يبدو أن استقدام المدرب البوسني وحيد ''حاليلوزيتش'' على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري خلفا للمستقيل عبد الحق بن شيخة أثار ارتياح اللاعبين المحليين الذين تجدد أملهم بالإلتحاق بالمنتخب الوطني على اعتبار أن المدرب الأجنبي لا يعرف ولا ينظر إلى الأسماء بقدر ما يعمل باحترافية ويستند على العطاء وتقديم اللاعب للإضافة فوق الميدان كأهم عنصر لاستدعائه إلى المنتخب، حيث أكد العديد من اللاعبين الناشطين في بطولة الرابطة الوطنية المحترفة الأولى أن الأمل عاد لهم بتعين حاليلوزيدش على رأس العارضة الفنية للخضر وهم يأملون أن يكون المدرب السابق لنادي ''باريسان سان جيرمان'' الفرنسي محترفا في التعامل مع اللاعبين على حد سواء، سواء كانوا محليين أو محترفين، ويسير بعقلية احترافية على خطى مدرب المنتخبين التونسي والمغربي اللذين يختار ان اللاعبين على أساس العطاء فوق المستطيل الأخضر وليس عن طريق ''السوسيال''، وهذا ما تجلى مؤخرا عندما واجه غيريتس ''الخضر'' بتشكيلة ممزوجة بالمحليين والمحترفين رغم أن لديه لاعبين آخرين ينشطون في أقوى البطولات الأوروبية لكنه قرر الإعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية. من جهة أخرى، أكد أحد اللاعبين السابقين ل''الخضر'' أن ''السوسيال'' والتكتلات داخل المنتخب سينتهيان إذا كان الناخب الوطني الجديد حاليلوزيتش مثلما يقال عنه لا يتسامح في الإنضباط، وأضاف أنه كان من الواجب على ''الفاف'' إيجاد مدرب يستطيع السيطرة على المجموعة ويفرض الإنضباط منذ مدة طويلة من أجل تحقيق أفضل النتائج وتفادي الكوارث التي حدثت للمنتخب منذ تأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا. كما أكد أن المدرب الأجنبي باحترافيته لا يعترف بالمحلي أو المحترف ولعل أفضل دليل على ذلك هو أن المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على ''الخضر'' في الفترة الأخيرة ورغم أنهم لم يعمروا طويلا إلا أنهم كانوا يعتمدون على تشكيلة من المحليين مدعومة ببعض المحترفين فقط ويختارون اللاعبين وفق إمكانياتهم ومردودهم في الملعب. ليكنس وواسيج اعتمدا على تشكيلة متوازنة وأعطيا الثقة للمحليين بغض النظر عن النتائج المحققة مع المنتخب الوطني الجزائري في مطلع القرن الحالي سواء تعلق الأمر بالمدربين الأجانب أو المحلين، فقد مرت كرة القدم الجزائرية بسنوات عجاف منذ التسعينات إلا أن الملفت للنظر منذ 2003 هو أن المدربين الأجانب كانوا لا ينظرون إلى اللاعبين من منطلق محترف أو محلي، بل يعتمدون على الأمور الرياضية، أبرزها الأداء فوق المستطيل الأخضر، فمثلا البلجيكي ''جورج ليكنس'' الذي يدرب حاليا منتخب بلاده ورغم أنه قاد ''الخضر'' حوالي ستة أشهر فقط إلا أنه كان يعتمد على تشكيلة تضم أغلب العناصر المحلية بالإضافة إلى بعض المحترفين فقط على غرار كراوش، بلباي، بلماضي وماموني، بالإضافة إلى بزاز وزرابي وكان يمنح الفرصة للمحليين من أجل إثبات قدراتهم مع المنتخب وبعد رحيله وخلافته من طرف سعدان بدأت الأمور تختلف نوعا ما مع استدعاء زياني، عنتر وبوڤرة وبعض اللاعبين الذين كانوا مع منتخب الآمال، ليأتي الدور بعدها على ''روبير واسيج'' البلجيكي الذي قاد ''الخضر'' من ماي إلى سبتمبر 2004 في فترة أربعة أشهر ورغم أنه بدأ في سياسة جلب المغتربين بمساعدة ''باولس'' إلا أنه حافظ على التوازن بين المحترفين والمحليين الذين أعطوا لهم الفرصة للدفاع عن مكانتهم مع ''الخضر'' لكنه أقيل بعد هزيمة الغابون. كفالي أوصل عدد المحليين إلى 10 والأجنبي ليس معقّدا من المحترف بعد البلجيكي ''واسيج'' تسلم فرڤاني قيادة