تسبب فتح النيران على المتظاهرين، من قبل قوات الأمن السورية، أمس، إثر خروج الآلاف للتظاهر، عقب صدور مراسيم إصلاحية تتعلق بإنهاء العمل بحالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي، في مقتل 49 شخص على الأقل وإصابة العشرات -حسبما أفاد به ناشطون حقوقيون وشهود عيان. ونقلت تقارير صحافية عن حقوقيين سوريين سقوط ما لا يقل عن 65 قتيلاً وإصابة العشرات بجروح إثر إطلاق الأمن السوري للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على متظاهرين في عدة مدن سورية أمس. وحسب نفس المصادر فقد سقط في بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق ثلاثة متظاهرين على الأقل برصاص الامن، فيما سقط قتلى وجرحى في منطقة القابون في ريف دمشق. وفي بلدة ازرع والحراك التابعتين لمحافظة درعا سقط تسعة قتلى على الاقل فيما كان المتظاهرون يرددون هتافات تدعو لإسقاط النظام، وعبر متظاهرون في جاسم التابعة أيضاً لدرعا عن رفضهم للإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري. وتحدث شهود عيان وحقوقيون عن سقوط خمسة قتلى في منطقة الحجر الأسود وثلاثة في جوبر قرب دمشق وثلاثة قتلى في المعظمية. وانطلقت مظاهرات حاشدة أمس في دمشق وحمص ودرعا ودوما والحسكة والقامشلي وغيرها من المدن السورية وخلفت عشرات الجرحى بعد أن واجهها الأمن بالذخيرة الحية ومسيلات الدموع. وكان ناشطون دعوا عبر مواقع الإنترنت السوريين بمختلف طوائفهم إلى التظاهر الجمعة في ما سمّوه يوم ''الجمعة العظيمة''، غير عابئين بدعوة السلطات إلى إيقاف الاحتجاجات. زكان الجيش السوري قد انتشر خلال ليلة الخميس إلى الجمعة في مدينة حمص، تحسبا لصلاة الجمعة التي كانت إيذاناً باشتداد الاحتجاجات. وترافقت الدعوة للاحتجاج مع صورة لجرس الكنيسة بين قبتي مسجد، تأكيداً على مخاطبة كافة طوائف الشعب السوري، وأرفق بالصورة شعار ''معاً نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد''.