غيب المراكز الثقافية عن واجهة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية إذ اقتصرت المرافق المخصصة لاحتضان أهم النشاطات الثقافية المبرمجة في إطار فعاليات هذه التظاهرة على مركب رياض الفتح و قصر الثقافة في الوقت الذي وصل فيه الأمر بالوزارة إلى الاعتماد على مقرات الحماية المدنية لاحتضان بعض من الأنشطة وهو ما يحدث في مقر الحماية المدنية بالدار البيضاء . مركزين فقط عيينا بصفة رسمية لاحتضان بعض جوانب التظاهرة احدهما في غرب العاصمة ببلدية الشراقة بعد أن قامت البلدية ببعض الترميمات و التجهيزات اللازمة و الآخر في شرقها مركز الثقافي "ابن باديس " بالمحمدية ، و من بين النشاطات التي أقيمت على مستواهما هي احتضان الأسابيع الثقافية للولايات من مسرح، عروض أزياء، معارض الصناعة التقليدية الوطن و كذلك إقامة الحفلات و السهرات الشعبية . و يبدو أن الجهات الرسمية كانت مضطرة لتوزيع أهم النشاطات الثقافية على كل من مركب الفتح و قصر الثقافة لانعدام مراكز و مرافق ثقافية بمستوى هذا الحدث و بمستوى الضيوف الوافدين ، و هو ما يطرح مشكل بعد المكان عن المواطن خاصة في العروض المبرمجة في المساء . و في حديث لنا مع مدير المركز الثقافي بالمحمدية صرح لنا هذا الأخير أن المراكز الثقافية تفتقر إلى الإمكانات المادية لدعم التخصصات الموجودة بها و فتح تخصصات أخرى تلبي حاجة كل الشرائح ، حتى تكون أقطاب ثقافية و ترفيهية في نفس الوقت . و بالرغم من توفر المراكز على حصص الرقص و الموسيقى و الخياطة و أقسام اللغات و الأنشطة الرياضية إلا أن غياب منشطين مختصين في المجالات المذكورة جعل من العمل غير جدي ، و في سياق حديثه كشف مدير المركز عن أهم مشكل تعانيه المراكز الثقافية ككل و هو غياب الإطار القانوني الذي تعمل فيه ، حيث يقع المركز بين تسيير البلدية التي تريد منه مركزا للتكوين واستقطاب الشباب و المرأة - في ظل انعدام المرافق الاجتماعية الخاصة بهم - وبين وصاية وزارة الثقافة التي تريده فضاء لإقامة نشاطاتها ، و بين وزارة الشبيبة و الرياضة التي تريد منه أن يكون مركز للترفيه و الرياضة ، و بالتالي و بغياب الإطار القانوني الذي يحدد الهيئة المسيرة و المبرمجة و الممولة لهذه المراكز يجعل من المجهودات المبذولة لتحسين وضعيتها ، مقتصرة على مبادرات محلية و فردية من قبل الهيئة المشرفة . و بالتالي تبقى هذه المراكز مجرد أبنية بلا فائدة في انتظار أن تلتفت إليها الجهات الوصية و تعيد لها الجانب الديناميكي و الحركي لها . و يبقى مركز "عز الدين مجوبي" لبلدية سيدي أمحمد المعول عليه لإعطاء صورة جديدة و مغايرة لهذه المراكز بعد أن خصص له ميزانية وصلت إلى مليار سنتيم ، هي ميزانية اعتبرها مدير المركز قليلة جدا و لا تكفي لتهيئة أرضية ثقافية تتناسب و تطلعات المشرفين على المركز و سكان العاصمة المفتقدين لمثل هذه المرافق ، خاصة و أن الوزارة تنوي تزويده بالأجهزة و المعدات الحديثة و كذلك المنشطين المختصين في كل المجالات ، و حسب تصريح مدير المركز فقد بدأت أشغال الترميم أواخر أكتوبر 2006 و كان من المفروض أن تنتهي الأشغال به بداية 2007 ليواكب فعاليات التظاهرة الثقافية و نظرا للوضعية المزرية التي كان عليها المركز تأجل افتتاحه إلى غاية الشهر المنصرم ليستأنف نشاطه بصورة جزئية إلى غاية الانتهاء الكلي من الأشغال .