السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: بغد تخرجي من الجامعة كنت قابعة في المنزل لم أجد أي وظيفة حتى شعرت بالملل، وعندما تقدم لي شاب للزواج أحسست بأن الفرج جاء، فكل فتاة تخرجت ولم تتزوج الكل ينظر لها كأنها عنست. وكنت أحس بنظرات الناس لي خاصة أن أختي الصغرى تزوجت، فكأنهم كانوا يرثون على حالي، وكان العريس جامعيا من أسرة طيبة، عيبه الوحيد أنه يشرب الخمر، فترددت وكدت أرفضه لكن والدتي أقنعتني أن المرأة تستطيع أن تغير الرجل كما تشاء بعد الزواج وأنني سأصلحه. فوافقت وتزوجته في احتفال بهيج. تعاملاته بعد الزواج جيدة جدا معي، وطيلة النهار كان نعم الزوج، ولكن بمجرد أن يأتي الليل ويشرب الخمر يتحول لإنسان عنيف لا صلة له برجل النهار، فيختلق المشاكل لأتفه الأسباب و بشكل فظيع، وعندما يأتي الصباح كان يستيقظ خجلا ويعتذر بانكسار. كنت أتحمل إهاناته الليلية المتكررة، لأني أعرف أنه نادم بالفعل، وكنت أنصحه بتركها، لكنه لم يتركها إلا بعد أن عرف أني حامل، تركها لمدة أيام ثم رجع لها كأن شيئا لم يكن. الآن ابني الأكبر أصبح عمره خمسة عشر عاما، يأتي إلي وهو يبكي خجلا مما يفعله والده ومن ضحك الناس عليه في الشارع، فهو هادئ جدا ومحترم نهارا وشخص آخر لا يتورع عن الشتم والسب بأفظع الألفاظ ليلا، أخيرا قررت الانفصال قبل أن يصاب أبنائي بعقدة مدى العمر وأموت أنا بحسرتي عليهم. لقد تعبت من الإهانات الليلية وبدأت أحتقره جدا فكل يوم يجده جار لنا في الشارع بحالة يرثى لها فلن أندم أبدا على قراري. أمي نادمة على أنها أقنعتني به، لكني لا أحملها الذنب فقد كنت متلهفة على الزواج من أي كان، فقط رجل يخرجني من العنوسة، بدون التفكير لما سيحصل في المستقبل، لذلك خطأ زواجي هو خطئي وسأتحمل طلاقي وسأربي أبنائي ولن أدعهم يقربون الخمر.