السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي الكريمة وأختي نور، أعترف لك أنّي إنسان أتصف بالسّذاجة الشّديدة في الحياة الإجتماعية، ممّا جعلني أضحوكة بالنّسبة لكل من صادقني أو ارتبط بي ولو لفترة من الزّمن، فمحور فكرتهم عنّي هي أنّني إنسان "نية"، فكيف السبيل للتّخلص من هذا الحرج الشّديد؟ لا أريد أن أكون إنسانا شريرا، وأرفض أن أكون إنسانا مغفلا، فكيف السّبيل إلى ذلك. لا أعرف يا سيدتي، أسلوب المغالطات وحيك الدّسائس والمؤامرات، وأرفض مبدأ الطّعن من وراء الظّهر، بل أعتمد أسلوب المواجهة الصّريحة مع الغير، حتّى لو كنت أكرههم، إذ أقولها بكل صراحة ولا أخشى لومة لائم. كثيرا ما أتأخر في فهم حقيقة ومغزى تصرف صدر أمامي من الأطراف التي أصادقها، ممّا يجعلني محط استهزاء وإهانة، وبعد أن أتأخر في الفهم، أكتشف أنّي إما فهمت بصورة خاطئة أو متأخرة، ممّا يسبّب لي الألم الشديد، لكوني بهذا الغباء، لا أعرف أسلوب اللّؤم والنّفاق وغيرها من المكر والخداع. أحيطك علما سيدتي أنّي خريج جامعة، ولكن رغم ذلك لا فائدة، فأنا أفكّر جديا في التّخلي عن مشروع الزّواج، لأنّي لا أستطيع أن أكون زوجا و رب أسرة والرّاعي لها، وأنا بمثل هذه الحالة من السّذاجة الشّديدة. أرجوك سيدتي، لا أريد تعاطفا واعتبار هذه الصفات التي أملكها ميزة، نعم قد تكون ميزة ولكن ليس إلى درجة أن أكون "كالبهيوف" أو مغفلا وسط جمع من الذئاب والثعالب، أريد حلا جذريا وعمليا لما أنا فيه، ولك منّي جزيل الشكر وفائق التقدير والإحترام. شوقي / بوسعادة الرد: سيدي الفاضل، من خلال سؤالك أجد أنّك واعي لما يدور حولك، وهذه ليست المشكلة بالنسبة لك بقدر ما يجب عليك أن تتعرف على الشريحة التي تتعامل معها بالوضوح، فالإنسان الصادق و الأمين دائما يكون صريحا وواضحا، وهذا ما يوقعه في الحرج وتجرأ قليلي التعليم والوعي في التمادي في التفاصيل وتخطي الحدود الشخصية ومن ثم التقليل من مقام المتحدث أو المستمع وهذا ما يحدث معك تماما. فالصّراحة الوضوح ليست هي دائما الأسلوب الأمثل في كل مقام أو مع كل فرد، وإنما أن نزن الأمور، فالتّلميح أو الصّمت أو حتّى التجاهل قد يكون هو الأسلوب الأمثل في بعض المواقف. ردت نور