''من لا يحبني لا يستحق الحياة.. وسنحاربهم وسنهزمهم'' هدد العقيد القذافي، أمس، بتسليح أنصاره من الشعب الليبي، فيما يشبه خطوة نحو فتح المجال أمام حرب أهلية، وأشار إلى أنه لن يتوانى عن قتل كل من يعارضه من خلال قوله أن من لا يحبه ''لا يستحق الحياة''. وقال القذافي مساء أمس، في ظهور مقتضب في الساحة الخضراء بوسط العاصمة الليبية طرابلس، إنه يدعو أنصاره لحمل السلاح والدفاع عن ليبيا، على حد قوله، متهما في نفس الإطار جهات أجنبية بالوقوف وراء ما يحدث في ليبيا، ومتوعدا بهزيمة كل محاولة لزعزعة نظام حكمه. وبعبارة ''سنقاتلهم ونهزمهم إذا أرادوا''، رد القذافي على معارضيه ودعاة إسقاط نظام حكمه، في إشارة إلى استمرار تعنته وتمسه بالحكم، ورفضه لدعوات التنحي دون إراقة الدماء. كما خاطب القذافي الليبيين كعادته، بلغة القوة والتهديد والوعيد، حيث قال إن ''من لا يحبني لا يستحق الحياة''، في اعتراف ضمني منه باستعداده لقتل مئات الآلاف من الليبيين من معارضيه إن اقتضى الأمر، قبل أن يضيف بالقول إنه مستعد لفتح مخازن الذخيرة لأنصاره والقبائل الموالية له للدفاع عن ليبيا -على حد قوله، في تهديد واضح بدفع ليبيا نحو الانزلاق إلى حرب أهلية. ومن المرتقب أن تثير كلمة القذافي النارية المصرة على التعنت ومواجهة المطالب الشعبية بتنحيه عن الحكم، المزيد من الصدام والتأزم داخل ليبيا، حيث يتوقع أن تشتد حدة المواجهات بين المتظاهرين المناهضين لحكم القذافي وبين ميليشياته وبعض أفراد الجيش، مما يؤشر على بقاء حصيلة الضحايا مفتوحة. كان أبرز معاونيه وأحد أقطاب رموز نظامه قذاف الدم يتخلى عن ابن عمه القذافي في ضربة جديدة يتلقاها النظام الليبي بقيادة امعمر القذافي، أعلن أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي ومبعوثه الشخصي، تخليه عن العقيد القذافي وأعلن استقالته من منصبه اعتراضا على العنف المفرط ضد الشعب الليبي والقتل المنظم الذي يستخدمه نظام القذافي ضد الشعب الليبي، وقدم قذاف الدم طلبا للجوء السياسي لمصر المتواجد بها حاليا. وكان قذاف الدم الذي نفى سعيه إلى تجنيد قبائل اولاد علي المصرية لمساعدة النظام الليبي ضد الثورة قد سافر إلى سوريا صباح الخميس وعاد منها إلى مصر مرة اخرى بنهاية اليوم ليعلن قراره السابق. وأشارت مصادر قريبة من قذاف الدم إلى أن هذا الأخير اتخذ قراره بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض، وأنه دعا إلى ''جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء''. وأضافت المصادر أن قذاف الدم أبدى اعتراضه على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الشعب الليبي، وإنه يستعد لتسيير قوافل إغاثة إلى بلاده. وشدد على أنه سيعد بنفسه بيانا في وقت لاحق يوزع على وسائل الإعلام. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن قذاف الدم كان قد تسبب بحالة ارتباك في مطار القاهرة الدولي، بعد أن طلب تغيير وجهة سفر طائرته من هدفها المعلن ليبيا باتجاه دمشق، وهو ما أدى إلى تأخر إقلاع الطائرة تسعين دقيقة للحصول على التصاريح الخاصة، واضطر للانتظار في قاعة كبار الزوار بالمطار. ورفضت سلطات مطار القاهرة لاحقا السماح لقذاف الدم بالمغادرة بعد اكتشافها مسدسا في حقيبته الخاصة أثناء فحص أمتعته بواسطة جهاز الفحص بالأشعة في مدخل الصالة، وتم تسليم السلاح إلى أحد أعضاء السفارة الليبية بالقاهرة. سفير الجزائر يرفض مغادرة طرابلس إلا بعد الانتهاء من ترحيل كافة الجزائريين الجوية الجزائرية تتكفل بإجلاء رعايا أجانب من ليبيا يحملون 40 جنسية بوعبد الله يثني على مجهودات الطيارين تكفلت شركة الخطوط الجوية الجزائرية بطلب من إسبانيا بضمان رحلة استثنائية إلى مطار مدينة سبحة الليبية، وهي منطقة خطيرة لإجلاء رعايا إسبان وآخرين من أربعين جنسية، كانوا عالقين في هذه المنطقة الخطيرة، وقد تم تسخير طائرة من طراز ''بوينغ 737 800'' للقيام بهذه العملية. وستتواصل الرحلات خلال نهار اليوم، بعد التردي الخطير للوضع في ليبيا، قصد ضمان نقل كل الرعايا الجزائريين والأجانب التي تقرر الدولة الجزائرية إجلاءهم في إطار التعاون مع الحكومات الأوربية. وواصلت الجزائر أمس عملية إجلاء الرعايا الجزائريين من ليبيا، حيث تم القيام برحلتين مساء وفي ساعة متأخرة من ليلة الجمعة إلى السبت قصد إجلاء الرعايا الجزائريين من طرابلس، وقد رفض سفير الجزائر في ليبيا مغادرة طرابلس رفقة عائلته، إلى غاية ركوب آخر جزائري الطائرات المخصصة لضمان الجسر الجوي لإجلاء الرعايا الجزائريين. وقال وحيد بوعبد الله أن الطيارين الجزائريين أبدوا شجاعة مثالية في هذه العملية الإستثنائية، وقال أنّ حرصهم على سمعة الجزائر وحماية مصالحها وجاليتها في ليبيا كان كبير.