تأججت الأوضاع أمس أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد أن حاول الطلبة إسقاط الوزير رشيد حراوبية، من خلال الشعارات التي رددت واللافتات المرفوعة في ثاني أكبر تجمع طلابي، كما تمسكوا بالمطالب التي قدمتها التنسيقية الوطنية للطلبة الأحرار مباشرة بعد أول صدور للمرسوم الرئاسي 10-315 . وفي هذا الخصوص؛ احتشد أمس طلبة النظامين القديم والجديد ''ال.ام.دي'' في التدرج وما بعد التدرج وكذا مهندسي الدولة أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في ثاني أكبر اعتصام، حيث سجل توافد المئات من طلبة الجامعات بعدد من ولايات الوطن على غرار مستغانم، وهران، جامعات الجزائر العاصمة، تيزي وزو، بجاية و بومرداس وولايات أخرى، وبالمقابل لم يتم تدخل عناصر الأمن ولا قوات مكافحة الشغب، حيث عبّر الطلبة عن انشغالاتهم بحرية مطلقة. الطلبة يتبرؤون من التنظيمات ويتشبثون بالتنسيقية أعلن أمس طلبة النّظامين القديم والجديد ''آل.آم.دي''، عن ''سحب الثقة'' بصفة رسمية من التنظيمات الطلابية المعتمدة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فيما طالبوا بضرورة الإلتفاف حول التنسيقية الوطنية للطلبة الأحرار، والتي أنشئت حديثا وركزوا على دور هذه التنسيقية في الدفاع عن مطالبهم، على غرار إلغاء المرسوم الرئاسي 10- 315 والمتضمن الشبكة الإستدلالية لمرتبات الموظفين نظام دفع رواتبهم، بالإضافة إلى الأصناف والرتب ومستويات التأهيل، وكشفوا أن التنظيمات الطلابية لم تصدر ولا بيان يخص هذا المرسوم إلى حد الآن، على الرغم من استمرار الإضرابات المفتوحة و الإعتصامات منذ أكثر من شهر، كما أنّ التنسيقية أضافت مطالب أخرى تتمثل في ضرورة توفير الشغل لخريجي الجامعات، ورفع قيمة المنحة الجامعية إلى 15000 دج، بالإضافة إلى السّماح لحاملي شهادة الليسانس بالتدريس في الثانويات. لا فرق بين طلبة النظامين القديم و ''آل.آم.دي'' وفي سياق متصل؛ رفض الطلبة الجامعيون محاولات الوزارة للفصل بين انشغالات ومطالب طلبة النظام القديم والنظام التعليمي الجديد ''ال.ام.دي'' و مهندسي الدّولة، حيث أكدّوا من خلال شعاراتهم أنّهم يشتركون في المعاناة، أمام تصرفات الوزارة في إصدار قرارات عشوائية حسبهم-، بالإضافة إلى التسرع في تعميم النظام الجديد ''ال.ام.دي''، عن طريق فرضه على حاملي شهادة البكالوريا، وعدم ترك حرية الإختيار بين النظامين، كما كشف طلبة ''آل.آم.دي'' أن معظمهم أرغم على الدّراسة في هذا النظام الذي لم يفهموا قواعده و القوانين التي يسير بها إلى حد الآن، على الرغم من مرور 7 سنوات عن تاريخ تطبيقه، وما زاد الأمر سوء، حسب ممثلي الطلبة أنّهم محرومين من مواصلة الدراسات العليا، على غرار الماجستير، الماستر والدكتوراه، بعد استحداث طرق جديدة في القبول تتضمن شروطا تعجيزية حسبهم-. الوزارة ''صامتة'' والطلبة يهدّدون بتحويل الإعتصام إلى البرلمان أكدّ الطلبة المعتصمون أمس ل''النهار''؛ أن وزارة التعليم العالي و البحث العلمي رفضت استقبال ممثليهم من أعضاء اللجان الطلابية المستقلة، حيث كشفوا أن الوزارة تحججت بأنّه ليس يوم استقبال، على الرغم من تأجج الوضع وعدم استقرار الجامعات الجزائرية، كما اتفق أمس الطلبة المتظاهرون على ضرورة تحويل الإعتصام إلى مقر المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة مباشرة، بعد انقضاء العطلة الربيعية، وإن لم يتم التوصل إلى حل فعلي سينظم الطلبة مسيرة طلابية بالجزائر العاصمة، علها تنقل انشغالاتهم إلى السلطات العليا في البلاد حسبهم-. مسيرة طلابية مصغرة بعد مغادرتهم لمقر الوزارة ومن جهة أخرى؛ حاول أمس الطلبة المعتصمون أمام وزارة التعليم العالي تنظيم مسيرة طلابية، بعد انتهاء الإعتصام في حدود الساعة 30:13 حيث انطلقت المسيرة الطلابية المصغرة ابتداء من مقر الوزارة وإلى غاية سفارة المملكة العربية السعودية التي تبعد بحوالي 500 متر، قبل أن يتراجع الطّلبة عن المسيرة وتفرقوا بهدوء عندما كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الزوال.