السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: وبركاته: أنا سيدة متزوجة منذ سنة، في البداية لم أكن راغبة بالزواج، ولكن تأكدت أني سأستفيد من أمور أخرى غير هذه العلاقة، كمتابعة دراستي العليا في ذلك البلد، علما أني من الأوائل، وافقت على الزواج، وتم كل شيء بتوفيق من الله. المشكلة يا سيدتي، أنّني لا أستطيع التواصل مع زوجي، فهو من النوع الذي يطلب تفسيرا منطقيا لكل شيء حتى لو لم يكن منطقيا! ولا يأخذ بعين الإعتبار أبدا أنّي زوجته. أحيانا يكون عصبيا في النقاش، ولا أستطيع أن أكمل الكلام، أصبحت ألتزم الصمت حتى وإن لم يعجبني ما يحدث، وأحيانا أتركه يتكلم كما يشاء ولا أجيب عليه. هذه المشكلة ولدت لي رعبا من الإنجاب، فكيف لي أن أتحمل عب الإنجاب والأولاد، وكيف سنقوم بتربيتهم؟ ونحن لا يوجد بيننا حوار نستطيع أن نتفق من خلاله من غير غضب ولا صراخ، الحوار والتفاهم كلانا لا نتقنه، كيف نستطيع أن نخرج من هذه المشكلة، أشعر أحيانا أنّي سوف أنفجر، خاصّة أن زوجي بذيء التلفظ فهو يسبني بمزاح وبغيره، فأنا أكره هذا السلوك، وأخبرته مرات عديدة بذلك لكنه لا يستجيب، مما جعلني أبادله السب أحيانا، إن لم يكن علنا أفعل ذلك بداخلي، فكيف أتخلص من هذه المشاكل؟ سيدتي الكريمة نور، رغم غربتي يشهد الله أني لا أفوت الإطلاع على جريدة "النهار"، التي توافينا بكل شاردة وواردة، لذلك أحب أن أقرأ الرد على مشكلتي في أقرب فرصة. فوزية/ سويسرا الرد: عزيزتي؛ الزواج نعمة كبرى للزوجين، وفرصة عظيمة ليقوم كل واحد منهما تجاه الآخر بما أمره الله، فالرجل عليه أن يكرم زوجته، ويحترمها، ويعاشرها بالمعروف، ولا يؤذيها، ولا يظلمها، فهي أمانة عنده، فليتق الله فيها، وليحسن إليها، وكذلك الزوجة إذا أحسنت القيام بدورها كزوجها، فإن الله يضاعف لها الثواب. عزيزتي؛ يجب ألا تؤخري الإنجاب، فقد يكون قدوم المولود فاتحة خير لكما، ثم إن أحدكما يجب أن يتحمل الآخر أثناء الحوار، وحبذا لو ضبطت أعصابك، وكنت له قدوة في إدارة فن الحوار، والإلتزام بأخلاقياته، فلعل الله يهديه إلى الصواب. أخشى ما أخشاه أن حياة الغربة، سبب من أسباب سوء التعامل، ففي البعد عن الوطن والأحباب قلق كثير، لذلك أرجو أن تأخذي هذه النقطة بعين الإعتبار. إن علاج الغضب والإنفعال يتلخص فيما يلي: إذا كان المنفعل واقفا فليقعد، ثم يبادر إلى الوضوء، والصلاة والإستغفار، ولو استطاع أن ينظر إلى وجهه في المرآة، لهاله منظره. أطلبي من زوجك الكريم أن يفعل ذلك، أما أنت فأرجو أن تتعرفي على حق زوجك عليك، والسهر على شؤونه، فإن لين الكلام معه وحسن معاملته والزينة وترتيب المنزل وتنظيفه حين قدومه، والرقة في المعاملة من دواعي الألفة والسكن والمودة بينكما. أخيرا يا عزيزتي، ما أجمل الإنسان أن يتهم نفسه دائما بالتقصير في حق الآخر، وأن يحاسب ذاته، ويعترف بالخطأ فورا، فإن ذلك من أفضل الخصال، أدعو الله لك وله بالسداد والرشاد والعودة القريبة إلى البلاد. ردت نور