السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة عمري 22 سنة، مخطوبة لشخص يحبني جدا مع أنّه رآني مرة بالصدفة، ولم يدر بيننا شيء أبدا، حتى أني لم أتحدث معه على الهاتف، هو ابن صديقة أمي، وكنت أعرفه منذ الطفولة، ولكن لم أذكر بأني تحدثت معه لأنه أكبر مني بسنوات، والمشكلة هي أنه قد سبق لي أن تعرضت للتحرش من طرف شقيقه، وقد كنت طفلة في الخامسة من عمري، كانت تحرشات سببت لي قلق نفسي، وإلى عمر الحادية عشر كنت أشعر بالخوف، والقلق لدرجة أني كنت أسمع صوته يتردد في أذني بشكل سريع ومخيف، أقوم بهز رأسي لكي أنسى أحيانا بأني نائمة أما بعد الثانية عشر، تخلصت من هذه المشكلة، ولكن لازلت أكره ذلك الشخص جدا، خصوصا أن أمي تثق في صديقتها، مع أني أخبرتها بما حدث في الماضي، إلا أني لم أخبرها من الشخص، خوفا من ذكر اسمه، الآن الشخص المتقدم لي أنا أيضا أحببته، لما أعرفه عنه من سمعة طيبه وأخلاق راقية، وأيضا عندما خطبت كنت في العشرين ترددت وقتها، ولكن دائما أسمع من أمه أنه شديد التعلق بي، وأنه يحبني، مع العلم أنه يعلم بما حدث لي في الماضي، يعلم أني بريئة، وأيضا أنا لم أتأثر أي أني مازلت عذراء، أشعر بأن قلبي مال إلى هذا الزواج، هل أوافق عليه، وأيضا حتى لو رفضته لا أظن أن لدي فرص كثيرة للزواج، بما أني مخطوبة منذ سنتين، أضف أني الآن لدي مشكلة أخرى، وهي أني لا أطيق أن يلمسني أحد، حتى أمي عندما تضع يدها حولي أبعد يدها، كنت أعتقد أنه أمر طبيعي، ولكن مع مرور الوقت أصبحت أتضايق، ربما يكون له علاقة بما حدث في الماضي، فما الحل؟ سعاد / المسيلة الرد: أريد أن أحييك على وعيك وحرصك على مواجهة مشكلتك وليس الهروب منها، فهذا يعكس الثقة والإصرار والشخصية الواعية، كما أشكرك على ثقتك في الجريدة بالنسبة لمشكلتك فهي تنقسم إلى قسمين: الأول متعلق بالسّؤال الذي سألته وهو أشعر بأنّ قلبي مال إلى هذا الزّواج، هل أوافق عليه وأيضا حتّى لو رفضته، لا أظن أن لدي فرصا كثيرة للزواج، بما أني مخطوبة منذ وقت طويل. الثاني متعلق بما حدث معك في الطفولة. أريد البدء من النقطة الثانية؛ نظراً لقدمها وارتباطها بالقرار المتضمن في السؤال الأول. نصيحتي أن تعرضي نفسك على أخصائي نفسي، حتى تتحرري من الضغوط والرواسب المتبقية، حول تلك المشكلة، وتفرغي كل المشاعر والإنفعالات والأفكار الضاغطة عليك نتيجة هذه المشكلة، وإن لم يتوفر أخصائي نفسي، أريدك أن تجلسي مع صديقة تثقين بها والتحدث بحرية والتعبير عن مشاعرك وإفراغها، فهذا أمر ضروري وهام للتخلص من تلك المشاعر والأفكار السلبية، واعلمي أنّك إن نجحت في التخلص منها، فستتحررين منها وستصبحين أكثر قدرة على التفكير بهدوء وصفاء ذهن، وستتخلصين من سلوك الخوف والرّفض الذي يذكرك بلمس واعتداء ذلك الشخص عليك في الطفولة، فهذا السلوك مرتبط مباشرة بتلك الحادثة المؤلمة، كما عليكِ التفكير بشكل إيجابي بأن الناس ليسوا كذلك، وأن تصرفاتهم تكون عادية ومقبولة وطبيعية، فهذا التّفكير الإيجابي يجعلك أيضا تتخلصين من الأفكار والمشاعر السّلبية التي تشعرين بها. تأتي للنّقطة الأولى وهي قرارك الذي ترغبين في الوصول إليه، أريد أن أستفسر منك عن بعض الأشياء. أولها هل خطيبك مفروض عليك، وهل أنتِ مكرهةً على قبوله؟ أم أنّك تشعرين بعاطفة إيجابية نحوه؟ إذا كان الجواب يتعلق بموافقتك ورأيك وخيارك أعتقد من الحكمة ومن المنطق أن تقبلي وتستمري في إكمال هذا المشروع، سيما أنّك تقولين أنكما مخطوبان منذ فترة، والأهم أن قلبك يميل إليه، فلا تضيعي مثل هذه الفرصة المبنية على عقل وعاطفة، ولا تركزي على أخيه فيمكنك تجاهله، مثل هذا الهاجس يشكل ضغطاً قويا ومنبها لكثير من الأفكار والمشاعر المزعجة، لكنّي أساعدك في اتخاذ القرار الذي يهمّك، وأنّك بحاجة لمثل هذا القرار الإيجابي، فأنا أطمئنك بأنّ قرارك سليم، وامضِ إلى إكمال هذه العلاقة، في نفس الوقت، لابد من الحيطة والحرص بعد الزّواج، بعدم إعطاء فرصة لأخيه بالانفراد بك، حتّى لا تتكرر المحاولة أو تعودي أنتِ لتلك المشاعر والأفكار الضاغطة السّابقة. سيري على بركة الله، ووفقك الله للخير والسّعادة والهناء، وأتمنى لكِ حياة سعيدة هنيئة مطمئنة إن شاء الله. ردت نور