انطلقت صباح اليوم السبت عبر التراب الوطني و المدرسة الدولية الجزائرية بباريس (فرنسا) امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2011 والتي تخص 665 496 مترشح في مختلف الشعب. وقد هيأت الجهات المعنية كل الظروف المادية والبشرية لضمان السير الحسن للامتحانات التي انطلقت في ظروف عادية جدا ووسط إجراءات مشددة--حسب ما لوحظ بعدد من مراكز الإجراء بالجزائر العاصمة-- أين يتواجد أعضاء الأمن الوطني والحماية المدنية إلى جانب فرق طبية ونفسية بغرض مرافقة المترشح إذا ما استدعى الأمر ذلك. ويسهر المؤطرون والقائمون على سير عملية الامتحانات داخل مراكز الإجراء وبتفاني متناهي على توفير كل ما يحتاج إليه المترشح خلال أيام الامتحان في جو من الهدوء والسكينة تمكنه من التركيز في تقديم الإجابات وهو الأمر الذي أكده جل المترشحين مباشرة بعد خروجهم من إمتحان مادة الأدب العربي أو اللغة العربية. فبمركز الإجراء بثانوية الإخوة حامية بالقبة القديمة أين يمتحن تلامذة العلوم التجريبية والرياضيات والتقني رياضي وتسيير واقتصاد أكد المترشحان حمزة وإبراهيم اللذان زاولا دراستها الثانوية بثانوية بن يوسف خيذر بحي المنظر الجميل بأن موضوعي مادة اللغة العربية وآدابها هذا الصباح "كان عموما في متناول التلاميذ". وذكر المترشحان اللذان بدت عليهما علامات الارتياح بعد اجتياز"أولى عقبات الشهادة الكبرى" بان الظروف التي وفرت لكل المترشحين داخل أقسام الإجراء سمحت لهما بالتركيز في قراءة الأسئلة والإجابة ب"نجاح" على معظمها. وأبدت سعاد والدة أنيس من جهتها "قلقا وخوفا كبيرين" وهي تنتظر بلهفة خروج فلذة كبدها حيث أكدت بأن أنيس وعلى الرغم من تفوقه الكبير في كل مواد تخصصه (العلوم التجربيبة) إلا أنه "لا يستوعب تماما" مادة اللغة العربية وهو الأمر الذي قد "يفسد عليه تركيزه وثقته بنفسه". وبثانوية الثعالبية بحسن داي اجتمع عدد من المترشحين بعد خروجهم مباشرة من اجتياز امتحان اللغة العربية في شعبة الرياضيات وعلامات الحيرة بادية عن وجوهم حيث تفاوتت نسب اجاباتهم الصحيحة --حسب ما جاء في حديثهم-- إلا انهم أجمعوا بالمقابل على أن السؤال الخاص بالنص عن البشير الابراهيمي كان أسهل من السؤال المتعلق بشعر مفدي زكرياء. وفي لحظة أجهشت التلميذة نور الهدى بالبكاء إذ لم تتمكن --كما أكدت لإحدى صديقاتها-- من الإجابة على الشق الثاني من السؤال الخاص بالنص إلا أن تضامن أصدقائها من حولها هدأ من روعها وجعلها تعقد العزم على الاستمرار في باقي الاختبارات بكل قوة وتحدي من أجل كسب شهادة البكالوريا بتفوق. أما إيمان ونهلة وفؤاد وعدنان المترشحون الأحرار في شعبة آداب وفلسفة بمركز الإجراء بثانوية الادريسي بساحة أول ماي الخاص بهذه الفئة من المترشحين فقد أجمعوا على وجود بعض "الصعوبات" في الموضوع الثاني في مادة الأدب العربي مؤكدين بأن الأمر لا يعدو أن يكون تقصيرا منهم لانهم لم يراجعوا بالقدر الكافي في المقررات الخاصة بهذه المادة. ولعل ما أثار انتباه بل قلق عدد من المترشحين هي الرقابة المشددة داخل الأقسام (خمسة مراقبين داخل القسم الواحد) الأمر الذي اعتبره رؤساء مراكز الإجراء عاملا مهما في مجال ضمان شفافية ومصداقية الامتحانات. وعكس ما كانت قد أعلنت عنه سابقا وزارة التربية الوطنية بخصوص تمكين الشركاء الاجتماعيين والصحافة من الاطلاع على سير الامتحان إلا أننا لمسنا "رفضا قطعيا" من قبل رؤساء مراكز الإجراء عبر الجزائر العاصمة الذين اشترطوا تقديم تكليف بالمهمة ممضي من الوزير نفسه أو مدير التربية يذكر أن الوزارة الوصية كانت قد قررت فتح أبواب مراكز امتحانات شهادة البكالوريا وكذا مراكز التصحيح عبر التراب الوطني للشركاء الاجتماعيين المعتمدين وللصحافة الوطنية قصد تمكينهم من الاطلاع ب"أمهات أعينهم وبكل شفافية" على جميع المراحل المتعلقة بتنظيم ومتابعة هذا الامتحان. ويأتي هذا القرار تطبيقا لتعليمات المسؤول الأول على القطاع الذي كان قد أعلن عن هذا لضمان أكبر شفافية ومصداقية لهذا الامتحان المصيري. ومن بين الإجراءات المتخذة لضمان مصداقية أكبر لشهادة البكالوريا تعمل ابتداء من اليوم الأول للامتحانات لجنة بيداغوجية مستقلة تتشكل من 32 مفتشا للتربية الوطنية في كل مادة من المواد الكتابية المقررة على دراسة وتفحص كل مواضيع الاختبارات في جوانبها العلمية واللغوية بمجرد توزيعها على المترشحين. وتعد هذه اللجنة المرجع الأكاديمي الوحيد المخول له حق إبداء الرأي في المطابقة الأكاديمية لمواضيع الامتحان. تعني امتحانات بكالوريا جوان 2011 665 496 مترشح البكالوريا من بينهم 464 357 من المتمدرسين و201 139 من الأحرار. كما سيشارك 2000 نزيل بالمؤسسات العقابية في امتحانات شهادة البكالوريا موزعين على مستوى 32 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات وذلك تحت إشراف وتأطير وزارة التربية الوطنية. تقدر تكاليف تنظيم امتحانات شهادة البكالوريا لهذا العام بأكثر من 2 مليار دج وقد خصص 1413 مركزا لاجرائها و 9 مراكز للتجميع و الإغفال فيما خصص 49 مركزا لعملية التصحيح التي سخر لها 33 ألف أستاذ و20 ألف ملاحظ. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن نتائج امتحانات البكالوريا التي تدوم إلى غاية 15 جوان الجاري يوم 10 جويلية القادم علما بأنه مباشرة بعد المداولات يتم توقيع شهادات النجاح وكشوف النقاط لتحول بعد ذلك إلى مديريات التربية التي تتولى تسليمها إلى المعنيين قبل انطلاق التسجيلات الجامعية.