احتجاجات في ديار الشمس وباب الوادي وعائلات ترفض مغادرة سكناتها استقبل أمس رئيس ديوان والي ولاية الجزائر العاصمة، ممثلين عن سكان حي ديار الشمس، للتحدث معهم حول الأسباب التي كانت وراء تفجر موجة الغضب مجددا في الحي، وجاء اللقاء بعد الاشتباكات العنيفة التي عرفها الحي ليلة الأحد إلى الاثنين، بين سكان البنايات الفوضوية وقوات مكافحة الشغب، ورغم عودة الهدوء إلى الحي، إلا أن العديد من العائلات رفضت استمرار عمليات ترحيلهم إلى المساكن الممنوحة لهم بحجة أن السلطات المحلية لم تستجب لمطالبهم. كما عرفت إحياء أخرى معنية بالترحيل عدة احتجاجات، حيث عمد سكان هذه الأحياء إلى إغلاق بعض الطرقات مما أدى إلى عرقلة حركة المرور. عاش سكان حي ديار الشمس ليلة الأحد إلى الاثنين، اضطرابات عنيفة، بين سكان الحي وقوات الأمن، واستمرت لعدة ساعات، حيث خرج شباب الحي في حدود الساعة الثامنة مساء إلى الشارع بغرض غلق الطريق الرابط بين بئر مراد رايس وحي العناصر، للاحتجاج ضد عملية إعادة إسكانهم في المساكن الجديدة المخصصة لهم ببئر توتة. وقد تنقلت وحدات من قوات مكافحة الشغب لمنع المحتجين من إغلاق الطريق الذي يشهد حركة مرورية كثيفة، واستعمل شباب الحي الحجارة لرشق قوات الأمن التي كانت تطوق المكان، ودخلت هذه القوات في اشتباكات مع سكان الحي، باستعمال القنابل المسيلة للدموع، واستمرت المواجهات إلى ساعات متأخرة من الليل. و تم استقبال ممثلي سكان حي ديار الشمس صبيحة أمس من طرف رئيس ديوان والي ولاية الجزائر العاصمة، الذي أكد لهم بأن الملف تم غلقه وسيتم إسكانهم ببئر توتة. وأكد بان كل الملفات كانت محل معاينة دقيقة، مشيرا بان السلطات أخذت كل الترتيبات لضمان ترحيل السكان في الظروف المناسبة. وأشار احد سكان الحي، بان التهديدات التي صدرت على لسان مسؤولين محليين ضد سكان الحي، بإرغامهم على الانتقال إلى مساكنهم الجديدة، أو البقاء في حيهم، كانت وراء تفجر الاحتجاجات مجددا . كما شهدت إحياء أخرى من العاصمة والضاحية الشرقية، احتجاجات وأعمال شغب، بحيث قام قاطنو الشاليهات المتواجد ببلدية برج البحري، بقطع الطريق الوطني رقم 24، باستعمال المتاريس والعجلات المطاطية، في حدود الساعة الرابعة مساء ما أعاق حركة المرور، ولم تتمكن وقوات الأمن من فتح الطريق إلا بعد ثلاث ساعات، بعد مفاوضات مع شباب الحي، بحيث رفقت مصالح الأمن استخدام القوة، وفضلت وسيلة الحوار. كما شهد من جانب أخر، مفترق تريولي بباب الوادي يوم الأحد أعمال شغب واحتجاجات من طرف سكان حي الكاريار، عشية ترحيلهم في إطار عملية إعادة الإسكان، وقد قام المحتجون بإضرام النيران في العجلات المطاطية على مستوى الطريق الرابط تريولي بشوفالي، مع غلقه بالحجارة والمتاريس، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب التي عملت على تفريق المتظاهرين. وحتى ساعة متأخرة من مساء الأحد، كان رجال الشرطة ومكافحة الشغب منتشرين في مفترق الطرق. ويعد هذا الاحتجاج الثاني من سكان الحي في يومين، حيث سبق وان قام نفس المحتجون بغلق الطريق الرابط بين باب الوادي وشوفالي، احتجاجا على نقلهم إلى بئر خادم في إطار إعادة الإسكان. وقد تواصلت أمس عمليات الترحيل، لقاطني بعض المواقع السكنية الهشة، والشاليهات، وشملت عدة أحياء بالعاصمة والضاحية الشرقية، أين تم ترحيل عائلات كانت تقطن في شالهيات منذ أزيد من عشر سنوات إلى سكنات جديدة، كما تم ترحيل 200 عائلة من حي جنان حسان التابعة لوادي قريش إلى سكناتها الجديدة بحي بني مسوس. ومن المنتظر أن تتواصل عمليات الترحيل إلى غاية جوان من العام المقبل، وستشمل العملية أكثر من 1200 عائلة بالعاصمة و التي كانت تقطن في بيوت قصديرية و شاليهات و بنايات هشة إلى سكنات جديدة ، و هي العملية التي تدخل ضمن البرنامج الوطني لتطهير النسيج العمراني، و ستمس عدة أحياء منها الشعبية ب1997 عائلة، و ستة أحياء قصديرية لحوالي 618 عائلة و الشاليهات 630 عائلة وتخص العملية الأولية 13 موقعا يقطن بها 3245 عائلة. أنيس نواري