سعيا منها لإثراء الجانب الاجتماعي، وتسليطا للضوء على جل المشاكل الاجتماعية، تفتح لكم جريدة »الشروق اليومي« هذا الفضاء تحت عنوان »قصة وقصيد« من إعداد الصحافي فيصل كرشوش. * بعد بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أولا أشكركم على هذا الركن الذي أجده جد نافعا خاصة بالنسبة للشباب الذين يعانون من مشاكل مختلفة، وأنا واحد منهم... * أدعى خالد، أبلغ من العمر 35 سنة، أعاني من مشكلة كبيرة تكاد تفقدني صوابي، وتفقدني عائلتي وعملي وديني وكل شيء أملكه في هذه الدنيا، ومشكلتي بكل بساطة هي المخدرات، هذا السم الذي أصبح يسري في عروقي، ويتحكم في أعصابي، ويهدم ذاتي وبيتي وعائلتي وكل شيء في حياتي، كانت البداية في ذلك اليوم الذي تشاجرت فيه مع والدي، فخرجت من البيت غاضبا ولم أجد إلا صديقا لي أقضي عنده الليلة، وتلك الليلة المشئومة كانت نقطة الانطلاق، حيث كان صديقي مدمن مخدرات، فلم استفق حتى وجدت نفسي أحمل سيجارة في يدي ظنّا مني بأنها تساعدني على تجاوز الغضب، ولم أكن أحسب بأن الأمور ستتعقد وتصل إلى ما هي عليه الآن، وبعد ذلك أصبحت أتعاطاها بشكل دائم وصارت تتملّكني شيئا فشيئا حتى عدت لا أصبر عليها، ولكن حسب تفكيري آنذاك، كنت أقول سأتوقف عن تعاطيها متى شئت، والأمر يعود لي، وأنا من أتحكم في ذاتي وليست المخدرات، لكن مع مرور الوقت تبيّن العكس، وأصبحت هي من يسيّرني، وفي كل مرة كنت أقول سأتوقف.. سأتوقف، لكن هيهات، الظاهر أنها هي من سيوقفني ويفنيني، وبعد سنوات من الإدمان ها أنا أشعر بندم لم أشعر بمثله من قبل، خاصة بعدما أخذت منّي كل عزيز، وكل ما أملك في هذه الدنيا، وخاصة زوجتي وابنتي وكذلك عملي، وحتى ديني أهملته وأصبحت أبتعد عنه في كل يوم أكثر، وحتى النوم فارقني منذ مدة طويلة، وبالنسبة لعائلتي فقد أصبحت على حافة الهاوية، وشملها مهدد بالتشتت، فالزوجة يئست مني، وأصبحت تقضي جل وقتها في بيت أهلها رفقة ابنتنا بسبب كثرة المشاكل، وفي المرة الأخيرة هجرتني بصفة دائمة وتركتني وحيدا بين أربعة جدران، وحتى أهلي أصبحوا لا يطيقون رؤيتي من كثرة المشاكل، وصدقوني، لقد حاولت مرارا أن أقلع لكن دون جدوى، ومهما فعلت ما ازددت إلا إصرارا على تعاطيها وإدمانا عليها، ولست أدري إن كان بإمكاني التوقف أم لا، خاصة بعد ثماني سنوات من الإدمان، ولذا أرجو أن ترشدوني إلى حلّ ينجيني من هذا العذاب، ويعيد الأمور إلى نصابها، ويرجع لي زوجتي وابنتي وأهلي وعملي وكل شيء فقدته بسببها، أرجو أن تجيبوا على رسالتي هذه لأني منهار كليا وأعيش في حالة يأس وإحباط، ولا أريد أن أقضي بقية عمري في قبضة المخدرات، أرشدوني من فضلكم وشكرا مسبقا. * * الرد: * وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرا لك أخي خالد على هذه الرسالة، أهنّئك أولا على هذه الاستفاقة وصحوة الضمير ولو أنهما جاءتا متأخرتين نوعا ما، لكن يقال إن فعل الخير لا يعرف تأخيرا، ومادامت هناك حياة، هناك أمل، ولذا يجب علينا أن لا نفقد الأمل ولا نتبع وعد الشيطان الذي يعدنا الخوف والفقر والحرمان، وأن لا نيأس أو نترك الأمور تكبر في أعيننا حتى تصير عبئا يثقل كاهلنا، فإذا فكرنا جيدا لوجدنا أن الأمور رغم تراكمها فهي مبنية على جزيئات وجزئيات صغيرة، ومهما كانت المشاكل كبيرة أو كثيرة فبإمكاننا الشروع في حلها واحدة واحدة، كمثل الرجل الذي يحفر حفرة أكبر منه، أو يبني منزلا لا يكاد يظهر أمامه، أو النملة التي