السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا حسيبة من ميلة راسلتك بخصوص أخي الذي يبلغ من العمر 29 سنة، هذا الأخير تعرف على ابنة الجيران الجدد، وطلب منا التقدم لخطبتها، فذهبت رفقة والدي وأمي، فلم نتمكن من معرفة ردهم بالقبول أو الرفض، فوالدي أعطاهم فرصة للتفكير لكي يردوا علينا، لكنهم لم يفعلوا، رغم أن الفتاة متعلقة به تقابله يوميا، ولا تنقطع عن الحديث معه عبر الهاتف خلال 24 ساعة، هذا ما جعلنا نشك أن أخلاقها غير مستقيمة، والأكثر من هذا أنها متحكمة في شؤونه إلى حد كبير، مما جعله ينفذ كل طلباتها المادية وحتى المعنوية. لا أخفي عليك يا سيدة نور، لقد أصابنا القلق والحيرة بخصوص هذه العلاقة، مع العلم أن والدتها منفصلة عن والدها، وهذا ما جعلنا نرغب في إنهاء الأمر في أقرب فرصة، خشية نتائج لا تحمد عقباها، لكننا لا نعرف السبيل لذلك. حسيبة / ميلة الرد: حسب ما فهمت في البداية، المشكلة تكمن في تعلق أخيك بالفتاة فقط، لكني بعد أن أعدت قراءة الرسالة تنبهت لوجود مشكلة أخرى أيضا، فأخوك قد بلغ سن الزواج، ومن الطبيعي أن يكون للأهل دور في خطبة الشاب، وهو ما يبدو أنكم تفعلونه، بدلالة ذهابك وأبويك لخطبة الفتاة، وانتظاركم للرد، فهل كان ذلك بعد دراسة وتشاور، أم أنه مسايرة فقط لرغبته بها؟ لكي يخطب الأهل لابنهم لابد من اتباع عدة خطوات. أن يكون الشاب بداية مستعدا للزواج، وقادرا عليه سواء ماديا أو معنويا، فلم توضحي في رسالتك شيئا عن ظروف أخيك وشخصيته. أن يتم السؤال عن الفتاة وهل هي مناسبة للشاب، وهل بيئتها تناسبكم، وأيضا هل ترضون عن أخلاقها، فهمت من رسالتك، أن الفتاة تعاني طلاق والديها، فهل تعاني فراغا عاطفيا، جعلها تتعلق بأخيك وتتواصل معه، أم أنها فتاة منحرفة، تسهل عليها مصادقة الشباب وربط علاقات معهم. وتبقى المشكلة الحقيقية هي علاقة أخيك بالفتاة، وعدم انضباطهما بالحدود الشرعية والأخلاقية، وهنا عليكم مساعدته لتجاوز هذا الوضع بحكمة، وذلك بمحاورته بالأسلوب الذي يناسبه، فتخبريه أن الزواج يجب أن يقوم على أساس قوي، وأن على الشاب أن يبدأ حياته بطريقة ترضي الله، وأن ممارسة العلاقة بهذه الصورة، ستجعل حياتهما أشد صعوبة فيما بعد، سواء بملء حياتهما بالشك من تكرار مثل هذه العلاقات لو تم الزواج، أو بالألم النفسي والذكريات القاسية لو أنهما افترقا، ويبقى الدعاء، وهو ذو أثر لا يستهان به، خاصة إن كان من قلب أم قلقة محبة. عزيزتي، ما يجب أن يعلمه الآباء، ضرورة توثيق علاقاتهم بأبنائهم وبناتهم، وبناء صداقة معهم منذ الصغر، فهم يعدون أبناءهم بهذه الطريقة لتقبل النصح والإرشاد حينما يكبرون، كما أن هذه الصحبة والتفهم ستجعلهم أقدر على معرفة الأسرار والوصول إلى قلب وعقل الأبناء. ردت نور