كل المواصفات التي قدمت تؤكد أنّ المهرّبين على صلة بالمرشد السّياحي تعرضت سائحة إيطالية الجنسية لعملية اختطاف ليلة الخميس، وهي عملية الإختطاف الأولى التي تتعرض لها رعية أجنبية على الأراضي الجزائرية منذ سنة 2003. وقالت مصادر محلية ل ''النهار''، إن سائحة إيطالية الجنسية اسمها ''مارياني ماريا ساندرا'' البالغة من العمر 52 سنة، تعرضت إلى عملية اختطاف ليلة الخميس، في المنطقة المسماة أليدينا القريبة من النيجر والمتاخمة للحدود الجزائرية الليبية، على بعد نحو 250 كلم من جانت التابعة لولاية إليزي. وقد كانت المعنية رفقة سائق خاص خبير بالطرق الصحراوية ومرشد سياحي في نفس الوقت يدعى ''ت.م'' عمره 93 سنة، على متن مركبة من نوع ''تويوتا''، في جولة سياحية بالمنطقة الصحراوية، هذا الأخير تم إطلاق سراحه من طرف الخاطفين فيما تم الإبقاء على الرعية التي كانت قد وصلت إلى جانت، ضمن وفد سياحي تابع لوكالة خاصة للسياحة، عاملة بمنطقة جانت 1300كلم، حيث تعد ماريا ساندرا بحسب ما نقله من يعرفها في المنطقة من الشباب والوكالات السياحية، من بين أكثر المهتمين بسياحة وثقافة المنطقة. وقالت مراجع ''النهار''؛ أن عملية الإختطاف تمت بسرعة فائقة، حيث تم اقتياد الرعية الإيطالية إلى الحدود النيجيرية، من قبل الخاطفين الذين كانوا مسلحين ويمتطون مركبتين رباعيتي الدفع، من جانب آخر، سمح الخاطفون للسائحة الأجنبية باستعمال هاتفهم الخلوي '' الثريا''، لإخبار مسؤول الوكالة السياحية بجانت بتعرضها للإختطاف، هذا الأخير قام بدوره بإعلام مصالح الأمن. ولم تتبن إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، أية جهة مسؤوليتها عن عملية الإختطاف، فيما قدم السائق بلاغا للجهات الأمنية التي باشرت حملة بحث وتحر بالمنطقة، فيما يرجّح أن يقف وراء مثل هذه العمليات التي تستهدف السّياح الأجانب، عصابات تهريب تنسق مع التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السّلفية للدّعوة والقتال، ممثلة في كتيبة الصحراء التي يتزعمها عبد الحميد أبو زيد، والتي ما تزال تحتفظ ب 7 أجانب يعملون لفائدة الشركة الفرنسية أريفا بالنيجر، تم اختطافهم منتصف سبتمبر المنصرم. وتقول مصادر ''النهار''؛ أنّ المسؤول عن عملية الإختطاف هي مجموعة من المهربين، بتواطؤ مع المرشد السياحي الذي تأخر ب 24 ساعة، قبل إعلام مصالح الأمن، قصد الشروع في البحث عن الرعية، حيث وباستغلال مصالح الأمن للأوصاف التي قدمها المرشد السياحي، تأكد أن الأمر يتعلق بمهربين، كما تستبعد مصادرنا أن يكون الأمر يتعلق بجماعة إرهابية، لأنّ المعروف عن هذه الأخيرة؛ أنّها لا تختطف النساء لوحدهن، بل وإن حدث ذلك؛ فإنهن يكن مصحوبات بالرجال الذين يكونون هدفا مباشرا، وقد كانت هناك مجموعة من السياح الأجانب بمنطقة قريبة، ولم يتم استهدافهم. كما أنّ الخاطفين قاموا بتمكين السائحة الإيطالية من الإتصال بمدير الوكالة السياحية التي تكفلت بها، بواسطة هاتف ''ثريا''، تبين أنّ أصحابه لهم مؤشرات تؤكد صلتهم بالتهريب، ولم ترد أية مؤشرات تبين وجود اتصالات مشبوهة، كما هو الحال الهواتف التي يتم رصدها والتي تستخدم من طرف الإرهابيين. خاصة وأنّ نشطاء تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، عرف عنهم حذرهم الشديد من القيام بمثل هذه الأخطاء. برقية وكالة الأنباء الجزائرية.. خطأ مهني أم سبق صحفي قدمت وكالة الأنباء الجزائرية أمس، صباحا في حدود الساعة 11و 35 دقيقة برقية، نسبت فيها عملية الإختطاف إلى مجموعة إرهابية، قبل حتى أن تتبنى أية جهة عملية الإختطاف، وجاء في البرقية أنّ مجموعة إرهابية اختطفت سائحة إيطالية، ليلة الخميس بمنطقة ''أليدينا''، على بعد 250 كلم جنوب مدينة جانت بولاية إليزي ''كما علم من مصدر بالولاية''، وقالت الوكالة أن الرعية ترصدتها مجموعة إرهابية مزودة بأسلحة آلية على متن سيارتين رباعيت الدفع وفق ذات المصدر، وأضافت الوكالة أنّه ''ولدى عودتها رفقة مرشد سياحي إلى مقر إقامتها ب'' أليدينا'' بمنطقة ''تادرارت''، داهم أفراد المجموعة الإرهابية ليلة الخميس المكان، وحجزت السائحة الإيطالية، بينما أطلق الإرهابيون سراح المرشد السياحي والطباخ، ''وقد سمح الإرهابيون بعد ذلك للسائحة الأجنبية باستعمال هاتفهم الخلوي '' الثريا'' لإخبار مسؤول الوكالة السياحية ''تينيري'' بجانت الذي قام بدوره بإعلام مصالح الأمن. ويتساءل متتبعون عن مصدر المعلومة التي قدمتها وكالة، كانت مرجعا لعدد من وكالات الأنباء الأجنبية التي تناقلت الخبر، على أن الفاعلين هم إرهابيون، رغم التأمين الذي تشهده منطقة الجنوب الجزائري، وازدهار السياحة به.. فهل هو خطأ مهني أم سبق صحفي أرادت وكالة الأنباء الجزائرية تحقيقه على حساب مصداقيتها.