه، حيث أكد أنه ضرب لهما موعدا بباب الزوار وحينها اتصل بجاره المدعو (ع.ع) وأخطره بالقضية، طالبا منه إحضار سيارته للتنقل رفقته إلى باب الزوار، كما أضاف أنه عند وصولهما إلى هناك وجدا الأجنبيان في انتظاره، لذلك اغتنم الفرصة وطلب منهما الركوب ثم انطلقوا جميعا في اتجاه بلدية فوكة وعند وصولهم إلى المفرغة العمومية بالحراش شعر المتهمان بشكوك اتجاه الضحية ورفيقه، لذلك طلبا منه التوقف من أجل النزول وحينها قام (ع.مقاسا) بمسك مقود السيارة لإرغام السائق على التوقف، كما ثبت أنه حاول ضربه بواسطة مفك براغٍ أخذه من المقعد الخلفي، غير أن هذا الأخير لم يتوقف إلا بعد أن لمح أفراد سرية أمن الطرقات للدرك الوطني بالجزائر الذين تدخلوا. يذكر أن المتهمين أنكرا جميع التهم المنسوبة إليهما لدى مثولهما أمام محكمة الإستئناف وهي الأقوال التي ركز عليها الدفاع، حيث أشار إلى أن أركان الإدانة غير ثابتة مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الشاكي فبرك قصة لتوريطهما بعدما طالباه بدفع مستحقاتهما بعدما عملا عنده كمساعدي بناء، من جهة النيابة طالبت بتشديد العقوبة لأن الأدلة كلها تدينهما، للتذكير الأجنبيان صدر في حقهما عن محكمة باب الوادي حكما يقضي بإدانتهما ب 5 سنوات حبسا نافذا مع تغريمهما بملغ 50 ألف دينار.