إغماءات، غيبوبة سكري، ضرب وجرح عمدي ، حالات تستقبلها مصالح الاستعجالات بشكل يومي، إذ تتوافد مئات الحالات، قبل وبعد الإفطار من أجل تلقي العلاج.وبما أن أغلب الحالات تخص تعقيدات متعلقة بأشخاص مصابين بأمراض مزمنة، ارتأت ''النهار'' القيام بجولة استطلاعية إلى مستشفيات العاصمة، على غرار مستشفى بني مسوس الجامعي، مصطفى باشا، ولمين دباغين. الانطلاقة كانت من مستشفى بني مسوس الجامعي، حيث وقفت ''النهار'' أمام طوابير طويلة من الحالات التي قصدت مصلحة الاستعجالات من أجل تلقي العلاج، أغلبهم من المسنين وممن يعانون من قرحات معدية، تقربنا من أحد الشيوخ الذي قال لنا ''لا يمكنني الامتناع عن الصوم، خشية نعتي ''بوكّال رمضان''، نحن نعيش في مجتمع لا يرحم، لذا أفضل الموت على أن أفطر يوما في رمضان، وبالرغم من أن الأطباء منعوا علي الصوم، إلا أنني سأمارس هذه الفريضة إلى أن يتوفاني المولى''. حالة أخرى، التقيناها في ذات المستشفى تخص مصابة بالقرحة المعدية، حيث لم تلتزم بالحمية التي تمنع عنها تناول المأكولات التي تزيد من التقرح، وبما أن تقاليد شهر رمضان في الجزائر، تفرض تناول الشوربة والأطباق التي تفاقم المرض، وجدت نفسها في المستشفى كونها لا تستطيع الامتناع عن الأكل. الجرح العمدي يتصدر حالات الإستعجالات الجراحية توجهنا بعدها إلى مصلحة الاستعجلات الجراحية التي كانت تعج بالمواطنين، فمنهم من تعرض إلى الضرب، أو حادث مرور، وفي هذا الشأن كشف لنا الأطباء المعالجون الذين التقيناهم بعين المكان، أن أغلب الحالات التي تتوافد على المصلحة، تخص إصابات ناجمة عن الضرب والجرح العمدي سواء كانت مرتكبة من طرف الأصول، أو مدمنين على المخدرات، وكلها تتوافد قبيل أذان المغرب بحوالي 10 دقائق، بعد ذلك تشرع المصلحة في استقبال الإصابات المتعلقة بأشخاص تعرضوا إلى حوادث مرور نتيجة استخدام السرعة المفرطة، نفس الحالات التي التمسناها أثناء تواجدنا بمستشفى مايو الجامعي ومصطفى باشا. مرضى يتنقلون من مستشفى إلى آخر لتلقي العلاج ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى مستشفيات العاصمة، وبالتحديد مستشفى لمين دباغين، لاحظنا توافد العديد من الحالات التي تم توجيهها من مستشفى بني مسوس ومصطفى باشا، لاستحالة تلقيهم العلاج هناك، بسبب عدم توفر الأشعة أو التخصص، وفي هذا الشأن كشفت لنا إحدى المريضات أنها عانت الأمرين من أجل تلقي العلاج، حيث اضطرت إلى الانتقال من مشفى إلى آخر لتلقي العلاج، بالرغم من أن وزارة الصحة وجهت تعليمات صارمة تمنع تنقل المرضى من مشفى إلى آخر، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. الحروق لا تعالج في المستشفيات... ! أثناء دورتنا في المستشفيات الثلاثة، لاحظنا وجود العديد من الحالات التي تخص أشخاصا تعرضوا إلى حروق متفاوتة، ومن خلال حديثنا مع البعض منهم، كشفوا لنا أن المستشفى لا يعالج هذا النوع من الحالات، التي غالبا ما يتم توجيهها إلى مستشفى الدويرة أو عيادة المحروقين، لتلقي العلاج، موضحين أنهم يتلقون عناية أولية سطحية لا غير، وهو الأمر الذي يكلفهم عناء التنقل إلى هناك، في الحافلة لعدم امتلاكهم لسيارة خاصة، وازدياد حالتهم أكثر سوءا مما كانت عليه. ''قلب اللوز'' أدخلها غيبوبة السكري ومن الحالات التي وقفنا عندها أثناء تواجدنا بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، حالات تم إدخالها إلى مصلحة العناية المركزة، لعدم التزامها بتوجيهات الأطباء، التي تمنع عليهم الصوم في الشهر الفضيل، بالإضافة إلى تناولهم مالذ وطاب من الحلويات، وهو الأمر الذي وقع لشابة التقيناها بمصلحة الاستعجالات، صامت رمضان بالرغم من معاناتها من داء السكري، كما أنها لم تلتزم بالحمية وتناولت حلوى ''قلب اللوز''، وهو الأمر الذي تسبب في دخولها في غيبوبة السكري، كادت أن تودي بحياتها، حيث تتواجد حاليا بالعناية المركزة من أجل إعادة نسبة السكر في دمها إلى المستويات العادية.