تسببت الأمطار الغزيرة- التي شهدتها مدينة تبسة ومناطق أخرى مساء أول أمس، استمرت لمدة لم تتعد 10 دقائق- في فيضانات عارمة ، جرفت معها الأتربة والسيارات، حيث غمرت مياه الأمطار العمارات عبر أحياء عديدة، أين تسربت المياه عبر النوافذ إلى وسط السكنات بأحياء الجرف و250 سكن والكوبيماد وشملت كل أحياء تبسة. كما شهدت بعض الجسور بطريق مرسط وباب الزياتين تصدعات، أما المناطق الأكثر تضررا فهي أحياء المرجة بشقيها الشرقي والغربي، تراب الزهواني، بوحمرة، طريق الكويف، حي البساتين وديار الشهداء بطريق قسنطينة، والتي جرفتها مياه أحد الأودية، وكانت حصيلة الخسائر المادية كبيرة على مستوى حيي لاروكاد والفلوجة، حيث وصل ارتفاع المياه إلى 1,20 م، كما خلف إصابة عدد من المواطنين بجروح، وقد وقفت ''النهار'' ليلة أول أمس عند العديد من الأحياء التي غمرتها المياه، تم فيها تسجيل احتجاجات عارمة من قبل المواطنين الغاضبين على وضعية أحيائهم، في ظل أعطاب البالوعات على غرار حي المرجة الشرقية الذي تعرض إلى التخريب، من طرف مجموعة من المواطنين، مما إستعمل بأعوان الأمن إلى استعمال طلقات تحذيرية أدت إلى إصابة أحد الشباب لم يتجاوز عمره 14 سنة حول إلى مستشفى تبسة وحالتها الصحية جد خطيرة بعد إجرائه لعملية جراحية، وقد أعلنت مصالح الحماية المدنية في تبسة حالة استنفار قصوى وجندت جميع وسائلها المادية والبشرية، من جهة أخرى عمدت العائلات المتضررة إلى شن حركة احتجاجية أغلقت خلالها عدة طرق منها لا روكاد، حي المرجة، لارمونط وكذلك طريق قسنطينة باستعمال الحجارة والمتاريس؛ معبرين عن تذمرهم من الوضعية الكارثية لأحيائهم ومنازلهم، عناصر الدرك الوطني الذين تدخلوا بطريق قسنطينة لتهدئة الأوضاع ومحاولة فتح الطريق الوطني رقم 10، قضوا الليل بكامله بذات المكان، في حين قوات الشرطة من جهتها حسب مصادر ''النهار'' تدخلت بمناطق اختصاصها في أحياء وسط المدينة، لتهدئة الوضع وتفريق الغاضبين وفتح الطرق الرئيسية، إلا أن التواجد الكبير للمحتجين وسط الظلام بذات المنطقة جعل الأمور تفلت وتطورت إلى مشدات عنيفة بين الطرفين، استعملت فيها الرشق بالحجارة انتهى بالهجوم على مقر الأمن الحضري السابع من طرف الشباب الغاضب، حيث ألحقوا به أضرارا مادية معتبرة، حطموا خلالها واجهة المقر وتجهيزات ومعدات أخرى منها سيارتين للشرطة، وإلى غاية نهار أمس، بقيت الأمور متوترة خاصة بطريق قسنطينة، أين ظلت سيارات الدرك الوطني مرابطة بديار الشهداء.