شهد ميدان التحرير في العاصمة المصرية، فجر أمس، مواجهات دامية، تخللتها عميات إطلاق رصاص حي، أسفرت عن سقوط قتيلين وأكثر من 71 جريحا -حسب حصيلة لوزارة الصحة المصرية، فيما قالت مصادر مستقلة مقربة من ائتلاف شباب الثورة المصرية أن عدد القتلى فاق 8 أشخاص، جرى إخفاء جثثهم. البداية كانت عندما أصر المئات من المتظاهرين الذين شاركوا في جمعة المحاكمة أول أمس، على عدم مغادرة ميدان التحرير إلى غاية توقيف الرئيس السابق حسني مبارك وإحالته على المحاكمة. وقد قضي المطالبون بمحاكمة مبارك ، ليلتهم في ميدان التحرير، قبل أن تتسلل مجموعة من عشرات ''البلطجية'' مسلحين بأسلحة بيضاء إلى الميدان، مستغلة انشغال قوات الجيش بإخلاء الموقع من المعتصمين، لتنشب معارك ومواجهات، اختلط فيها الحابل بالنابل، وتم إطلاق أعيرة نارية، في وقت جرى اتهام عناصر من الجيش بقمع المتظاهرين. وحسب مصادر من ائتلاف شباب الثورة، فإن الجيش مسؤول كلية عما جرى في ميدان التحرير كونه استعمل القوة لتفريق المعتصمين، كما أنه قام باعتقال العشرات من المعتصمين منهم ضابط في الجيش أعلنوا العصيان والتمرد والتحاقهم بالمحتجين. ووسط أنباء قالت أن الجيش المصري لم يستعمل خلال تفريقه المحتجين الرصاص الحي، راحت جهات أخرى تتهم الجيش بالتورط في قمع الثورة المصرية، والتستر على بقايا نظام مبارك، وسط مخاوف من انزلاق الوضع واستغلال فلول النظام السابق الوضع لشن ما يعرف باسم ''ثورة مضادة''. وكان التلفزيون الرسمي المصري قد ذكر أن مسلحين بالسكاكين هاجموا النشطاء المطالبين بالديمقراطية في الميدان. وأظهرت لقطات تلفزيونية المجموعتين وهم يقذفون بعضهم البعض بالحجارة. فيما أفادت الأنباء بأن المجموعة التي دخلت ميدان التحرير كان هدفها إجبار الناشطين المعتصمين فيه على الخروج من الميدان. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن جمال حسين، أحد الناشطين المطالبين بالديمقراطية، قوله ''هاجمتنا مجموعة من عصابات البلطجية بالحجارة وبدا أنهم يريدون إخراجنا من الميدان''. واستمرت أجواء الاحتقان والغليان في وسط العاصمة المصرية طيلة يوم أمس، أين قام عشرات المتظاهرين برشق مبنى المتحف المصري بالحجارة بعد سماعهم دوي إطلاق نار بميدان عبدالمنعم رياض، وذلك إثر حدوث مشادات كلامية بينهم وبين أفراد الشرطة المكلفين بتأمين المتحف. وفي المقابل، شن نشطاء في ائتلاف ثورة الشباب هجوما لاذعا على الجيش المصري متهمين إياه بالتسبب فيما وقع فجر أمس في ميدان التحرير، حيث تظاهرت مجموعة من الشباب منتصف نهار أمس في ميدان التحرير، عارضين صورا ولافتات مكتوبة بالدم، ومرددين عبارات ''لن نتسامح في دم الشهداء''، مشيرين إلى أن الهجوم الذي تم فجر أمس قتل فيه ثمانية شهداء منهم ثلاثة ضباط كانوا معتصمين في التحرير وخمسة مدنيين، وأن الجثث سحبت وتم إخفاؤها.