أثار فيلم ''المصدر'' الذي شاركت فيه الممثلة الجزائرية بيونة، والذي كان آخر الأفلام التي عرضت في المسابقة الرسمية بمهرجان ''كان''، قبل إعلان توزيع الجوائز، مساء أمس الأحد 22 ماي 2011، جدلاً، بعدما ربط مخرجه بين الثورات العربية ودعوة إلى المساواة بين الرجال والنساء، قادتها امرأة عربية رفضت إقامة علاقة مع زوجها. واختلف النقّاد في تقييم الفيلم، ففيما استقبله بعضهم بصيحات إعجاب وتأثر بعض المشاهدين بتعبير هذا الفيلم عن روح انتفاضات ''الربيع العربي''، أطلق عدد قليل من النقّاد صيحات استهجان ضد مخرجه رادو ميهايلينو، وقالوا إنهم وجدوا أن تصويره للحياة العربية مفرط في البساطة. لكن الغالبية العظمى من النقّاد في الجماهير أثنوا على ما حقّقه من صدى بأحداثه الواقعية، قائلين إنهم لن يفاجأوا بحصوله على جائزة كبيرة في المهرجان السينمائي السنوي. ويفتتح ''المصدر'' بإعلان نفسه أنه حكاية تعلن فيها ليلى -وهي زوجة جميلة ومشاكسة للأستاذ سامي- إضرابًا عن الحب، وتمتنع عن ممارسة العلاقة الجنسية معه حتى يوافق الرجال في قريتها على حمل الماء من نبع عالٍ في الجبال، وجاء موقف ليلى بعدما سقطت صديقتها وفقدت رضيعها، وهي ضمن مجموعة من النساء يحملن أثقالاً، فيما يجلس الرجال في زمن الصعوبات الإقتصادية والبطالة يرتشفون الشاي طوال اليوم، ومن جراء هذا الموقف، دبّ الخلاف بين الرجال والنساء، وكانت العواقب عنيفة، فيما تتزعم ليلى المعركة في القرية، وتواجه إمام القرية، وتستشهد بالقرآن الكريم في الدفاع عن قضيتها. وتدافع عن ليلى واحدة من أبرز شخصيات الفيلم، هي الأم ريفلي التي كانت كلماتها ك''الرصاص''، والتي لعبت دورها الممثلة الجزائرية بيونة. من جانبه، كشف ميهايلينو مخرج الفيلم -وهو يهودي، فرنسي وروماني المولد- في مؤتمر صحفي في ''كان''، عن أن فكرة الفيلم مستمدة من قصة حقيقية في تركيا، وأكد أن الفيلم يعكس جزئيًّا الإنتفاضات الأخيرة في تونس وفي أنحاء العالم العربي. واستطرد: ''هناك ثورة ثانية ضرورية، ثورة في المنزل ومكانة المرأة في العائلة، يجب أن تكون النساء متساويات في المنزل أيضًا''.