يواصل موقع ''ويكيليكس'' تسريب معلومات عن رابط السفارة الأمريكية بالجزائر، ومن بين آخر البرقيات التي تم نشرها في ساعات متأخرة من عشية أول أمس، تلك التي تعود حيثياتها إلى تاريخ 17 جويلية من سنة 2007 ، والمتعلقة أساسا بظاهرة الهجرة السرية أو ''الحرڤة''، حيث لم يتردد من خلالها القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية، عن تأكيد هجرة حفيد رئيس الجمهورية السابق الشاذلي بن جديد على متن قوارب الموت انطلاقا من شواطئ عنابة، قبل أن تنقطع أخباره منذ ذلك الحين. وتعد ظاهرة الهجرة السرية في تزايد مستمر، حسب نفس المسؤول الأمريكي الذي أحصى مئات الرحلات شهريا، انطلاقا من شواطئ عنابة بأقصى الشرق الجزائري وتحديدا شاطئ سيدي بوسالم في عنابة، مشيرا إلى أنّ هذه الظاهرة لا تقتصر على الفئة الفقيرة من المجتمع والبطالين أو عينة من الشرائح العمرية، على غرار سواها، بدليل ? تضيف البرقية ذاتها- أن حتى أبناء العائلات الميسورة وأصحاب الشهادات من أطباء مهندسين ومحامين معنيين بالهجرة السرية، حيث جاء ذكر اسم الشاب ''مراد بن جديد '' البالغ 29 سنة من العمر، على أساس أنه حفيد رئيس الجمهورية خلال فترة الثمانينات شاذلي بن جديد، والذي غادر التراب الوطني بطريقة غير شرعية بتاريخ 8 فيفري رفقة ستة أشخاص آخرين، وهو تاريخ انقطاع أخبارهم، استنادا إلى برقية القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالجزائر. وذهب المسؤول الأمريكي إلى أبعد من ذلك، عندما راح يؤكد في برقيته أن نهاية أزيد من 90 بالمائة من المهاجرين السريين، تكون سواء بتوقيفهم واعتقالهم في السجون التونسية أو الليبية، أو طردهم من قبل حرس السواحل الجزائرية، الفرنسية، أو الإسبانية وحتى الإيطالية، كما ارتئ القائم بالأعمال توظيف تصريح كمال داود عضو رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بعنابة، عندما أوضح أنه في معظم الحالات التي لا يتصل فيها الحراڤة بذويهم فور وصولهم، فإن ذلك دليل على وفاتهم في عرض البحر أو اعتقالهم في السجون التونسية، وكما جاء في البرقية نفسها، فإن السلطات الجزائرية لم تجر أي تحاليل للحمض النووي، قصد التعرف على هوية جثث الحراڤة المتوفين. وتطرق القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في ذات البيان الذي تم تسريبه من قبل موقع ''ويكيليكس''، إلى وجهة نظر السلطات الجزائرية اتجاه ظاهرة الحرڤة، والتي اختلفت من حيث الإجراءات المتخذة لمكافحتها بين مجرمة من جهة، باعتبار أنه يتم توقيف المهاجرين غير الشرعيين ومحاكمتهم، و متفهمة من جهة أخرى، على خلفية انتشار أزمة البطالة ومن ثم منح قروض بنكية لتشجيع الشباب على الإستثمار وممارسة نشاطات تجارية مختلفة.