السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا متتبع دائم لجريدة "النهار"، في الأربعين من العمر، متحصل على شهادة جامعية عليا أعمل بوظيفة مرموقة، سبق أن خطبت، لكنني فسخت الخطوبة بعد شهرين، لأنها لم تكن الفتاة التي أتمناها لكي تشاركني الحياة، تعرفت في حياتي على الكثير من الفتيات، من داخل وخارج الوطن، عندما كنت طالبا وعندما أصبحت موظفا، لكنني أريد أن أتزوج واحدة لا أعرفها، وهذه قناعتي وأُفضل أن يبقى وضعي على ما هو عليه، إذا لم أجد ضالتي، المشكلة أنني كثير الشك، وهذا جعلني أرفض الكثيرات، لأنّي لا أثق بأي واحدة، أتمنى أن تساعديني سيدتي الفاضلة في حل مشكلتي والعثور على الزوجة المناسبة، لأنك أدرى منّي بحكم تجربتك في الحياة. إسماعيل/ بومرداس الرد: سيدي، لا شك أنّك في عمر تعي جيدا مصلحتك، وتحرص كل الحرص على ضمان مستقبلك، وتكوين عائلة كريمة تجد في ظلها السكون والإطمئنان، ولا أدري لماذا تأخرت عن الزواج كل هذا الوقت، ربما بسبب الصّداقات والمعارف، لكن كثرة معارفك، لا تبرّر لك التشكيك بالناس، فليس صحيحا تعميم سلوك واحدة على غيرها، ومن الخطأ اعتبار جميع الفتيات متشابهات في السلوك والأخلاق، ربما تعرضت لصدمات من واحدة أو أكثر، لكن هذه التّجارب يجب أن تزيد معرفتك بمتطلبات النّجاح في الحياة، وأهمها التفكير المنطقي، البعيد عن الشكوك والظنون التي تكبل الإنسان وتجعله أسير الأوهام، وتمنعه من العيش بواقعية، وتفقده القدرة على تحقيق أهدافه في الحياة. توكل على الله وقرّر مع نفسك ألا تنظر لأحد بعين الشك، وأن تتعامل مع الواقع بشكل منطقي، وحينها ستجد أمامك خيارات كثيرة، وما عليك سوى اختيار من تهفو إليها نفسك وتجدها الفتاة المناسبة، وفقا لمقاييس واقعية واضحة، وليس وفق تمنيات لن نجدها في بنات حواء. أما إذا لم تخرج نفسك من قفص الشكوك، ولم تفتح عينك على الحياة، فأنصحك بعدم الزواج، لأنك من الصعب تحقيق السعادة لغيرك، كما عجزت عن تحقيقها لنفسك. ردت نور