السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في السادسة والعشرين من العمر، أكتب لك هذه الرسالة يا سيدة نور، بعدما وقعت ضحية لصديقة، ادعت حبي وأوقعتني بين جنبات الفاحشة، حيث لم أستطع الخروج منها حتى في الشهر الفضيل، وكم يحز في نفسي هذا الأمر. سيدة نور، إن ما تقدم عليه هذه الصديقة أقرب إلى التصرفات الشيطانية، فهي تجمعني بأصحاب المال والجيوب الممتلئة، بعدما توهم أهلي أننا سنذهب لأداء صلاة التّراويح، ومقابل متعة زائفة وحفنة نقود جعلتني رهن إشارتها، وطوع إرادتها، لقد أصبحت مسلوبة الإرادة، لا يمكنني الرفض لأنّي أخشى من تهديدها، لو أنّي انسحبت من هذه العملية القذرة، التي أقوم بها في غفلة من أمر والدتي المسنة، التي لا تعلم شيئا عن انحرافي وتسعد كثيرا، عندما أدخل عليها وعلى إخوتي اليتامى، بما لذ وطاب من المأكولات في اليوم الموالي، مدعية أنّ ذلك من فضل الجمعية الخيرية، التي أخذت وضعنا بعين الإعتبار. إني أشعر بالندم والحسرة لأني اقترفت ذنبا كهذا، لكني لا أستطيع الإبتعاد عنها وعن صديقاتها الأخريات، خوفا على مصيري فماذا أفعل يا سيدة نور؟ حليمة/ عنابة الرد: قرأت رسالتك وأسفت كثيرا لما جرى، فالإنسان يتحمّل مسؤولية تصرفاته، ويستحي من الله تعالى، ويخاف، كان عليك منذ البداية أن تدركي أنّ تلك المرأة منحرفة، وأن ما تقومان به حرام، عسى أن تكوني قد استخلصت العبرة ممّا جرى، أفهم من هذه الرسالة أنّ النساء اللّواتي تحتكين بهن لسن على درجة من التدين والأخلاق، ولهذا فنصيحتي لك هي كالآتي: تعرّفي على صديقات مستقيمات وعلى درجة عالية من الخلق والدّين، فهن سياج لك. اقطعي صلتك فورا مع كل اللواتي تشعرين بأنهن لا يستنكرن الفاحشة المذكورة. املئي قلبك بحب الله، وأكثري من ذكره وشكره والثّناء عليه، واطلبي ما أنت في حاجة إليه من العفاف والسّتر من ربك وحده. انسي الماضي وأهله وكل من له علاقة به وانطلقي بعزيمة وإصرار لتكوني الفتاة المتميزة. لا تخافي من تلك المرأة، ولا تفكّري فيها، فهي لا تستطيع إيذاءك دون أن تؤذي نفسها، كان الله معك وسدّد خطاك إلى ما فيه الخير والصّلاح. ردت نور