المنتخب ثم إيغيل لكن سياسة ''الفاف'' كانت قد بدأت تفقد الثقة في اللاعب المحلي على حساب المغترب لذلك قامت بتغيير المدرب من جديد وتعاقدت مع الفرنسي ''جون ميشال كافالي'' الذي اعتمد في بدايته على أكثر من 10 محليين وحافظ دائما على تواجد اللاعب المحلي في المنتخب رغم أنه استدعى 13 محترفا في تصفيات كأس إفريقيا 2008 وعمد إلى المزج بين المحترفين والمحليين، وكان يوجه الدعوة لكل اللاعبين دون تفضيل حيث قال في أحد تصريحاته أنه يستدعي كل من يراه مناسبا ومفيدا للمنتخب واعتبر أن اللاعب المحلي أيضا يملك الإمكانيات للعب مع ''لخضر''. سعدان استغنى عن المحليين ووضع ثقته في المغتربين في المونديال في نهاية 2007، عاد الشيخ سعدان إلى المنتخب الوطني مرة أخرى بعد إقالة ''كافالي'' حتى مباراة تنزانيا في 2010 في فترة تميزت بالإعتماد شبه المطلق على اللاعب المغترب رغم أن البداية كانت ببعض المحليين على غرار زاوي، رحو، بابوش، العيفاوي، لموشية، حاج عيسى وحراس المرمى، ولكن بعد تأهل الجزائر إلى مونديال 2010 في إفريقيا الجنوبية بالموازاة مع إصدار قانون ''الفيفا'' الخاص بمزدوجي الجنسية الذي اقترحه روراوة في اجتماع ''البهاماس'' أصبحت سياسة المنتخب والاتحادية تتركز كليا على المحترفين وهو ما تجلي في استدعاء العيفاوي وحارسين فقط من المحليين لم يشارك منهم سوى الحارس شاوشي في المباراة الأولى فقط وهو ما يؤكد تفضيل سعدان للمغتربين على المحليين بصفة تامة رغم مشاركة المحليين في التأهل إلى المونديال. بن شيخة مدرب المنتخب المحلي استغنى عن المحليين.. فهل يكون الحل في حليلوزيتش؟ في نهاية سنة 2010 استقال الشيخ سعدان من العارضة الفنية ل''الخضر'' بعد التعثر أمام تنزانيا في أولى مباريات تصفيات أمم إفريقيا 2012 وخلفه عبد الحق بن شيخة الذي كان مدربا للمنتخب المحلي، وهو ما أعطى الأمل لبعض المحليين في عودتهم إلى المنتخب، وإن كانت البداية ببعض المحليين إلا أنها كانت شكلية فقط حيث لم يشارك هؤلاء وبقوا في الإحتياط رغم غياب العديد من المغتربين للإصابة أو العقوبة، والدليل أنه لم يستدع سوى حاج عيسى وسوداني لمباراة الحسم ضد المغرب في مراكش التي أبطلت إشاعة عدم وجود مكان للمحليين في المنتخب بعدما تسبب المغتربون في كارثة الرباعية التي عصفت ببن شيخة وإقالته من المنتخب، ويبقى السؤال المطروح حاليا هل يبقى حاليلوزيتش على نفس سياسة سعدان وبن شيخة أم أنه سيعمل بنفس سياسة ''غيريتس'' الإحترافية الذي لا يعترف بالمحليين والمغتربين في منتخب المغرب الشقيق. زرابي: ''كنا نلعب مع المنتخب فقط عندما دربنا مدربون أوروبيون'' وكان المدافع الدولي الجزائري السابق عبد الرؤوف زرابي قد أكد في تصريحات سابقة قبل مونديال جنوب إفريقيا أن اللاعب المحلي في الفترة الأخيرة لم ينل حقه سوى مع المدرب الأجنبي، واستشهد بما جرى له مع ''الخضر''، حيث لم يستدع سوى في عهد واسيج، ليكنس وكافالي بينما غاب مع المدربين الآخرين ولم يشارك سوى في مباراة واحدة في عهد إيغيل، حيث صرح قائلا: ''لعبت مع المنتخب 22 لقاء كأساسي، لكنني أملك أكثر من 50 استدعاء، أما تجربتي فكنت ألعب فقط لما دربنا مدربون أوروبيون أما المدربين الوطنيين فلم يشركوني أبدا ماعدا مزيان إيغيل في أحد اللقاءات، فقد كنت في المنتخب من سنة 2003 فلما جاء مدرب محلي (يقصد سعدان) استبعدني، ثم ذهب وجاء مدرب أجنبي وعاد للإعتماد علي، قبل أن يأتي المدرب نفسه (سعدان) مرة ثانية ولم يستطع إبعادي مباشرة لكنه خطط لإبعادي وهو مافعله، وأقول له كل شيء له نهاية وربي يهديه، وأتمنى فقط أن يفرح الشعب الجزائري الذي يسحق كل الخير''.