إغماءات، غيبوبة، سكري، تسممات حادة بالجملة.. هي حالات استقبلتها مصالح الاستعجالات خلال اليومين الأخيرين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وبما أن أغلب الحالات تخص تعقيدات متعلقة بأشخاص مصابين بأمراض مزمنة، استهلاك مواد غذائية قابلة للتلف السريع، ارتأت ''النهار'' القيام بجولة استطلاعية إلى مستشفيات العاصمة؛ على غرار مستشفى بني مسوس الجامعي، مصطفى باشا، ولمين دباغين. الانطلاقة كانت من مستشفى بني مسوس الجامعي، حيث وقفت ''النهار'' على طوابير طويلة من الحالات التي قصدت مصلحة الاستعجالات من أجل تلقي العلاج؛ أغلبهم من المسنين وممن يعانون من تسممات غذائية، حيث أكد لنا أعوان مكتب القبول على مستوى المصلحة، أنه تم استقبال أزيد من 260 حالة؛ من بينها 7 حالات تخص طالبات جامعيات مقيمات بالإقامة الجامعية في دالي ابراهيم، استهلكن حلويات تسببت في إصابتهن بتسمم حاد جدا كاد يودي بحياتهن، اسلتزم إجلاءهن العاجل إلى المستشفى. وحسب الطبيبة المشرفة، أكدت أن المصلحة استقبلت عشرات الحالات تخص أشخاصا مسنين أصيبوا بتعقيدات صحية جراء الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، استلزم وضعهم تحت المراقبة الطبية المتواصلة. حالة أخرى، التقيناها في ذات المستشفى على مستوى مصلحة استعجالات طب الأطفال، تخص طفلة صغيرة تعرضت إلى ضربة شمس حادة. بالمقابل قررت إدارات المستشفيات، مضاعفة الفرق الطبية على مستوى كافة المصالح ومضاعفة المخزون من الأدوية والأملاح، تحسبا للحالات الطارئة الكبيرة التي يتم استقبالها خاصة في فصل الصيف، التي تسجل خلال تلك الفترة. ستصل إلى 44 درجة مئوية في الجنوب ارتفاع في الحرارة بالمناطق الداخلية والوسطى للبلاد من المنتظر أن تعرف المناطق الداخلية والوسطى للوطن موجة من الحرّ تفوق 40 درجة، حسب الديوان الوطني للأرصاد الجوية. ومن المنتظر أن يمس هذا الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، سيدي بلعباس، معسكر، غليزان، وهران، الشلف، تيسمسيلت، عين الدفلى، البليدة، البويرة، تيزي وزو بسبب تسرب تيارات جنوبية غربية محملة بهواء حار نسبيا، يخص المرتفعات الداخلية الوسطى والغربية. وأضافت نفس النشرة، أن درجات الحرارة ستبلغ محليا ال45 درجة، مؤكدة أن درجات الحرارة القصوى ستسجل بكل من ولاية غليزان، معسكر، والشلف، حيث ستكون الأجواء حارة جدا ومشمسة، مع خلايا رعدية منعزلة، في المناطق الغربية والوسطى. من جهتها، قامت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، باتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية، تحسبا لوقوع أي طوارئ؛ حيث قامت بإرسال تعليمات تذكيرية إلى كافة مديريات الصحة، خاصة في الولايات التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة للتأكيد على ضرورة استهلاك كميات كبيرة من المياه لتفادي الجفاف، بالإضافة إلى تجنب الوقوف طويلا تحت أشعة الشمس، لتفادي وقوع ضربات الشمس. وفي السياق نفسه، أكدت البروفيسور فوزية صقال، رئيسة مصلحة السكري بمستشفى لمين دباغين الجامعي، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، قد يتعرض المصابون بالأمراض المزمنة إلى نقص في مستوى السكر بالدم، في حال قيامهم ببذل مجهود عنيف أثناء فترة الصوم، مع تزايد الحرارة، حيث تظهر عليهم العديد من الأعراض متمثلة في الجوع الشديد، والذي عادة ما يكون مصحوبا بالشعور بالتعب والإرهاق المفاجئ والمتزايد، بالإضافة إلى الدوار والصداع، وزيادة إفراز العرق، ما يعني فقدان كميات كبيرة من الماء، وأضافت أنه في حال ما أهمل المريض علاج ذلك بالإفطار فورا، فقد يتعرض إلى تعقيدات صحية أخرى لا يحمد عقباها.