''النهار'' تنفرد بتفاصيل الفيلم رغم توصيات مخرجه رشيد بن حاج بعدم تسريب أية معلومات حوله يضع المخرج الجزائري المقيم بالعاصمة الإيطالية روما، رشيد بن حاج ''اللمسات الأخيرة على فيلمه الجديد الموسوم'' عطور الجزائر PARFUMS D'ALGER، حيث ووفقا لمصدر عليم، فإن الفيلم من المزمع عرضه شرفيا بالعاصمة نهاية مارس الجاري، أين يأمل فريق العمل في أن يتوّج مجهودهم بحضور فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعرض الخاص بالفيلم الذي اختار له مخرجه موضوع ''الوئام المدني''، الذي حقن كما هو معروف دماء الجزائريين بعد عشرية من الإرهاب الأعمى حصدت فيها أرواح آلاف الأبرياء العزّل. بالرغم من المعلومات الشحيحة المتوفرة حول فيلم المخرج رشيد بن حاج ''عطور الجزائر'' بسبب منع أبطاله وعماله من تسريب أية معلومات، من خلال أحد بنود العقد التي تمنع فريق العمل من تزويد وسائل الإعلام بأية تفاصيل، إلا أن ''النهار'' تمكنت من رصد أخبار حول هذا العمل الضخم الذي تنتجه وزارة الثقافة بالتنسيق مع شركة ''نات ديفيزيون''، وهو من بطولة الممثلة الإيطالية مونيكا غواريتوري المعروفة بأدوارها المسرحية الشهيرة، والممثلة القديرة شافية بوذراع سيد أحمد أڤومي، امحمد بن قطاف، وأحمد بن عيسى، وقد تم تصوير الفيلم بين كل من الجزائر العاصمة، تيبازة، الجنوب الجزائريوروما، فيما استعان المخرج رشيد بن حاج، بصاحب الأوسكارات الثلاثة الإيطالي ''فيتوريو ستورارو'' كمدير تصوير للفيلم، وهو المعروف بعمله الدائم مع أشهر نجوم العالم كمادونا، وارن بيتي، وبيرناردو بير تولوتشي. تدور قصة الفيلم، في فترة التسعينات، حول مصورة فوتوغرافية تدعى ''كريمة'' تسكن بإيطاليا منذ سنوات، وفجأة يتعيّن عليها العودة إلى الجزائر على عجل، لحضور الأيام الأخيرة لوالدها الذي يحتضر، فتوقظ هذه العودة المفاجئة ذكريات الماضي وقصة فرارها من القهر الأبوي وأشباح الماضي المرفوض، وتكتشف ''كريمة'' بعد عودتها إلى الجزائر التي تركتها شابة قد تغيّرت، حيث أصبح الإرهاب يعيث فيها دمارا وفسادا، وهنا تتجنّد المصورة ضمن مسعى الرئيس الجديد للجزائر أنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، من خلال مشروع ''الوئام المدني'' الذي يهدف إلى التسامح والتصالح مع الذين ظلّت بهم السبل، فيؤرخ الفيلم لحقبة مهمة جدا من تاريخ الجزائر الحديث، والتي عانى فيها الشعب الجزائري على مدار عقد من الزمن إرهابا أعمى حصد أرواح آلاف الأبرياء. وحسب مصدر عليم، فإن فريق الفيلم يسعى جاهدا حاليا ليشرفهم الرئيس بوتفليقة بحضوره إلى العرض الخاص للفيلم مع عدد من وزرائه والمسؤولين الكبار في الدولة، غير أن الإتصالات لم تسفر بعد عن أي ردّ من قصر المرادية بخصوص حضور الرئيس العرض الشرفي للفيلم. يُذكر أن مخرج ''عطور الجزائر'' رشيد بن حاج، هو أستاذ بجامعة ''تشيكيميتا''، ومدرّس لمادة تقنيات الإخراج وكتابة السيناريو، سبق له إخراج العديد من الأفلام السينمائية، منها فيلم ''لوس''، الذي شارك به في أحد دورات مهرجان ''كان''، وفيلمي ''الخبز الحافي'' و''ميركا''، هذا الأخير الذي تقاسم بطولته كلاّ من النجم العالمي جيرار دوبارديو وفانيسيا رودريقاز، كما نال الجائزة الأولى لحقوق الإنسان من منظمة الأممالمتحدة.