ساد بعد ظهر أمس هدوء حذر العاصمة الليبية طرابلس، حيث تدافع القوات الموالية للزعيم معمر القذافي عن الحصون الأخيرة له في المدينة، فيما سقط المزيد من المناطق المحيطة بالعاصمة في قبضة الثوار. وقال شهود عيان: إن حالة من الهدوء سادت طرابلس صباح أمس في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت الليلة قبل الماضية بين أنصار العقيد الليبي ومعارضيه. وقد قتل سبعة متظاهرين برصاص كتائب القذافي الأمنية خلال هذه الاشتباكات. وقال أحد السكان لوكالة الصحافة الفرنسية قطع التيار الكهربائي مساء أمس: ولم يستأنف من حينها، مضيفا: أصبنا بالرعب وظننا أنهم يعدون لهجوم. لكن في أحياء أخرى من العاصمة لم ينقطع الكهرباء وساد الهدوء، على ما أفاد به مراسل الوكالة. وذكر مراقبون أن أنصار القذافي أحاطوا بالعاصمة لمنع المحتجين من دخولها قادمين من مدن أخرى. وقال المتحدث باسم تحالف ثورة 17 فبراير عبد الحفيظ غوقة: نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراتة. وننتظر أن تحسم طرابلس الأمر مع نظام القذافي وأبنائه، ثم سنبدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية. وأضاف: أن هناك متطوعين يقصدون يوميا طرابلس للقتال، مشيرا إلى انشقاق ضباط جدد وانضمامهم إلى القوى المعارضة للنظام. وفي شرق مدينة طرابلس قتل متظاهران على الأقل بأيدي أنصار القذافي في حي الفشلوم الشعبي. وأظهرت صور إقدام كتائب أمنية على قتل متظاهرَيْن في المنطقة، ثم اختطاف جثتيهما ونقلهما إلى مكان مجهول وسط إطلاق نار كثيف. وقال شهود: إن هذا الحي وحي بن عاشور شهدا إطلاق رصاص حي عشوائي على كل من وجد في الشارع. وقال أحد السكان: إن قتيلا سقط في منطقة سوق الجمعة في طرابلس. وقد بُث على موقع »يوتيوب« تسجيل لمجموعة من أفراد الكتائب الأمنية التابعة للسلطات الليبية، وهي تسحب جثة مواطن من هذه المنطقة، وتضعه في سيارة لإخفاء جثته. كما بث على موقع فيسبوك شريط فيديو لاحتجاجات قام بها أمس شبان في مدينة الخُمس الواقعة شرقي مدينة طرابلس بين تاجوراء ومصراتة في ليبيا، وردد المتظاهرون في هذه الهتافات ليبيا حرة. كما بثت وكالة أسوشيتد بريس شريط فيديو عن مسيرات احتجاجية لمواطنين ليبيين ضد النظام الليبي في ضواحي العاصمة طرابلس أمس الاول. ويظهر الشريط تعرض المتظاهرين لإطلاق نار. ومن جهته قال الناشط السياسي أحمد المصراتي: إن 18 شخصا قتلوا مساء أمس الاول خلال اشتباكات مع الكتائب الأمنية التابعة للسلطات الليبية قرب مستودعات الأسلحة عند مشارف مدينة مصراتة. كما قال شاهد عيان: إن شبان مدينة الزاوية غرب طرابلس صدوا هجوما شنته كتائب أمنية تابعة للنظام الليبي خلال الليل. وفي هذا الإطار قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن قوات الأمن الليبية والموالين للحكومة هاجموا المحتجين الذين يحاولون السيطرة على مدينة الزاوية. وقالت المنظمة - التي تتخذ من نيويورك مقرا لها - إن قوات الأمن أطلقت النيران على المتظاهرين، وعمال مصريين يعملون هناك. مما أدى إلى سفك دماء وفوضى، غير أنه لم ترد تقديرات دقيقة لحصيلة القتلى. وقال العمال المهاجرون ممن فروا إلى تونس للمنظمة الحقوقية: إن قوات المعارضة فرضت سيطرتها على قطاع كبير من الزاوية، لكن القوات الحكومية تسيطر على المناطق المحيطة، وأقامت نقاط تفتيش على مشارف المدينة. من ناحية أخرى، قال مواطنون في بنغازي: إنهم يحتجزون نحو 12 شخصا اتهموهم بأنهم مرتزقة استخدمهم الزعيم الليبي لقمع المظاهرات المناهضة له. وقال المواطنون: إن هؤلاء المرتزقة جاؤوا من دول أفريقية وبعضهم كان مقيما في جنوب ليبيا، مؤكدين أن هؤلاء سيبقون رهن الاحتجاز إلى حين محاكمتهم على جرائمهم، بما فيها استخدام الرصاص الحي ضد المواطنين الليبيين. وفي بنغازي أيضا أكدت لجنة تنسيق القيادة الشعبية الاجتماعية في المدينة انحيازها الكامل إلى الجماهير. كما أعلن أفراد القوات البحرية انضمامهم إلى الثوار. ومن جهته قال سيف الإسلام القذافي: إن النظام الليبي يريد التفاوض مع المعارضة. وتوقع هدنة تعلن أمس. مهوّنا من نجاحات الثوار. وبحسب سيف الإسلام فإن النظام يواجه مشكلتين صغيرتين فقط في مصراتة والزاوية، وإن أقر بوجود مشاكل في الشرق. وكان سيف الإسلام يتحدث أمس الاول بالإنجليزية في أحد فنادق طرابلس الفاخرة إلى صحفيين أجانب سمح لهم بجولة في طرابلس تحت الحراسة، من أجل كشف ما يسميها النظام الليبي مؤامرة إعلامية أجنبية.