من المقرر أن تطرح اليوم جنايات العاصمة ملف التفجيرات الإنتحارية التي استهدفت كل من حافلة نقل عمال مؤسسة ''لافالان'' الكندية، بالقرب من فندق صوفي بالبويرة ومركز الأبحاث والتحريات للجيش الوطني الشعبي بالمنطقة خلال صائفة 2008 ، هاذين الإعتداءين الذين تم تنفيذهما باستعمال سيارتين من نوع ''رونو كونغو'' تم اقتنائهما من قبل أفراد الجماعة الإرهابية المسلحة بسوق الحراش بالعاصمة، وقد بلغ عدد ضحايا العمليتين الإنتحاريتين 961 ضحية، تأسسوا كأطراف مدنية. القضية وما رصدته'' النهار'' من معطيات '' تورط فيها 22 متهما، ثمانية منهم لا يزالون في حالة فرار وجهت لهم تهمة الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة وتشجيع وتمويل جماعة إرهابية غرضها بث الرعب في وسط السكان وخلق جو انعدام الأمن باستعمال المتفجرات، وقد أظهر الملف تورّط المتهمين الموقوفين ضمن جماعات الدعم والإسناد للجماعات الإرهابية المسلحة التي تنشط بالعاصمة وضواحيها، حيث اقتناع العديد منهم بفكرة الإنضمام للتنظيم الإرهابي، بسبب الحلقات التي كانوا يتلقونها سواء في المساجد أو عن طريق الأشرطة السمعية الخاصة بالفكر الجهادي، ومن بين المتورطين في القضية، ضابط شرطة سابق وابنه وصهره، أما عن بعض المتهمين، فقد ساهموا في دعم الجماعات الإرهابية المتمركزة بجبال بومرداس ومنطقة الأخضرية، من خلال تزويدهم بالمؤونة وتسهيل التنقلات اليومية لعناصر الجماعة الإرهابية، وكان بذلك مسجد الوفاء بالعهد في القبة الإنطلاقة للبعض منهم للصعود للجبال والإقتناع بالجهاد. كما أسفرت التحريات أيضا إلى أن أفراد الشبكة الإرهابية التي كانت وراء تنفيذ الإعتداءات الإنتحارية بمنطقة الوسط والتابعة لتنظيم ''السلفية''، حيث بينت الخبرة العلمية المنجزة من قبل الشرطة العلمية لشظايا السيارة المستعملة في تفجير مقر القطاع العملياتي العسكري بالبويرة، إلى أن الإنتحاري الذي كان يقود السيارة هو الإرهابي ''غبدان خميس'' من مواليد 1967 والساكن بوادي قريش، أما الإنتحاري الذي استهدف حافلة نقل عمال مؤسسة ''لافالان'' الكندية فهو الإرهابي ''سيدنا عبد الودود ولد خطاري'' المكنى '' أبو زينب''، والمقيم بشارع موريتانيا. وقد خلف التفجير الإنتحاري الذي استهدف المقر العملياتي بالبويرة، وفاة شخص واحد وإصابة 93 شخصا بجروح متفاوتة.