خلفت موجة البرد والأمطار الغزيرة التي تشهدها أوروبا هذه الأيام سقوط عشرات الضحايا وإجلاء آلاف السكان من منازلهم وإعلان حالة الطوارئ في العديد من البلدان. وقد شهدت جمهوريات البلقان، البوسنة وصربيا والجبل الأسود، هطول أمطار غزيرة تسببت في وقوع فيضانات عارمة لم تشهدها المنطقة خلال قرن، إذ تم إجلاء آلاف الأشخاص من بيوتهم المهددة بالانهيار بسبب ارتفاع منسوب نهر درينا و تستمر موجات البرد الفارص في حصد المزيد من الأرواح، ففي بولندا التي شهدت شللا في معظم مظاهر الحياة، ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 30 شخصا، كما سجلت كل من كرواتيا والتشيك وقوع العديد من الضحايا. ولم يكن القسم الغربي من أوروبا استثناء، حيث مازالت موجة الثلوج والصقيع تعرقل حركة النقل البري والجوي، كما تسببت في قطع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف في مناطق عدة وبلغ تساقط الثلوج في فرنسا معدلا لم تشهده البلاد منذ أربعة عقود ليصل ارتفاعها إلى نحو 50 سنتيمترا في الساحل الشمالي، مما تسبب في احتجاز مئات السيارات وإلغاء أكثر من نصف رحلات القطارات والرحلات الجوية، أما ألمانيا وبلجيكا فقد أعلنتا حالة الإنذار لاحتمال استمرار هبوب العواصف الثلجية على المناطق الشمالية. كما لم تستثن الثلوج أقصى مناطق أوروبا الغربية فقد شهدت جزر الكناري الإسبانية، عاصفة هوجاء مصحوبة بأمطار غزيرة، حولت الجزر إلى مناطق معزولة بسب انقطاع التيار الكهريائي وخطوط الهاتف وتوقف الرحلات الجوية