تحمل أضعاف وزنها وتصبر لعلمها بأن بعد العسر يسر، ولهذا أنصحك أن تحمل ما استطعت من همومك وتتناسى الباقي أو تؤجله، وأن تنظر إلى الأمام حتى لا تتعثر، وإذا تعثرت فأعد الكرة من جديد، فقط يجب عليك أن تبدأ وتتوكل على الله حقّ توكّله، وأن تتذكر بأن مثلما للشيطان خطوات أدخلتك عالم المخدرات، فللتوبة والإقلاع كذلك خطوات يجب اتباعها، وإن لم نجد الطريقة المثلى للقيام بالخطوات الصحيحة، فما علينا سوى الرجوع إلى الخلف ومحاولة تذكر أولى الخطوات التي أدخلتنا إلى ما نحن فيه، فقد كانت أولى خطواتك ذلك الشجار الذي وقع بينك وبين والدك، فخرجت من البيت مغاضبا ومنذ ذلك الحين شرعت في تعاطي هذا السم، فهنا يجب عليك أن تتخذ عكس تلك الخطوة وأن تعود إلى البيت وتتصالح مع والدك وتطلب منه العفو، ثم تقوم بالخطوات اللازمة من أجل التوبة والمتمثلة في (الندم، الاستغفار ثم الإقلاع)، وسترى بأنك مثلما تعودت على الأمر السيّئ، ستتعود على الأمر الحسن بحول الله، وستجد بأن كل من فارقك سيعود إليك إن شاء الله، وأنصحك في الأخير بالطاعات والدعاء، والرفقة الحسنة، وأن تهجر الأماكن التي من شأنها أن تجذبك نحو المخدرات أو تذكرك بها، وأن تستعين بالصبر والصلاة والدعاء لله عز وجل ليوفقك لما هو خير لك ولأهلك، وأن يعيد إليك زوجتك وابنتك، وأنصحك كذلك بالطبيب المختص فهو كذلك من شأنه أن يساعدك على تجاوز هذه المرحلة، وتذكر أن هذه الوسائل كلها لن تجدي نفعا إن لم تكن لديك الإرادة والعزيمة والتصميم على تجاوز الأمر، وأهدي لك ولكل من ابتلى نفسه بهذا السم قصيدة بعنوان (مخدرات) والله ولي التوفيق. * * المخدرات * هذا الدنيا لو كان جات تتعاود ماذا بيا * نعاود حياتي ملي بدات حتى للدقيقة هاذيا * نروح نصلي زوج ركعات نطلب الله يعفو عليا * أو يغفر لي كل ما فات ونطلب السماح من والديا * عملتلهم بزاف حاجات وكويتهم بشحال من كية * بابا تعذب ويما بكات ودعوتهم راهي أتبع فيا * حتى حياتي كامل ولات غير عذاب وميزيريا * وين نحلق نلقاها طفات دايما بلية موراها بلية * طول النهار هايم وين جات وندخل للدار غير لعشية * ندخل غير باش نبات نلقى يما تستنا فيا * أتدخلني غير بالسكات تسكت فيا وتخبي عليا * وتخسر عليا زوج كلمات آه يا خسارة التربية * واش جابت أو واش ربات واش تعبت وسهرت عليا * رجعتها زوج دمعات والله عيب او خصارة عليا * يلعن ديك الساعة بالذات ساعة وحدة لعبت بيّا * ما ننساهاش طول لحياة تبقى ديما بين عينيا * فديك الدقيقة لحكاية بدات جاو ناس دارو بيا * ندو ونجيبو فالحكايات وبدات الريحة تجبد فيا * قالولي ما جابت ما آدات ذوق وتشوف شحال خلوية * أجبد غير وحدة وفرات تشوف كي تنسى هم الدنيا * قلت ماعليش نهار او فات ما نضنش بلي تحكم فيا * أنا الي نحكم فالذات وما شي ذاتي ألي تحكم فيا * الجبدة ولات زوج جبدات من بعد قارو من بعد كمية * من بعد ولات إذا والات بدات بشوية تكبر الحية * مناسبات من بعد عادات من بعد زوخ ورجولية * من بعد ولات تمشيلي فالذات ولات هي الي تمّشي فيا * وين نهرب نلقاها جات حتى لعندي تحوس عليا * وتقابرني فالشدّات حتى نصيبها بين يديا * تحرقت ولاّت فتات تلوّات وتستنى فيا * نجبد وحدة زوج ثلات لتم تتبدّل العقلية * نولي نشوف في حاجات عمري ما شفتهم بعينيا * حياة خير من هاذ لحياة ودنيا خير من هاذ الدنيا * دنيا وحد وخرا اتبنات باش تكون مخدومة ليا * ما فيها عذاب لا معانات لا تعب لا مسؤولية * وين مان حب نروح نبات دنيا كامل بين يدّيا * لحجر تردهم مخدات والتراب يوّلي حنين عليا * نطيح اونرقد وين ما جات نرقد ولمّا نحل عينيا * نسمع داخل راسي حاجات وكلّي حس يقلق فيا * ويقول لي هذا ليل وفات هاذي ليلة فاتت خلوية * واليوم وين رايح نبات ليلة وحدوخرا راي تستنى فيا * ولازملي مخدرات لازم قارو ولا كمية * ولا قطرة ولا حبات ولا غبرة المهم هي * حكمت فيا ودرك فرات درك خلاص اتطفرت فيا * العقدة ولات زوج عقدات والدنيا راهي تعقدت عليا * * يا نكملها كيما بدات ونشوف فيها تقتل فيا * يا نحبسها كيما جات يا تحبسلي حياتي هي * مدام لحقت للممات إمّا فيها ولاّ فيا * جابلي ربي باراكات الي خسرتو بزاف عليا * خسرت وخسرت بزاف حاجات خسرت كل شي بسبابها هي * خسرت ربي خسرت الصلاة خسرت الدين وخسرت الدنيا * * خسرت مالي وصحتي رشات خسرت خاوتي وخسرت والديا * خسرت ولاد وخسرت بنات ولاّو كامل يهربو عليا * خسرت عمري وضيعت اوقات وزدت خسرت حتى العقلية * وبصراحة في ثلت كلمات ولات معنديش شخصية * حاجة وحدة برك بقات حاجة وحدة مزالها حية * الروح مدام مزالها فالذات نقدر نوقف على رجليا * نقصد رب المخلوقات نسجدلو وندير النية * ومدام النية لربي صفات بلا شك راو رايح يسمع ليا * هو الي يحيي لموات سبحانو نرفدلو يديا * يا مجيب الدعوات اهديني واعفو عليا * وافتح قلبي للصلاة وامسح الدمعة من عين والديا * واعفيني مالمخدرات وارفع عنا هاذ البلية * او نوعدك كيما بدات انحبسها غير بالشوية * ونعاود نخلف كل ما فات ونمد لروحي صفحة نقية * ونختم كلامي بالصلاة والسلام على خير الأنبيا * محمد سيد المخلوقات والحمد الله على الساعة هاذيا * فيصل كرشوش كتب لبيات ولو لحكاية ماصراتليش ليا * لكن هذ لحكاية صرات لناس بزاف عزاز عليا. * * تأليف فيصل كرشوش * كل الحقوق محفوظة * ديوان الصالحين * مغامرات لقرع بوكريشة * * لقرع بوكريشة هو رجل في الستين من العمر، يراه الناس مقبلا على لحده نظرا لتقدم سنّه، ولأن هذا العمر يمثل معدل البقاء بالنسبة للإنسان في زمننا هذا، لكن بالنسبة للسي لقرع بوكريشة، فهو جد متفائل بمستقبله، ولهذا نجده دائم الحيوية والنشاط، والزي الرسمي لا يكاد يفارقه أبدا (حتى أثناء نومه)، ويضع فراشة عنق تأكيدا منه لعامة الناس بأنه ليس من صنفهم، ولا من طبقتهم، وبأنه أكثر منهم ذكاء وعلما ومعرفة بكل الأمور والشؤون والمجالات، ومن الناس من يلقبه (الكلوفي)، نظرا لتواجده في كل مكان وتدخله في كل الشؤون تقريبا، (ونقول تقريبا) نظرا لاستحالة تواجده في بعض الأماكن مثل تلك المخصصة للنساء، وما عدا ذلك فنجده في كل مكان، وما من هيئة إلا وله بطاقة عضوية فيها، فهو عضو في منظمات المجاهدين، جمعيات المرضى والمعوقين، لجان الأحياء ولجان المساجد، النوادي الرياضية وما إلى ذلك من منظمات وجمعيات وغيرها... * لقّبه الناس باسم (لقرع بوكريشة) بسبب الصلعة التي في رأسه والسمنة التي في بطنه، فكانوا يستهزئون به ويحاولون الإنقاص من شأنه بهذا اللقب، لكن بالنسبة (للقرع)، فهو جد فخور بهاتين الصفتين، لأنه يرى فيهما سمتين من سمات الأغنياء والساسة... * ولهذا كان يعلم علم اليقين بأن له شأن في هذه الدنيا، ولم تتح له الفرصة فقط لكي يظهر ما بحوزته من إمكانيات في مجال الإصلاح والحكم والسياسة، ومع ذلك وبالرغم من تقدم سنّه ونظرة الناس إليه، فلم يفقد الأمل، وبقي يبحث عن مكان له في عالم (البوليتيك)، ليمرر من