أكد محمد بن مرادي، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الإستثمار بعد يوم واحد من إعلان ''فيمبلكوم'' عن الإندماج الحاصل بينها وبين ''جازي''، أن الجزائر مازالت متمسكة بخيار شراء أوراسكوم تليكوم الجزائر، وأن المفاوضات التي تمت بين ساوريس ومدير الشركة الروسية لم تغير شيئا في نية وعزم الحكومة الجزائرية على جعل ''جازي'' مؤسسة عمومية. في رسالة مشفرة وموجهة بالدرجة الأولى للمدير التنفيذي لأوراسكوم تليكوم القابضة، قال محمد بن مرادي في أول تصريح له وللحكومة التي يشكل طرفا فيها بصريح العبارة: ''ليس لأي تغيير لمالكي أسهم شركة اوراسكوم تيليكوم القابضة أن يغير في شيء من الإلتزامات التي سبق اتخاذها بشأن التنازل عن أوراسكوم تيليكوم الجزائر للدولة الجزائرية''.تصريح بن مرادي، جاء ليؤكد على أن موقف الحكومة بشأن شراء أسهم ''جازي'' في إطار حق الشفعة مازال ثابتا ولن يتغير بتغيير نجيب ساوريس للجهة المتفاوض معها، حيث أحبطت الحكومة في وقت سابق محاولة بيع ساوريس ل''جازي'' إلى الشركة الجنوب إفريقية ''أم تي أن''، ومستعدة اليوم ''أي الحكومة'' للقيام بالإجراءات نفسها تجاه الإتفاق الذي تم بين أوراسكوم تليكوم القابضة وفيمبلكوم الروسية، الذي سيتحول به الطرفان إلى خامس شركة عالمية للهاتف النقال ب180 مليون مشترك.وما زاد تأكيد بن مرادي في التصريح الذي خص به وكالة الأنباء الجزائرية، على عزم الحكومة بعدم التنازل عن المفاوضات الجارية بينها وبين مالكي أوراسكوم تليكوم القابضة، هو قوله بأن: ''المفاوضات الجارية بين الدولة الجزائرية ومالكي أوراسكوم تيليكوم الجزائر لن تتغير بتاتا''. وتوضيحه بأن الأمر يتعلق بعمليتين مختلفتين''، الأولى تخص صفقة بين شركتين قابضتين دوليتين والثانية تخص إجراء تنازل عن حقوق شركة خاضعة للقانون الجزائري بوشر رسميا بين طرفين على إثر قرار الدولة الجزائرية بممارسة حق الشفعة، الذي ينص عليه التشريع الوطني حول عمليات التنازل عن أسهم أوراسكوم تيليكوم الجزائر التي تعتزم الشركة الأم القيام بها''. هذا، ويعتبر تصريح الوزير بن مرادي أيضا، بمثابة تحديد نوايا الحكومة الجزائرية للرئيس الروسي ''ديمتري ملفيديف''، الذي سيحل بالجزائر يوم غد الأربعاء والوفد الهام المرافق له، يتقدمهم مدير شركة ''فيمبلكوم''، نوايا وبأنها مازالت متمسكة بخيار شراء أسهم ''جازي'' والتأكيد له على أن الإتفاق الذي تم بين نجيب ساوريس ومدير شركة ''فيمبلكوم'' لن يغير شيئا في مسار المفاوضات الجارية بين الدولة الجزائرية ومسؤولي أوراسكوم تليكوم القابضة.وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيمبلكوم للإتصالات أول أمس، خلال مؤتمر، إنه من الممكن بيع شركة جازي أكبر مصدر لإيرادات ''ويذر أنفستمنتس''، والتي تندرج ضمن اتفاق الإندماج بين شركته و''ويذر أنفستمنتس'' في صفقة بقيمة 6,6 مليار دولار وذلك في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الجزائر. وقال الكسندر إيزوسيموف: ''نحن على استعداد لبيع ''جازي'' في حال كون السعر عادلا والصفقة عادلة''. قال إن روسيا هي من سيتولى المفاوضات مع الجزائر ساويرس: ''تضييق الخناق على ''جازي'' دفعني إلى الإتفاق مع فيمبلكوم'' أكد، نجيب ساوريس، الرئيس التنفيذي لشركة ''ويذر انفستمنت''، أن تضييق الخناق على شركة ''جازي'' التابعة لأوراسكوم تليكوم الجزائر من قبل الحكومة الجزائرية كان سببا رئيسيا في التعجيل بالإندماج بين ''فيمبلكوم'' الروسية وشركة ''ويذر انفستمنت''، والتي تمتلك بموجبها أسهما ب 51 من أوراسكوم تليكوم و100 من ''ويند'' الإيطالية. وقال، ساوريس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالقاهرة إن أحداث الجزائر كانت تهدد السيولة لشركة أوراسكوم لمدة 19 شهرا، بسبب فرض ضرائب على شركة ''جازي'' التابعة لها عن العام الماضي تصل إلى حوالى 600 مليون دولار، فضلا عن منع الشركة من تحويل أرباحها إلى الخارج، وفرض ضرائب جديدة منذ أيام تصل إلى 230 مليون دولار، إضافة إلى أن الشركة كانت في وضع مالي خطير بسبب قروض البنوك. وقال، ساوريس، نقلا عن ''اليوم السابع''، إن الشركة الروسية ستتولى المفاوضات مع الجانب الجزائري، لاسيما أن الجزائر تحتفظ بعلاقات وثيقة وإستراتيجية مع الجانب الروسي، موضحا أنه لا يعتقد أن تحدث عقبات تهدد الصفقة من الجانب الجزائري، حيث إن صفقة الإندماج مع ''فيمبلكوم'' ستحسن من وضع ''جازي'' في الجزائر. وتابع قائلا، سنقوم بتأسيس شركة تضم استثمارات أوراسكوم في مصر وكوريا الشمالية وستكون لمساهمي أوراسكوم أسهم في الشركة الجديدة والقديمة، ونفى ساوريس أن يكون استثنى ''موبينيل'' من الصفقة بسبب اتفاقية التسوية مع ''فرانس تليكوم'' التي تمنعه من بيع حصته في ''موبينيل'' لأية شركة أخرى غيرها حتى عام 2013، حيث أكد أنه حريص على ملكية ''موبينيل'' رغم أنها كانت ستضخم من قيمة الصفقة ولن يعطي أحدا فرصة ليقول إن ساوريس غير متمسك ببلده، وقال إن استثناء كوريا الشمالية من الصفقة يأتي بسبب خصوصية كوريا التي لا تثق بأي مستثمر بسهولة.