شهدت مدينة بنغازي شرقي ليبيا، أول أمس، مسيرة قام بها آلاف الليبيين عناصر من الثوار الذين اتهموهم بمحاولة القفز على ثورة ليبيا، والتحدث باسمها بدون تفويض، في مؤشر على وقوع انقسامات بين المعارضة والثوار الليبيين أنفسهم. وتظهر صور تحصلت عليها ''النهار''، جوانب من مسيرة نظمها نشطاء ليبيون موالون لقادة ما يسمى بالمجلس الانتقالي ضد آخرين في ما يسمى بائتلاف ثورة 17 فيفري، حيث حمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات منددة بمحاولة القفز على ثورة الشباب الليبي والإستثمار فيها، مما يدل على وجود خلافات كبيرة بين صفوف قادة المعارضة الليبية، حتى قبل وصولهم إلى حكم ليبيا. من جهة أخرى، حذر المجلس الوطني الإنتقالي الليبي من أي محاولة يقوم بها البعض من المحسوبين على المعارضة الليبية لانتحال صفة الممثل الخاص للمجلس لدى الجامعة العربية ومصر، مؤكدا أن عبد المنعم الهوني هو ممثله الوحيد والمعترف به قانونيا ورسميا. وقال اللواء عمر الحريري مسؤول الشؤون العسكرية بالمجلس الإنتقالي، إنه لا يجوز لأي ليبي أن يتحدث باسم المجلس أو يدعي أنه يمثله، مشيرا إلى أن المجلس لاحظ أن البعض دأب على الإدلاء بأحاديث إعلامية يزعم فيها خلافا للحقيقة أنه ممثل المجلس الإنتقالي لدى مصر والجامعة العربية. وأكد نفس المتحدث حسبما نقلته عنه صحيفة ''برنيق'' المقربة من المعارضة الليبية، أن المجلس الإنتقالي اعتمد ممثلا واحدا له فقط لدى السلطات المصرية والجامعة العربية، مشيرا إلى الرائد عبد المنعم الهوني الذي انشق عن نظام القذافي في أول أيام ثورة الشعب الليبي. وجاءت هذه التحذيرات عقب قيام نشطاء في المعارضة الليبية بالإدلاء بأحاديث للصحافة المصرية باسم المعارضة الليبية، وهو ما أثار حفيظة المجلس الإنتقالي، وأشّر على وجود حرب زعامة خفية بين أقطاب في المعارضة على خلفية محاولة كل طرف التموقع وتزعم الإنتفاضة الليبية.