خلاله أفكاره الفريدة من نوعها. * ذات يوم، بينما لقرع بوكريشة يمشي في الأسواق، كعادته، يسجل المخالفات في كناشته الصغيرة، ويحصي عدد السكان، ويطلع على أمور أبناء الدشرة، ويسألهم عن أحوالهم، إذ به يسمع صوت البراح آتٍ من بعيد، يحمل طبلته (البندير) ويبشر بآخر الأخبار. * * * البراح: * يا ديوان الصالحين يا ديوان الصالحين * يا ديوان الصالحين على ربي والوالدين * يا الي تلفولك لخيوط ماشي وحدك وتدمدم * راه اليوم كاين الفوط ايلا باغي تتقدم * اذا راك انت مزلوط مليوم اتوّلي تخدم * غير رشح روحك للفوط في نهار توّلي تحكم * الصندوق راهو محطوط غير قرّب او ما تندم * راهم قدامك لحيوط لصّق تصويرتك لتم * اذا كان على الشروط الناس الكل راهي تزدم * يا ربي اعطيني في عوط القاري واحد فاهم * روح اشري كوستيم مزبوط واشري كراس وقلم * فالكرطاب الكاسكروط وبربي رايحة تحكم * واذا تلفولك لخيوط باه تسينيّي تتعلم * زوج نقوط وزوج خطوط تولّي تسيّر الدراهم * كل شي على اسمك محطوط اعرف غير كيفاه تخدم * وعندك برك ليمينوط شحال من واحد قبلك ندم * يا ديوان الصالحين يا ديوان الصالحين. * * نزلت كلمات البراح مثل الثلج على صدر بوكريشة، فقرر مباشرة التقدم للانتخابات، والترشح لرئاسة البلدية، والشروع في مرحلة التفكير، ليحضر خطابا يليق بسمعته ويؤهله للمقعد المنشود، فقرر القيام ببحث معمق في مختلف المصادر والمراجع، وراح يستلهم الكلمات المعبرة والطريقة الناجعة التي من شأنها إقناع أهل الدشرة. * سنتابع في العدد القادم، إن شاء الله، الخطاب الذي حضره لقرع بوكريشة من أجل خوض معركة الانتخابات، وسنرى ما اذا كان سينجح أم لا، واذا نجح... ماذا سيحدث بعد ذلك؟. * * نكتة * * يحكى أن شيخا كبيرا شعر ببعض التعب فخشي أن يتوفى قبل أن يترك وصية لأبنائه، فجمعهم من حوله وقدم لأحدهم عصا، وطلب منه أن يكسرها، فكسرها الابن، ثم قدم له اثنتين فكسرهما، ثم ثلاثا ففعل نفس الشيء، وبقي يزيد في عدد العصي حتى وصل الى تسع فكسرها الابن، فنظر اليهم الشيخ وقال: اذهبوا يا ابنائي مادام معكم هذا الجحش، لن أخشى عليكم. * * حكمة * كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته. * * يقال: * السيجارة لفافة تبغ، بنار على أحد طرفيها، وأحمق على الطرف الآخر. * قصيدة الأصلع * لصديقنا في رأسه صحراء ** جفت فلا عشب بها او ماء * وكأنه الميدان من بعد الوغى ** فني الجميع فما به احياء * يزداد ما مر الزمان مساحة ** وصديقنا من كبرها يستاء * ولقد سمعناه يقول ودمعه ** يجري فيعمي مغلتيه بكاء * كم من دواء للشعر قد جربته ** يوما فراح سدا وظل الداء * يا حسرتي ذهب الشباب ** وكان لي فيه مآثر جفة غراء * اما الحسان الفاتنات فليس لي ** في صلعتي من وصلهن رجاء * قلنا له مهلا فلم هذا البكاء ** فاسمع ففي هذا الكلام عزاء * او ليس للانسان في احرازها ** شرف ويملك مثلها العلماء * فأجاب لا شرف اريد ولا علا ** افما لديكم غير ذاك الدواء * قلنا بلا روث يرش فإنما ** بالروث تحيا الروضة الغناء * * مسابقة أحوال وأقوال * كل من لديه نكت من الواقع الجزائري، أو قصائد هزلية وطرائف، أو حوادث مثيرة عاشها، أو صور غريبة ويريد نشرها للمشاركة والفوز بجوائز قيمة، جريدة الشروق تضع تحت تصرفكم وسائل الاتصال المدونة في الصفحة. * وسائل الاتصال * kissaoukssid@gmail.com * عنوان جريدة الشروق / دار الصحافة 02 شارع فريد زويوش القبة الجزائر العاصمة