ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن 40 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، لدى قيام قوات الأمن السورية بإطلاق النار لتفريق متظاهرين في عدد من المدن السورية. شهدت مختلف المدن السورية، أمس، تظاهر الآلاف من المواطنين تلبية لدعوات أطلقت للاستمرار في التظاهر في ما سمي بيوم ''الجمعة العظيمة''، غداة رفع حالة الطوارئ التي كانت مطبقة في البلاد منذ عام .1963 وقد ذكرت مصادر إعلامية، نقلا عن شهود عيان، أن قوات الأمن السورية فتحت النار على جموع المحتجين المطالبين بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي في البلاد، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 40 قتيلا، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، العديد منهم سقط في ضاحية دوما. كما شهدت مدن دمشق وحماة وحمص وبانياس والقامشلي مظاهرات حاشدة عقب الصلاة تنادي بالحرية. وأضافت ذات المصادر أن قوات مكافحة الشغب والمخابرات والشرطة تولت التصدي للمتظاهرين في المنطقة، عن طريق العديد من القناصة الذين تمركزوا على أسطح العمارات وبعض المؤسسات، وأطلقوا منها النار، ما أدى لسقوط عدة جرحى. وفي دمشق أطلقت الشرطة النار لتفريق متظاهرين في منطقة ''الست زينب'' حاولوا تحطيم تمثال للرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار، الذي تسلم السلطة عام ,2000 أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى على الأقل في الحسكة. كما وقعت أيضا صدامات في حرستا بين آلاف المتظاهرين وعناصر أمنية تصدت لهم بعنف، في حين شهدت مدينة درعا الجنوبية، مهد الانتفاضة الحالية، مسيرات ضخمة، إلى جانب مسيرات جرت في العاصمة دمشق نفسها. وجاءت الدعوة إلى التظاهر غداة إصدار الرئيس بشار الأسد مراسيم تقضي بإنهاء العمل بحالة الطوارئ، وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي بموجب مراسيم تشريعية في خطوة لتهدئة موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر. لكن ردود الفعل على هذه الخطوة على الساحة الدولية أو المعارضة تشير إلى أنها لم تحقق الغاية المنشودة. وطبقا لما قالته منظمة العفو الدولية، فإن 228 شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس الماضي.