إن استعمال المفرط "للشات" على شبكة الانترنيت والرسائل القصيرة عبر الهاتف النقال نتج عنه لغة جديدة تستعمل في محادثات الشباب اليومية سواء ما تعلق باللغة العربية أو اللغات الأخرى، و اعتبرتها دراسة مصرية أقيمت السنة الماضية "لغة موازية" تهدد الشباب العربي و تعود بالسلب على ثقافته و سلوكه بشكل عام، و اعتبرت هذه الدراسة التي أقيمت على فئة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما، ورصدت وجود تأثير للإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الانترنيت و الشات و الرسائل القصيرة. تحدثت النهار إلى فئة الشباب المستعمل الأكبر للشات و الرسائل القصيرة لهذه اللغة الجديدة فأكد محمد 22 سنة انه في حقيقة الأمر يستعمل اللغة الدارجة في الرسائل القصيرة و الدردشة على الإنترنيت خاصة مع الأصدقاء فيكتبها بالحروف العربية أو الحروف اللاتينية ، و أشار سامي إلى أن هذه اللغة سهلت على ذوي المستوى الدراسي المتوسط استعمال التقنيات الجديدة في التواصل ، و راحت سامية تصف التحول الكبير في استعمال اللغات الأصلية و العالمية إذ تحولت إلى رموز وأرقام وباتت الحاء "7" والهمزة "2" والعين "3" وكلمة حوار تكتب "7war" وكلمة سعاد تكتب "so3ad" وكلمة you تكتب "u".. إلخ، و أكدت لينا 18 سنة أن استعمال هذه الرموز و الكتابات الجديدة انه صعب على مستعملي الانترنيت و الرسائل القصيرة التواصل مع أناس أجانب لأنها عبارات عامية حسبها ، و أضافت مريم " أنا عكس استعمال اللغة الدارجة في اتصالي مع الناس لأنها لا تعبر عن مستواي الدراسي لأنها لا ترمز لأي مستوى و يظهر كل الناس سواسية من الناحية الثقافية" ، و وصفت سليمة طالبة في علم الاجتماع أن التواصل بهذه الطريقة ربما هروب من الواقع وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب. و أشار كمال صاحب مقهى انترنيت أن هذه الطريقة في التواصل تستعمل بنسبة 90 بالمائة عند فئة الشباب فاغلبهم يستعملونها في الدردشة و الاتصال بالأصدقاء، و أكد انه منذ ظهور هذه اللغة ارتفع عدد مستعملي الشات . و تحدت إلينا دليلة أن ذلك سوء استعمال و استغلال التقنيات المتطورة فلا بد من و ضع حد لهذا الاستعمال السيئ و غير المفيد للانترنيت، لأنه يدل على تدني المستوى الدراسي و الثقافي و كذلك يمنع من تعلم الاطلاع على العالم الخارجي ، فالعرب من اكبر مستعملي هذه اللغة هذا يعني أن التواصل يكون في حلقة مغلقة أي بين العرب فقط و عدم الاتصال بالأجانب.