شهدت السوق السوداء للعملة الصعبة نهاية الأسبوع الفارط، ندرة حادة من معروض عملة الأورو، صاحَبها ارتفاع ملحوظ في قيمة الشراء والبيع، حيث سجل صباح أمس بالعاصمة ووهران سعر صرف 1 أورو حوالي 150 دج في حين سجل حوالي 104.17 دج في البنوك الرسمية. وحسب تصريحات بعض الباعة بسوق السكوار بالعاصمة، أن المعروض من العملة الأوروبية انخفض بشكل كبير قدر بأكثر من 50 بالمائة منذ أحداث جانفي الفارط، بسبب التهافت الكبير للشراء من طرف رجال الأعمال والتخوف الكبير من طرف الباعة بعد ورود إشاعات عن نية السلطات سحب ورقة 1000دج من السوق نظرا لتداول عدد كبير من أوراق مزورة في السوق دون الكشف عنها بسبب التقنية المتقدمة المستعملة في عملية التزوير، وهو الأمر الذي نفاه محافظ بنك الجزائر مؤخرا. وحسب الخبير المالي ''سليمان. ح'' المختص في مراقبة سعر صرف العملات، في تصريح ل ''النهار''، أن سعر الأورو مرشح للارتفاع في الأيام القليلة القادمة نظرا لعدة عوامل من بينها تسجيله لأعلى مستوى أمام الدولار في الأسواق العالمية منذ حوالي 15 شهرا، وتوجه العديد من رجال الأعمال لشراء العملة الأوروبية وقيامهم بشراء عقارات في بلدان أوروبية ودول الخليج العربي من خلال تحويل المشتريات من السوق السوداء إلى حسابات مصرفية في الخارج وهو ما أدى إلى قلة العرض. وفي ذات السياق، أكد ذات المتحدث أن أسعار المواد الاستهلاكية المستوردة من الخارج وبالأخص السلع الكمالية والملابس بكل أنواعها ستشهد ارتفاعا ملحوظا بداية من الشهر القادم وخلال فترة الصيف، كون أغلب المشتريات يتم اقتناؤها بالأورو، وعن تأثير عودة المغتربين للوطن في زيادة العرض اعتبر الخبير أن المبالغ التي يأتي بها المغتربون لا تكفي لسد حاجة السوق المحلية من المعتمرين والسياح الذين يقضون إجازتهم السنوية في بلدان أجنبية، وبالتالي يبقى منحنى الطلب مرتفعا جدا بالمقارنة بالعرض، وأضاف المتحدث أن إصدار ورقة نقدية من فئة 2000 دينار من الممكن أن تساهم في زرع الثقة لدى الباعة وبالتالي إخراج المخزون وعرضها في السوق.